لم يَخلُ أول نجاح أميركي في بلوغ قمة إيفرست من آثار شديدة الوطأة على صاحب هذا الحذاء.
عاد "باري بيشوب" من رحلة استكشافية تاريخية إلى قمة "إيفرست" ومعه حذاؤه المصنوع من جلد غزال الرنة، وحذاء للمشي مسافات طويلة بنعل مطاطي (في الصورة أعلاه)، وحذاء ثقيل طويل له مسامير.. ومن دون أصابع قدم.
بدأ بيشوب مساره المهني باحثًا علميا متخصصا في المناطق القطبية قبل أن يصبح من مصوري ناشيونال جيوغرافيك. وشارك في أول بعثة أميركية إلى قمة إيفرست. ففي الساعة الثالثة والنصف مساءً من يوم 22 مايو 1963، وصل هو ورفيقه إلى القمة، وانبطحا على الأرض ثم انخرطا في نوبة بكاء. وخلال رحلة الهبوط، لم يتمكنا من الاهتداء إلى مخيمهما. هنالك قام بيشوب بدعس قدميه لتدفئتهما، ولكن سرعان ما أحس بألم حاد، تبعه خدر وتنمّل؛ إذ كتب لاحقًا ما يلي: "عندما أدركت ألّا فائدة من ذلك، كففت عن بذل أي جهد".
وبعد أن قضى بيشوب ليلة بلا مأوى، صارت أصابع قـدمــيه "بيضــاء بالكامـــل ومتصلبة وبــاردة". وعنــدما أضحى لا يقدر على الحركة بفعل لسعات الصقيع، قامت أفراد من شعب "الشيربا" في نيبال بحمله مسافة معينة باتجاه أسفل الجبل، قبل أن تنقله مروحية إلى مستشفى بالعاصمة كاتماندو. ثم جاء طبيب أميركي بالطائرة إلى المستشفى فأعطاه عقارًا تجريبيا بهدف إحياء الأنسجة التالفة في قدميه، لكنه لم يُجد نفعًا.
فقَد بيشوب كل أصابع قدميه فضلًا عن طرفي إصبعين من أصابع يده. ومع ذلك، واصل تسلق الجبال.. وكذلك بلغ ابنه "برينت" قمة إيفرست عام 1994؛ فأصبح الأمر مفخرة وإنجازًا رائعا للأب والابن على حد سواء. وقد كتب باري عن الجبل قائلا: "لا يوجد منتصرون حقيقيون، بل ناجون ليس إلا".
فتاة تبلغ من العمر أربعة عشر عامًا، يمكنها أن "تُزيّن" الكبشَ المسمّى "سباد" في أقل من أربع ساعات، فتحوّله من فقاعة صوفية إلى نموذج من الدرجة الأولى.
"أعتقد أنني سأواصل هذا الصيد حتى الممات.. عندها فقط سأتوقف"، "فيرجينيا أوليفر".
يتحدر "عمر المغربي" من عائلة فنية تُبدع في فنون الخط والرسم التشكيلي، ويبدو أنه وَرث هذه الموهبة.