وَرَدَ ذِكره مع نخلته في القرآن الكريم 26 مرة، وزيّنَ موائد أجيال وأجيال من سكان شبه الجزيرة العربية، وأبهر علماء العالم وما يزال بفوائده الغذائية ومعجزاته الطبيـة: إنه التمر، تلك الفاكهة الصغيرة التي تُولد مـن رحم شجرة طيبة تدعى نخلـة التـمر وتنتـمي علمـياً إلى نوع "فينيـكـس داكتـيلـيفيرا" (Phoenix dactylifera).
تمثل النخلة في دولة الإمارات العربية المتحدة إرثاً تاريخيا وحضارياً ذا قيمة عالية. ويرجع وجودها بالمنطقة إلى زمن سحيق، إذ عُثر في جزيرة دِلما بأبوظبي عام 1998 على نواة تمرٍ حُدّد تاريخها آنذاك في 5110 قبل الميلاد. وتحظى النخلة بمكانة رفيعة لدى المواطن الإماراتي الذي يعاملها بمنتهى التبجيل وكأنها فرد من عائلته. ففضلا عن ثمارها التي ظلت تمثل غذاءً شهياً للسكان، كانت جذوعها تُستخدم أعمدة للخيام، وسعفها يُتّخذ مواد بناء لتشييد نوع فريد من البيوت يُدعى "العريش"، فضلا عن أنواع عديدة من المنتجات المنزلية التي كانت تُصنع بصفة كلية أو جزئية من مكونات النخلة. وفي الوقت الراهن يتم تكريم هذه الشجرة بإقامة فعاليات سنوية للاحتفاء بمنتجاتها، مثل مهرجان ليوا للرطب؛ كما تم تأسيس "جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر"، وإنشاء مراكز بحثية متخصصة.
وتُصنف التقارير الاقتصادية دولة الإمارات في المرتبة الرابعة عالمياً من حيث إنتاج التمور. وتمثل هذه الفاكهة على الصعيد المحلي أكثر من 60 بالمئة من إجمالي إنتاج الخضراوات والفاكهة. كما يعدّ البلد رائداً في مجال تطوير زراعة نخيل التمر، إذ توسّعت المساحة المزروعة حاليا لتشمل أكثر من 44 مليون نخلة منتِجة، يوجد جُلّها في مزارع إمارة أبوظبي.
ويعود الفضل في ذلك إلى جهود الدولة التي تتيح كافة الظروف لازدهار هذه الزراعة، ولا سيما مراكز البحوث العلمية المتقدمة حيث يعكف العلماء على تطوير سلالات نخيل جيدة من أجود الأنواع المستقدَمة من خارج الدولة، إذ يتم تهجينها ومزاوجتها بأشجار النخيل المحلية. وتبقى التقنية الأكثر فعالية هي زراعة الأنسجة، والتي تم بفضلها "استنسال وتحسين أكثر من 60 صنفاً من النخيل، كلها تنتج تمورا غزيرة وكبيرة الحجم ومركزة الحلاوة" وفقاً لما قالته المهندسة الإماراتية إيمان حسين، اختصاصية في زراعة الأنسجة النباتية لدى "وحدة
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز