14 June 2015
رصدت دببة قطبية تلتهم دلافين في القطب الشمالي في ما يرجح علماء أن يكون نتيجة للتغير المناخي الذي بات يقرب بين أنواع لم تكن تقوم بينها اي روابط معروفة في ما مضى.
ويسلط هذا اللقاء القاتل بين حيوانين محببين بالنسبة لجزء كبير من الرأي العام، الضوء على تأثير الإحترار المناخي على النظام البيئي بعيدا عن مخاطر الانقراض التي تواجهها أنواع عدة، وذلك مع اقتراب موعد مؤتمر باريس الدولي بشأن المناخ المزمع عقده في كانون الأول/ديسمبر.
وخلال بحوث في أرخبيل سفالبارد قدم نتائجها أخيرا في مجلة "بولار ريسرتش"، رصد يون آرس من معهد الدراسات القطبية النروجي وصور في نيسان/أبريل 2014 دبا يقتات على دلافين بيضاء الانف في واد خلالي (فيورد) تابع لهذا الأرخبيل النروجي النائي الواقع على بعد حوالى ألف كلم من القطب الشمالي.
هذه الفصيلة من الحيتانيات ليست عادة من الأنواع التي يقتات عليها الدب الأبيض الذي يأكل بشكل رئيسي الفقمات لكنه أيضأ صياد متربص اذ انه قد يلتهم أحيانا الحيتان الصغيرة مثل الحوت الأبيض أو حريش البحر إذا ما سنحت له الفرصة.
وأوضح آرس لوكالة فرانس برس أن أنواعا جديدة تظهر في غذاء الدب القطبي بسبب التغيرات المناخية، وذلك لأن أجناسا جديدة تنتقل باتجاه الشمال.
ومع أن الدلافين البيضاء الانف ترتاد هذه المياه الشمالية خلال الصيف بعد ذوبان الطوف الجليدي، لم يسجل قبلا وجود هذه الحيوانات في المناطق المذكورة خلال فصلي الشتاء والربيع اللذين يكون البحر خلالهما عادة مغطى بالجليد.
وبحسب الباحثين، التراجع الكبير في الجليد البحري وصولا حتى إلى فقدانه بالكامل في المنطقة خلال فصول الشتاء الأخيرة، قد يكون السبب وراء جذب هذه الدلافين التي خدعت على الأرجح جراء التشكل المفاجئ لمساحة واسعة من الجليد تحت تأثير رياح الشمال.
وأشار آرس إلى أن الدب، وهو ذكر مسن وجائع على ما يبدو، افترس على الأرجح الدلفينين بعدما صعد الأخيران إلى سطح المساحة الجليدية للتنفس عن طريق ثقب صغير في الطوف الجليدي. وقد التهم واحدا منهما من ثم عمد في خطوة نادرة أيضأ إلى دفن الآخر جزئيا تحت الثلج.
وقال الباحث النروجي "نعتقد أنه جرب تغطية الدلفين بالثلج أملا في تقليل فرص العثور عليه من جانب دببة أخرى أو ثعالب أو طيور، وذلك للتمكن من التهامه ربما بعد يوم أو يومين، حالما يتم هضم الدلفين الأول".
وبعد هذه الملاحظات الأولى، جرى الإبلاغ عن خمس حالات أخرى لدلافين جنحت أو قبض عليها وتم التهامها من جانب دببة.
وأضاف آرس "لا اعتقد أن هذا الأمر دليل على حصول تبدل كبير" في غذاء هذا النوع من الحيوانات "بل ان ما حصل هو ان الدب القطبي يحتك مع أجناس لم تجر العادة بأن يصادفها قبلا".
وبحسب العلماء الأمر لا يتعلق بحالة معزولة مع أن الحالات الأخرى اقل لفتا للانتباه لأنها تتعلق بأنواع اقل رمزية.
ويؤكد جيل بوف احد كبار الأخصائيين الفرنسيين في التنوع الحيوي ورئيس المتحف الوطني للعلوم الطبيعية "ثمة حالات أخرى كثيرة إلا أنها اقل بروزا. التغير المناخي يبدل نطاق الأنواع وهذه الأنواع تقضي عليها الحيوانات المفترسة المحلية".
ورغم اسمه اصبح "الزنبور الأسيوي نوعا منتشرا في أوروبا ويقتات على حشرات محلية فيما يغني النظام الغذائي لأنواع أخرى.
ويمكن للاحترار المناخي أن يؤدي ألى انتقال الفريسة أو الحيوان المفترس فقد رصدت سمكة قرش نمرية للمرة الأولى في البحر المتوسط قبل فترة قصيرة.
ويضيف بوف "يؤدي التغير المناخي أحيانا إلى عدم تزامن بين الفريسة والمفترس".
ففي فرنسا قد تواجه طيور القرقب مشاكل لتكييف دورة تكاثرها مع الوتيرة المتفاوتة اكثر فاكثر لتبرعم الأشجار وتوفيرها في الوقت ذاته للديدان التي تقتات عليها صغارها.
ويوضح كريستوف اوبيل مدير جمعية "اومانيتيه اي بيوديفرسيتي"، "نعرف ان ثمة أسماكا كانت في الجنوب وانتقلت شمالا. هل أن فريستها انتقلت أيضأ ؟ الأمر غير مؤكد".
أوسلو (أ ف ب) -