صحيفة الخليج- أحمد راغب
في شهر مايو/ أيار من العام الماضي افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، "مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك"، بهدف تطوير وتعميم الثقافة الفلكية في الدولة، ومواكبة لسعي الإمارات إلى غزو الفضاء، وحجز مكان لها بين الدول المتقدمة في هذا المجال، وخطتها للوصول إلى الكوكب الأحمر في العام 2021. ويأتي تأسيس "مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك" تدعيماً لجهود مؤسسات الدولة الأخرى في هذا القطاع، مثل "وكالة الإمارات للفضاء"، و"مركز محمد بن راشد للفضاء"، وإسهاماً في إنجاح مشروعات مهمة في هذا الاتجاه، منها مشروع "مسبار الأمل"، وغيره من المشروعات، ومنحها الزخم لتحقيق مزيد من التقدم على طريق تحقيق أهدافها.
يؤكد د. حميد النعيمي، مدير جامعة الشارقة والمدير العام لـ "مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك"، أن هذا المركز قد تم تأسيسه، ليكون مؤسسة بحثية علمية، ومرصداً فلكياً وتدريبياً وسياحياً، لنشر الثقافة الفلكية الفضائية للشباب والطلاب. إضافة إلى تكوين جيل جديد من الشباب يختص في مجالات الفضاء والفلك، يساهم في تطوير مراكز البحث والتقنيات الفضائية، لتكون دولة الإمارات من بين دول العالم المتقدمة في هذا المجال، خلال السنوات الخمس المقبلة. ويضيف د. النعيمي أن في مقدمة أهداف هذا المشروع إقامة نشاطات خاصة بالنشء، من المواطنين والمقيمين، تتمثل في المخيمات الصيفية، والدورات وورش العمل، التي تزيد معارفهم بشؤون الفضاء والفلك، هذا العلم الذي برع فيه أجدادهم من العرب والمسلمين.
من جانبه يقول مروان الشويكي، مدير "القبة الفلكية" في "مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك"، إن المركز يعمل في اتجاهين، الأول جماهيري أو مجتمعي وسياحي، وتلعب فيه "القبة الفلكية" الدور الأهم من خلال معارض الفضاء والفلك، ومشاهدة العروض الفلكية لمختلف الأعمار. أما الجانب الثاني فهو يتبع جامعة الشارقة، ويعزز المجال الأكاديمي ويطور الأبحاث في الفضاء والفلك، من خلال الدور الذي تلعبه الجامعة عبر كلياتها وعلمائها المختصين. يتابع: يحتوي المركز في المجال البحثي على 6 مختبرات علمية وفضائية، وهي مختبر الرصد الفلكي، ومختبر النيازك الذي يهتم بدراسة أنواع وأصول وأعمار النيازك الساقطة من الفضاء، ومختبر الاستشعار عن بعد، ومختبر المرصد الراديوي، ومختبر صناعة وتطوير الأقمار الاصطناعية الصغيرة، ومختبر علوم وهندسة الفضاء. إضافة إلى "الحديقة الفلكية"، التي تضم نماذج عملاقة للكواكب.
أما إبراهيم الجروان، مساعد المدير للشؤون الإدارية والعلاقات العامة في "مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك"، فيشير إلى أن المركز أنهى البرنامج الثاني للمخيم الصيفي الفلكي الأول "رواد 2016"، في 10 أغسطس/ آب الماضي، بعد انتهاء البرنامج الأول للمخيم في 27 يوليو/ تموز الماضي. ويضيف الجروان: جذب "المخيم الفلكي" اهتمام النشء والشباب إلى علوم الفضاء، وتفسير الظواهر الفلكية بصورة علمية، فضلاً عن التعريف بأهمية علوم الفلك وتقنيات الفضاء وتطبيقاته العملية التي تخدم البشرية، واستيعاب المعارف العلمية والنظريات الفيزيائية التي تفسر المظاهر الكونية بصورة مبسطة.
انتهى