لا تستصغر أي كائن، مهما بلغت ضآلة حجمه، حتى لو كان مجهريا. أنه الدرس الأول الذي يجعلنا ننظر بعين مختلفة إلى كل ما هو حولنا، نتأمله بعمق وتركيز، ونراقب سلوكه؛ فلن يطول الأمر كثيرا، إذ إن الغرابة نتيجة حتمية لما سنلاحظه؛ هذه الحقيقة تتكرر مع كل عدد من...
لا تستصغر أي كائن، مهما بلغت ضآلة حجمه، حتى لو كان مجهريا. أنه الدرس الأول الذي يجعلنا ننظر بعين مختلفة إلى كل ما هو حولنا، نتأمله بعمق وتركيز، ونراقب سلوكه؛ فلن يطول الأمر كثيرا، إذ إن الغرابة نتيجة حتمية لما سنلاحظه؛ هذه الحقيقة تتكرر مع كل عدد من مجلتك ناشيونال جيوغرافيك العربية. الآن وبعد أربع سنوات قدمنا فيها 50 عددا فريدا يحوي كنوزا معرفية جمة، ما زلنا نتلمس طريقنا في محاولة حثيثة لتأجيج جذوة الفضول المعرفي في أبنائنا، وقد انشغلوا بكل ما هو مثير حولهم، وبقي العلم أقل تلك الأشياء لفتا لانتباههم!للأمر أسباب كثيرة، منها ما هو خارج عن نطاق قدراتنا، غير أن هناك الكثير مما هو في نطاق إمكاناتنا. إن الوقت الذي نشهده بكل متغيراته وخصوصا الإعلامية، يقدم لنا فرصا ممكنة في حال توافرت نوايا حقيقية في إحداث التغيير المنشود ناحية العلم والاشتغال به.
تصل العلوم والمعارف لغير المتخصصين بقدر شحيح جدا ومبهم، بل ومخلوطة ومنتقصة، و في أحيان كثيرة مشوهة؛ وهو ما يبرر كثيرا عدم تجاوب الناس معها، وبالتالي عدم تأثيرها فيهم لإحداث تحريك فضولهم وهذا منطقي كونها غير متماسكة ومربكة، وهذا ما يحاول فريق عمل مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية إصلاحه عبر تقديم المعلومة المتماسكة الواضحة بلغة سهلة محكمة ومؤثرة في الوقت نفسه.
تقرأون في هذا العدد موضوعا يعرض مشاهد من حياة بعض الكائنات الحية لم تسطرها يد بشر، ولا يمكنك إلا أن تتوقف بعد قرائتها، وتسأل نفسك لماذا.. وكيف، وماذا بعد؟ موضوع يجب أن يشعل جذوة الفضول المعرفي إلى مدى أبعد من الحدود الموجودة في التحقيق، والنظر إليه باسقاطات على البشر، كون العنوان الأول الأكثر بروزا في التحقيق والذي لم يذكر هو (السيطرة).. أليس هوس السيطرة والتملك هو البذرة التي تحرك كل النوايا الشريرة في العالم؟!
عبر هذا المسار بالذات -مسار تأجيج جذوة الفضول المعرفي فينا- تقدم إليك مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية من هذا العدد وحتى انتهاء السلسلة، قرص حلقات العاب العقل لتتمكن من إثراء مكتبتك الخاصة بسلسلة مفعمة بالتجارب الصادمة والألعاب التفاعلية المستفزة لعقلك، والمشعلة لجذوة العلم.. وذاك هو هدفنا جميعا.
als.almenhaly@admedia.ae
alsaadal