بين القاهرة.. وروما

كلمة رئيس التحرير

حسين الموسوي

حسين الموسوي

بين القاهرة.. وروما

ينجذب المهتمون بالهوية الحضرية في منطقة الخليج العربي إلى الطراز المعماري الحديث، والذي يتجسد لدينا في دولة الإمارات العربية المتحدة تحديدًا في تلك المباني التي شُيدت في سبعينيات القرن الفائت وثمانينياته، أي بُعيد قيام الاتحاد.

01 نوفمبر 2022 - تابع لعدد نوفمبر 2022

ينجذب المهتمون بالهوية الحضرية في منطقة الخليج العربي إلى الطراز المعماري الحديث، والذي يتجسد لدينا في دولة الإمارات العربية المتحدة تحديدًا في تلك المباني التي شُيدت في سبعينيات القرن الفائت وثمانينياته، أي بُعيد قيام الاتحاد. وبصفتي متخصصا في التوثيق للتراث المعماري في بلدي، فإني مهتم بعناصر هذا الطراز المُعبِّرة عن هوية المنطقة بأسلوب حديث تعجز عن تحقيقه أغلب النماذج المعاصرة.

على أنّ كثيرين ينجذبون لهذه المباني بدافع الحنين إلى ماضٍ حافل بذكريات مرتبطة بها. لا بأس بقليل من العاطفة، وإنْ كانت في بعض الأحيان تُشوش على التعامل مع التطوير العمراني بموضوعية؛ إذ أرى ضرورة إعادة النظر في الجدوى -العَمَلية والاقتصادية- من استمرار بعض هذه المباني (وأُشدد هنا على كلمة "بعض") في المشهد الحضري لمدننا. ثمة نقاش عام وجادّ يدور بشأن هذه المسألة العمرانية في دولة الإمارات؛ ما سيُفضي لا محالة إلى قرارات رشيدة تضفي على مباني مدننا طابع الحداثة دون الإخلال بالأصالة. نبقى في إطار العَمارة، لكن هذه المرة خارج منطقتنا وتحديدًا في مصر الشقيقة حيث يسافر عددُكم هذا لتقليب صفحات تاريخها العريق، ومواكبة مسيرتها نحو المستقبل في الآن ذاته.

ففي مصر إرث أثري زاخر نفيس يجعل أي قرار بتغيير المشهد العمراني غاية في الجرأة والشجاعة. ولعل أبرز مثال على ذلك هو قرار نقل العاصمة الإدارية إلى موقع آخر على بعد 45 كيلومترًا شرق القاهرة. لم تكتمل بعد الملامح النهائية للعاصمة الجديدة -وكذلك اسمها الرسمي- لكنها خطوة إلى الأمام تحثنا على التطوير والانعتاق -المعقول- من كوابح الماضي، مهما بلغت عراقته. ذلك أَنّ للتاريخ قَدْره ومكانته المَرعية.. لكنَّ للمستقبل أيضًا أحكامه.

زُرتُ في الآونة الأخيرة مدينة روما، حارسة التاريخ الروماني وحاضنَته. وكما هو الحال في القاهرة، جعلتني كثرة الآثار والمزارات -والزحام- في "المدينة الخالدة" أتساءل إن كان مسؤولوها ينظرون في شأن نقل العاصمة الإدارية إلى موقع قريب. تختلف مُدن العالم من حيث العَمارة باختلاف التاريخ والحضارة؛ لكنّ للقاهرة طابعًا خاصًّا بصفتها عاصمة تجُرُّ وراءها إرثًا "إداريًا" مستمرًّا منذ أكثر من ألفية. وهي تعيش اليوم دورة حياة جديدة تحتفي بتاريخ مصر وتُترجم رؤيتَها المستقبلية على أرض الواقع الحالي.. من دون التفريط في كنزها التاريخي الغالي. 
أرجو لكم سفرًا شائقًا بين دفَّتي هذا العدد!

كلمة رئيس التحرير للأعداد السابقة

أبريل 2024

أبريل 2024

"ليس ثمة شيء في اليرقة يوحي أنها يومًا ما سوف تصبح فراشة".. مقولة ما زالت منذ عشرة أعوام تزين أحد أركان منزلي، وقد جُعلَت في بروازٍ صغير. تعود القولة للمخترع والمعماري الأميركي "ريتشارد بوكمينستر فولر"، ودائما ما تحثني على الإبداع والابتكار كلما طالعتها.

.. إلى الحمراء

كلمة رئيس التحرير عدد فبراير 2024

.. إلى الحمراء

عندما حللتُ بغرناطة في عام 2018، وكدأبي كلما زرتُ مكانًا أول مرة، قصدتُ متجر تحف عتيقة، أنشدُ ضالتي في خريطة قديمة لهذه المدينة الأندلسية، أو مفتاح أثري لأحد أبواب مساكنها العتيقة. فما جذبني في غرناطة تعدى "قصر الحمراء" ليشمل المدينة التاريخية بأسرها.

شغف بالأعالي

كلمة رئيس التحرير عدد يناير 2024

شغف بالأعالي

عندما هبط طاقم مركبة "أبولو 11" على سطح القمر في يوليو 1969، لم تكن بعض دول الخليج العربي قد تأسست بَعد، ومن ضمنها دولة الإمارات العربية المتحدة

مارس 2024

كلمة رئيس التحرير عدد مارس 2024

مارس 2024

"لـم أكـن أعلـم أنـك دون الـخامسة والعشرين؛ فلقد كنت أحترمـك قبلها!"، هكذا قال أحد رفيقيّ مازحًا في بداية رحلةٍ لنا دامت أسبوعين عبر ساحل ولاية كوينزلاند الأسترالية في عام 2006.

في البدء.. كانت الاستدامة

كلمة رئيس التحرير عدد نوفمبر 2023

في البدء.. كانت الاستدامة

"في سبعينيات القرن الماضي بإفريقيا، كنا ننجز مشروعات عمرانية تراعي الاستدامة؛ إلا أن هذا المصطلح لم يكن رائجًا حينها".

جاري تحميل البيانات