مَصدر..   الابتكار والاستدامة

كلمة رئيس التحرير

السعد المنهالي

السعد المنهالي

مَصدر.. الابتكار والاستدامة

ما زلتُ أَذكر تمامًا تلك الأيام حين كنتُ -أنا ووالدتي- أزور "السوق القديم" في مدينة أبوظبي؛ مع أن كل الصور التي تستقر في ذهني من ذاك الزمن الذي يعود إلى أكثر من ثلاثة عقود، هي ليلية.

01 July 2021 - تابع لعدد يوليو 2021

ما زلتُ أَذكر تمامًا تلك الأيام حين كنتُ -أنا ووالدتي- أزور "السوق القديم" في مدينة أبوظبي؛ مع أن كل الصور التي تستقر في ذهني من ذاك الزمن الذي يعود إلى أكثر من ثلاثة عقود، هي ليلية. والسبب: استحالة زيارة السوق نهارًا! فلقد كان مكشوفًا وجميع دكاكينه تطل على ساحة في العراء يُلهبُها الحرّ الشديد نهارًا والرطوبة ليلًا خلال جل أيام السنة.
ولذا فإنها صور حالكة لا بهجة فيها.. سوى لحظات المغادرة . 
لكنّ الحال ما لبث أن تغير نحو الأفضل فالأفضل؛ إذ انتشرت مراكز التسوق المغلَقة المبرَّدَة بمكيّفات الهواء، حتى أصبحت الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة في هذا المجال على مستوى المنطقة العربية.. على أن الطقس الحار بقي على حاله. وليس هذا فحسب، بل أضحت أبوظبي على وجه الخصوص من أطيب المدن العربية مقامًا وأكثرها جذبًا للوافدين من كل بقاع العالم.. على أن الطقس الحار بقي على حاله (دائمًا). 
وللنظام العمراني دور كبير في ذلك. فمنذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، أخذت المباني بمدينة أبوظبي تعتمد أنماط عَمارة مبتكَرة تقوم على مبدأ الاستدامة الذي يراعي  مناخ المكان ويصون البيئة في آن. ومع مطلع الألفية الثالثة، اتجهت إمارة أبوظبي نحو توسيع نطاق هذا النهج ليشمل مناطق أكثر وأكبر؛ لعل أبرزها "مدينة مصدر" التي تُعَد اليوم نموذجًا مثاليًا للمدن القائمة كليًا على تسخير قسوة الطبيعة وحِفظ البيئة وتلبية حاجات الساكنة.
وتم إنشاء "مدينة مصدر" من طرف "شركة أبوظبي لطاقة المستقبل" (مصدر) التي تحتفي هذا العام بالذكرى الـ 15 لتأسيسها. 
وقد ظلت المدينةُ طيلة هذه الأعوام تشكل نموذجًا عمرانيًا يُحتذى في مجال الاستدامة على مستوى العالم. صُمِّمَت المباني ههنا وفقَ طراز معماري فريد يجمع بين الأصالة والحداثة؛ إذ شُيِّدَت من إسمنت منخفض الكربون وألمنيوم مُعاد التدوير، وتستمد طاقتَها النظيفة من ألواح شمسية على الأسطح. ويَقِلُّ استهلاكُها الكهرباءَ والمياهَ بنحو 40 بالمئة عن مثيلاتها في مناطق أخرى.
لا يَسع المجال هنا لحصر كل المزايا البيئية والتقنية والعمرانية لهذه المدينة التي تُوصَف بكونها "حاضنة عالمية"؛ إذ تؤوي مقرات العديد من المؤسسات والمنظمات المحلية والإقليمية والعالمية، من قبيل "وكالة الإمارات للفضاء" و"الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" (آيرينا). كما أن أنها موطن لأكثر من 900 شركة، تعمل كلها على ترسيخ جهود الاستدامة والابتكار. 
وتُقدم "مدينة مصدر" حلولًا نموذجية للحد من الحرّ المتنامي الذي تعانيه ساكنة الأرض؛ وهي مشكلة نتطرق إليها بالتفصيل الدقيق في عددكم هذا ضمن التحقيق المُعنوَن بِـ "من يوقف زحف القيظ؟". إذْ وردَ فيه أن للأجواء شديدة الحَرّ تداعيات وخيمة على المرء، "تؤثر في المزاج والسلوك والصحة النفسية". لكن مع وجود النبوغ البشري والاجتهاد، فإن الحَرّ يصبح بردًا وسلامًا علينا، ويكون الابتكارُ والإبداعُ مَصدرَ بهجتنا.. ليلًا ونهارًا.

كلمة رئيس التحرير للأعداد السابقة

حسين الموسوي

حسين الموسوي

في "العالم القديم" الذي يُعد عالمنا العربي جزءًا منه، لطالما عانينا شوكةَ الاستعمار، بجميع أشكاله ومن مستعمرين مختلفين. لنا -ولجميع من تم استعمارهم- الحق في التعبير عن تبعات ذلك الماضي.

حسين الموسوي

كلمة رئيس التحرير عدد سبتمبر 2024

حسين الموسوي

إننا نبني بيوتنا لنسكن فيها ثم تزول يومًا، أما المعابد فإنها تبنى لتدوم؛ ذلك أن العقائد تحوي في جوهرها ما هو أعظم من الإنسان، وما هو باقٍ بعد زواله.. هكذا يقول المعماري المصري "عبد الواحد الوكيل"، والذي يعد مرجعًا حيًا في مجال العمارة الإسلامية.

وحيشٌ في قفص الاتهام

كلمة رئيس التحرير عدد أغسطس 2024

وحيشٌ في قفص الاتهام

عندما أنظرُ إلى النصف الأول من عمري، أستحضر أشياء كثيرة كنت أتشاءم منها. من ضمنها الرقم 13، الذي يقترن بالفأل السيء لدى عدد من الثقافات، خاصة في اليابان، حيث يتفاداه الناس ما أمكن، إلى درجة أنك لا تجد "الطابق 13" في بعض المباني!

سكان الأرض الأوائل

كلمة رئيس التحرير عدد يوليو 2024

سكان الأرض الأوائل

اعتدنا تقديم أعداد خاصة مرتين على الأقل في العام، ودائمًا ما اكتست هذه الأعداد صبغة عالمية، ببُعد محلي (عربي). أما عددكم هذا، الذي يتطرق للسكان المحليين -أو الأصليين- حول العالم، فمختلف بعض الشيء. 

كلمـــــة

كلمة رئيس التحرير عدد يونيو 2024

كلمـــــة

يظن كثيرٌ من الناس أنه كلما زادت المسؤوليات المهنية للفرد، زادت ضغوطه النفسية. ثمة شيء من الصحة في هذا الاعتقاد، إلا أن الضغط النفسي، أو الإجهاد (Stress)، لا يقترن ضرورةً بحجم المسؤوليات وإنما بمدى قدرتنا على التحكم بمخرجاتها.

جاري تحميل البيانات