وحيشٌ في قفص الاتهام
عندما أنظرُ إلى النصف الأول من عمري، أستحضر أشياء كثيرة كنت أتشاءم منها. من ضمنها الرقم 13، الذي يقترن بالفأل السيء لدى عدد من الثقافات، خاصة في اليابان، حيث يتفاداه الناس ما أمكن، إلى درجة أنك لا تجد "الطابق 13" في بعض المباني!
عندما أنظرُ إلى النصف الأول من عمري، أستحضر أشياء كثيرة كنت أتشاءم منها. من ضمنها الرقم 13، الذي يقترن بالفأل السيء لدى عدد من الثقافات، خاصة في اليابان، حيث يتفاداه الناس ما أمكن، إلى درجة أنك لا تجد "الطابق 13" في بعض المباني! وطبعًا، تشمل "قائمة التشاؤم" لدي -ولدى كثير من الناس- القطط السوداء والغربان. لكني، وبنضوج رؤيتي إلى الحياة، بدأتُ أتخلى شيئًا فشيئًا عن تلك الخرافات؛ وأولها الرقم 13 الذي تَحول نفوري منه إلى إعجاب كبير حين علمتُ أنه أحد أرقام "متتالية فيبوناتشي" المرتبطة بـ"النسبة الذهبية" الموجودة بالطبيعة، والتي عادةً ما تُمَثَّل بكائن بحري يُدعى النُّوتِي (Nautilus) وبعض النباتات. ولقد أنفقتُ جزءًا من حياتي في دراسة هذه الأرقام بل وتصويرها أيضًا ضمن مشروع فني. أما عن القطط السوداء، فقد قررتُ وبصفة تلقائية نَبْذَ اعتقادي بشأنها حين مررتُ مِرارًا وتكرارًا بإحداها في الشارع. كانت دائمًا تبدو في غاية اللطف ولمستُ في عيونها حُنوًّا لم أجده في كثير من القطط "المُلوَّنة"، حتى إنّي صرتُ أتفاؤل برؤيتها وعبارات الاعتذار مكتومة في خاطري. وتبعًا لذلك، تغيرت نظرتي إلى الغربان أيضًا. هنالك سَلّمتُ زمام أموري لعقلي وتخلصتُ من أوهامي وصرتُ أرى أشكال الحياة بعين المتقبِّل لكل شيء مختلف. يتناول الموضوع الرئيس لعددكم هذا أحد أبرز وحيش كوكبنا، ألا وهو الخفاش. نال هذا "المسكين" أيضًا نصيبَه من كره البشر له بغير وجه حق. والحال أنه يؤدي دورًا كبيرًا في توازن المنظومة البيئية وسلامتها، فضلًا عن ميزاته التطورية الفريدة التي لا مثيل لها عند الثدييات الأخرى. فمتى يَصدر العفوُ عن الخفاش.. بعد أنْ ثبتت براءَتُه؟ أتركُ الحُكم لكم بعد القراءة!