حسين الموسوي
إنني، كما قد يعرفني البعض، أكن حبًا جمًّا للخرائط على أنواعها؛ فهي تزين جدران منزلي أكثر من أي شيء آخر، وما زال بعضها مطويًا بانتظار برواز يزينه وزاوية تحتويه.
إنني، كما قد يعرفني البعض، أكن حبًا جمًّا للخرائط على أنواعها؛ فهي تزين جدران منزلي أكثر من أي شيء آخر، وما زال بعضها مطويًا بانتظار برواز يزينه وزاوية تحتويه. ترتبط هذه الخرائط ارتباطًا وثيقًا بالأماكن التي زرتها في العالم، حيث أقصد في نهاية كل رحلة محلات أثرية لاقتناء خريطة قديمة تجدد تقديري لفن رسم الخرائط وتخلد لدي ذكرى ذلك المكان. لا يقتصر شغفي بالخرائط -المستند إلى خلفيتي المهنية بمجال الإنفوغرافيك- على تلك المطبوعة، وإنما يمتد إلى الرقمية. ومن الخرائط التي استهوتني حديثًا ووجدَت طريقها إلى فضائي الرقمي، خريطة تُظهر طرق انتشار الشاي جغرافيًا من الصين، وكيف أثر ذلك في تسمية هذا المشروب (والنبتة) لدى مختلف لغات المعمورة. تبين الخريطة أن المناطق التي وصل إليها الشاي عبر اليابسة (عبر طريق الحرير مثلًا) تعطي الشاي اسمًا مشتقًّا من المصطلح "cha" المستخدم في اللغات الصينية-التبتية؛ وعليه فإننا في عالمنا العربي مَنحنا "الشاي" اسمَه. أما بقاع العالم التي وصل إليها الشاي بحرًا، وبعضها في القارة الآسيوية على مقربة من الصين، فقد اعتمدت اسمًا مستوحى من مصطلح "te" الدارج في لهجة "مين-نان" المنتشرة في الساحل الصيني؛ ومنه تطورت كلمة "tea". أدعوكم من خلال التحقيق الرئيس لهذا العدد إلى "جلسة شاي" في غابات إقليم يُونَّان الصيني، حيث منشأ الشاي بالتحديد. فهنا تُزرع أجود أنواع هذا المشروب في العالم، وهنا حضرت "اليونسكو" لتحمي أحد المواقع، ليس لحفظ أشجار الشاي به فحسب، بل أيضًا لصون أسلوب حياة أثر في طقوس الشاي لدى شعوب العالم كافة.
أرجو لكم قراءة ممتعة وعامًا جديدًا حافلًا بالاستكشاف والمعرفة!