يدور حول العالم سباق لتسخير طاقة تكاد لا تنضب، مَصدرها الاندماج النووي. ففي بلدة صغيرة جنوب فرنسا، يقترب مشروع علمي عملاق ذو أبعاد استثنائية من تلبية حاجاتنا العالمية من الطاقة إلى الأبد، عبر إنشاء نجم على كوكب الأرض.
لطالما أسرني البحر؛ فهناك سحرٌ خاص في مدّ أمواجه وجَزرها، وفي تدرجات لونيه الأزرق والأخضر التي تتغير على مدار اليوم. للبحر قدرة عجيبة على تهدئتي وشحذ طاقتي وإشباع فضولي، ومنحي إحساسًا بالمعنى والغاية. في طفولتي، كنت مولعة بالصخور وبكيفية عمل الظواهر الطبيعية، وأنتظر بفارغ الصبر قضاء الوقت في استكشاف الصحاري والشواطئ مع عائلتي.
قادني ذلك الشغف بالطبيعة إلى دراستها أكاديميًا؛ فتُوِّج هذا المسار بحصولي على الماجستير في إدارة البيئات الساحلية من "جامعة ديوك" بالولايات المتحدة. ولدى عودتي، عملتُ في عام 2005 لدى "هيئة البيئة–أبو ظبي" وتحديدًا في قسم التنوع الأحيائي البحري. أتاح لي هذا العمل التعمقَ في مجال حفظ البيئة البحرية؛ وقررت التدرّب على الغوص الاحترافي كي أكون مُؤهلة لاستكشاف بواطن البحر والنظر في كائناته من كثب. بعدها، تسلحتُ بمعرفتي العلمية وروح المغامرة لدي، فانطلقتُ إلى استكشاف جزر أبوظبي النائية وتلك المطلة على السواحل، وأصبحت عضوًا أساسيًا في الفريق الميداني لدى الهيئة المكلّف باستطلاع الشعاب المرجانية ومروج الأعشاب البحرية والسلاحف البحرية والأطوم (أبقار البحر).
في عام 2012 انضممت إلى "جمعية البيئة العُمانية"، وهي المنظمة غير الربحية الوحيدة في عُمان المكرّسة لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، بدءًا من النسور وأشجار اللبان وصولًا إلى السلاحف البحرية والحيتان. أتاح لي العمل الميداني لدى الجمعية إدراك حقيقة أن تداعيات تغيّر المناخ ماثلة أمامنا اليوم وليست مشكلة تخص المستقبل البعيد كما يظن بعض الناس؛ بل إنها تتفاقم في غفلة منهم وتتزايد وتيرتها. فقد ظلت سلطنة عُمان -مثالًا لا حصرًا- تشهد ارتفاعًا في عدد الأعاصير والعواصف وشدتها؛ وكانت البداية مع إعصار "جونو" في عام 2007، مرورًا بأعاصير "فيت" و"أشوبا" و"مكونو"، ثم "شاهين" في عام 2021.
في عام 2017 مرّت الجمعية بمرحلة انتقالية، فوّض خلالها مجلس الإدارة مزيدًا من الصلاحيات للموظفين، وأصبحتُ أول موظفة تشغل منصب المديرة التنفيذية. ومن خلال هذا الموقع ركّزت جهودي على تطوير برامج لنشر الوعي البيئي وتعزيز الابتكار في المدارس، والدعوة لحماية البيئة عبر مبادرات مجتمعية، فضلًا عن تسهيل البحوث العلمية التي تدعم العمل البيئي.
وتشمل البرامج الرائدة التي دأبتُ على قيادتها، الإشراف على البحوث بشأن حيتان بحر العرب الحدباء، والذي تُعد مهددة بالانقراض وهي كذلك الأكثر عزلة في العالم، إذ يُقدَّر عددها بأقل من مئة حوت. ويواجه هذا المخلوق الضخم تهديدات طبيعية وأخرى بشرية مثل حركة الملاحة، والضوضاء، والوقوع في شباك الصيد. كما أننا ننفذ برنامجًا لصون سلاحف الريماني في شمال غرب المحيط الهندي، والتي شهدت انخفاضًا بنسبة 80 بالمئة في أعداد الإناث بمواقع التعشيش على مرّ 20 عامًا. ولهذا ركّزنا جهودنا في "جزيرة مصيرة" للحد من الت
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز
هل يمكن استرجاع المعلومات التاريخية الحبيسة في الصفائح الجليدية القطبية قبل أن تذوب بالكامل؟
أصلية وحيوية، مع بعض الخلل الطفيف: إنها ذاكرة الإنسان وأحد أكبر ألغاز العقل المبهمة. لماذا نتذكر ما نتذكر وننسى ما نحاول جاهدين الاحتفاظ به؟ وهل يمكننا تحسين أداء ذاكرتنا؟ فما الذي أتى بي إلى هنا؟
مصورٌ فرنسي الأم، ياباني الأب، إماراتي الهوى يَجول بعدسته في ربوع الصحراء الرحبة ليلتقط ما تَغفل عيون الآخرين عن التقاطه.. على كل شموخه وهيبته.