يَعرض الباحثون وجهة نظر جديدة بشأن أسباب تغير أعراض هذا الاضطراب مع التقدم في العمر، وما يعنيه ذلك للأشخاص الذين يواجهون، بالفعل، عالمًا يعج بما يشتت الانتباه والأذهان.
كان فهم الأطباء النفسيين هذا الاضطراب خاطئًا؛ فعلى مرّ عقود من الزمان، عدّ كثيرٌ منهم أن الأطفال الذين يعانون "اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة" -المعروف اختصارًا باسم (ADHD)- يمكنهم التغلب عليه بسهولة عند وصولهم إلى سن البلوغ. غير أن الأدلة الجديدة تكشف عن واقع مغاير. حاليًا، يوجد زُهاء سبعة ملايين طفل في الولايات المتحدة مصابون بهذا الاضطراب؛ إذ يشير استبيان حديث أجرته "مراكز مكافحة الأمراض واتّقائها" في الولايات المتحدة أن 15.5 مليون بالغ أميركي يعانون أيضًا هذا الاضطراب، إذْ شُخِّص بالفعل لدى نصفهم تقريبًا في عمر البلوغ. ويدرك الباحثون اليوم أن هذا الاضطراب عادةً ما يَظهر على نحو مختلف لدى البالغين؛ إذ تتمكن هذه الفئة في الغالب من إخفاء الأعراض على نحو أفضل. فالمصابون يعانون صعوبات في التركيز وإكمال المهام حتى نهايتها. وقد يشعرون بالقلق، أو يتحدثون بإفراط، أو يتصرفون باندفاع ويقاطعون أحاديث الآخرين، كما أنهم يواجهون تحديات في المواقف التي تتطلب انتظار دورهم في الطوابير. وفي هذا السياق، تقول "جيل راش-بيزل"، أستاذة علم النفس لدى "المركز الطبي في جامعة ماريلاند": "قد يعجز طفل عن الجلوس بهدوء في الفصل وينهض من مقعده باستمرار؛ وفي مقابل ذلك، قد يُظهر شخص بالغ نفاد صبره لدى إشارات المرور الحمراء أو أثناء الانتظار في طوابير لدى محلات تجارية". كما تشير إلى "أنه حين يرفع الطفل يده بشكل متلهف في الفصل، ويُعطل مجرى الحديث؛ قد يقوم شخص بالغ بمقاطعة أحاديث الآخرين". لكن ينبغي مراعاة شدة ردود الفعل، فقد تتفاوت الأعراض لدى الأطفال والبالغين، على حد سواء، من "خفيفة للغاية" إلى "شديدة للغاية"، كما توضح راش-بيزل. وتشير حالة نقص الانتباه مع فرط الحركة إلى أن الشخص يُظهر هذه الميول على نحو متكرر في مواقف شتى، سواء أكان في المدرسة أو المنزل أو العمل؛ مما يُعيق قدرته على إنجاز المَهام بفعالية. ويوضح "كريغ سورمان"، الطبيب المعالج والطبيب النفسي المسؤول عن برنامج البحوث بشأن "اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة" لدى البالغين في "مستشفى ماساتشوسيتس العام"، أنه رغم أن أنماط السلوك الاندفاعية وأعراض فرط النشاط المتعلقة بهذا الاضطراب تميل عادةً إلى التراجع في مرحلة البلوغ، إلا أن "سمات عدم الانتباه غالبًا ما تستمر". يعود الارتفاع الملحوظ في انتشار هذا الاضطراب بين البالغين، جزئيًا، إلى زيادة الوعي به، فضلًا عن سعي الأفراد الذين لم يُشخَّصوا من قَبل لطلب المساعدة. ويُعد هذا الاضطراب نوعًا من اضطرابات النمو العصبي التي تؤثر في نمو الدماغ ووظائفه، وغالبًا ما تكون له أبعاد وراثية. علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي العوامل البيئية أو المشاكل أثناء فترة الحمل دورًا في تفاقم الأعراض. ويشير بعض الباحثين، في الوقت الحاضر، إلى أن اعتمادنا المفرط على التقنية قد يزيد من شدة الاضطراب، أو يُسبب أعراضًا مُشابهة. يقول الدكتور "جون راتي"، وهو طبيب ومتخصص في الأمراض النفسية والعصبية وأستاذ سريري مشارك لم
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز
هل يمكن استرجاع المعلومات التاريخية الحبيسة في الصفائح الجليدية القطبية قبل أن تذوب بالكامل؟
أصلية وحيوية، مع بعض الخلل الطفيف: إنها ذاكرة الإنسان وأحد أكبر ألغاز العقل المبهمة. لماذا نتذكر ما نتذكر وننسى ما نحاول جاهدين الاحتفاظ به؟ وهل يمكننا تحسين أداء ذاكرتنا؟ فما الذي أتى بي إلى هنا؟
مصورٌ فرنسي الأم، ياباني الأب، إماراتي الهوى يَجول بعدسته في ربوع الصحراء الرحبة ليلتقط ما تَغفل عيون الآخرين عن التقاطه.. على كل شموخه وهيبته.