ما حق قردة شمبانزي المختبرات السابقة علينا؟

يُعد "ماجيك" واحدًا من ضمن 18 قرد شمبانزي عالق في "ملجأ وايلدلايف وايستيشن" الذي توقف عن العمل في عام 2019. فعلى مدار سنوات، قامت المعاهد الأميركية للصحة والمختبرات الخاصة بتربية قردة الشمبانزي وإكثارها لغرض الأبحاث الطبية. الصورة: Annie Marie Musselman

ما حق قردة شمبانزي المختبرات السابقة علينا؟

مئات من قردة الشمبانزي المتقاعدة، استُخدمت بالمختبرات الحكومية والخاصة للأبحاث الطبية الحيوية، تواجه اليوم مصيرًا غامضًا في الولايات المتحدة.. ليبقى السؤال المطروح: من يجب دفع ثمن رعايتها؟

13 July 2022

يشبه المنظر خلف البوابة الحديدية بلدة حدودية مهجورة عادت إلى أحضان البرية، لكن بدل أن تكتسح الأعشاب والشجيرات المباني الحكومية والسكنية، فإنها تغطي مئات الأقفاص الصدئة في ملجأ الحياة البرية المهجور. يعم المكان صمت غامض، بعد أن كان يضج بزئير الأسود الإفريقية وزقزقة الطيور النادرة. تقول لافتة معلقة على قفص فارغ: "الحيوانات البرية تعض الأصابع"، وتُرك بجانبها استمارة تنظيف على نصف بنودها علامة صح؛ وكأن عمال التنظيف خرجوا لاستراحة الغداء وسيعودون لإكمال عملهم في أي لحظة. لكنهم لم يعودوا إلى "وايلدلايف وايستيشن"، ملجأ الحياة البرية الخاص في "سيلمار" بولاية كاليفورنيا الأميركية. افتُتح هذا الملجأ في عام 1976، وأُغلق في أغسطس عام 2019 بعد أن أرهقته المشاكل المالية المزمنة. شرد إغلاق الملجأ 480 حيوانًا هم الآن بحاجة إلى مأوى جديد من بين هذه الحيوانات ذئاب، وأسود، ونمور، وجمال، وثعالب، وسلاحف، و 42 قرد شمبانزي. أتت معظم هذه القردة من مختبرات استُخدمت فيها للأبحاث الطبية الحيوية، وظهر بعضها في أفلام سينمائية أو اتُخذت بوصفها حيوانات أنيسة في المنازل.

خلال العام الذي تلى إغلاق الملجأ، استوعبت مرافق الحياة البرية في أنحاء الولايات المتحدة معظم الحيوانات، ومنها نصف قردة الشمبانزي فيما بقي 18 قردًا عالقًا، معظهم قردة مختبرات متقاعدة. توقف استخدام الشمبانزي في الأبحاث الجراحية الطبية، وهي الأبحاث التي تسبب الإصابة أو الألم أو التوتر للحيوان في مختبرات الولايات المتحدة منذ عام 2015، ولكن ما يزال حوالى 250 قردًا في المختبرات، بعضها تنتظر الترحيل إلى بيتها الجديد، مثل الـ 18 قردًا العالقين في "وايلدلايف وايستيشن". 

ما هو مصير قردة المختبرات السابقة؟ كيف سنسدد ثمن رعايتها مدى الحياة؟ هي أسئلة أخلاقية تطرح نفسها الآن حيال الحيوانات التي استُخدمت في التجارب لأغراض بشرية. يمول "المعهد الوطني للصحة" الرعاية مدى الحياة لقردة الشمبانزي البحثية السابقة. تؤوي مختبرات حكومية عدة 105 من القردة بعضها عجوز ويصعب نقلها، وهناك 317 قردًا في "ملاذ تشيمب هيفن الخاص"، بولاية لويزيانا، الذي يعد مأوى التقاعد الرسمي لقردة المختبرات الحكومية. ومع ذلك، هناك أكثر من 100 قرد عالق في المختبرات بدون دعم حكومي.

  • ما حق قردة شمبانزي المختبرات السابقة علينا؟
    صورة تعود إلى عام 1996، يظهر فيها قرد شمبانزي تحت التخدير موصول بآلة غسيل الكلى في أحد المختبرات ضمن أبحاث على مرض الإيدز والتهاب الكبد.
    الصورة: Steve Winter

يكلف إطعام ورعاية قرد الشمبانزي حوالى 17 ألف دولار أميركي في العام، بحسب ما تفيد سجلات "ملاذ تشيمب هيفن". تقول "كيت تومسون"، عضو مجلس إدارة تشيمب هيفن: "العناية بالشمبانزي تختلف عن العناية بكلب، إنها أشبه بالعناية بطفل". وتصل تكلفة بناء مساكن لهذه القردة ملايين الدولارات، لذا يصعب على المختبرات إيجاد ملاجئ معتمدة للقردة التي تمتلكها. وتتهم جمعيات حقوق الحيوان المعهد الوطني للصحة والمختبرات الخاصة بالتخلي عن واجباتها حيال قردة الشمبانزي التي أكثرتها واستغلتها في أبحاثها. تعيش قردة الشمبانزي ما بين 30 إلى 40 عامًا في الأسر، وهي كائنات ذكية واجتماعية. وتشترك هذه القردة والبونوبو مع الإنسان في معظم الحمض النووي، ولهذا السبب يُستخدم الشمبانزي في إجراء الأبحاث الطبية الحيوية. في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، قتل مرض الإيدز آلاف البشر في الولايات المتحدة، لذا أطلق المعهد الوطني للصحة برنامج إكثار وأبحاث الشمبانزي لتوفير القردة اللازمة لأبحاثه. وأنتج هذا البرنامج حوالى 1500 قرد قبل أن يتأكد أن الشمبانزي ليس مقاربًا للبشر فيما يخص الإيدز، وفي نفس الوقت اشترت مختبرات خاصة وجامعات قردة شمبانزي لأبحاثها واستمرت في إكثارها.

لقد توقف المعهد الوطني للصحة عن إكثار الشمبانزي في عام 1995، بعدها بخمس سنوات وقع "بيل كلينتون"، الرئيس الأميركي الأسبق، قانون الشمبانزي الذي ينص على إرسال كافة قردة المختبرات الحكومية بعد انتهاء الحاجة منها إلى ملاجئ تكفلها مدى الحياة. وفي عام 2015، عندما تم أقر المعهد منع التجارب الجراحية على الشمبانزي، أسرعت المختبرات الخاصة بالبحث عن مكان تلقي فيه بقردتها. وفي ذات العام أدرجت "الهيئة الأميركية للأسماك والحياة البرية" قردة الشمبانزي الأسيرة على قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض، ويعني ذلك عدم إمكانية إجراء تجارب عليها إلا إذا أثبت المختبر أن عمله البحثي سوف يسهم في تحسين بقاء نوعها في البرية. تقول تومسون إنها تعتمد على التبرعات السخية من المتبرعين الذين وضعوا الملجأ ضمن وصاياهم لسداد رواتب تسعة عاملين يرعون هذه القردة. وقد باعت تومسون أقفاصًا ومعدات ذات مرة لتوفير المال. وعن ذلك تقول: "كانت أسوأ تجربة في حياتي عندما قرر مجلس الإدارة إغلاق الملجأ. قبل سنوات احترق منزلي، وذلك لا يقارن بالمرة بالمصيبة التي حصلت هنا". منذ ذلك الحين شهدت كيت انهيار "وايلدلايف وايستيشن" وتشرد حيواناته. وتضيف: "أحببت هذا المكان، لكنه لم يعد يصلح لإيواء الشمبانزي، إنها الآن في عنابر توقيف مؤقتة بانتظار نقلها إلى حياة أفضل".

وحيش

فوتوغرافيا

فوتوغرافيا

بعدسات ناشيونال جيوغرافيك

أين جحافل الوعــول؟

وحيش

أين جحافل الوعــول؟

كانت قطعان غفيرة من الوعول تهاجر في ربوع أميركا الشمالية على مر آلاف السنين. لكنها اليوم في تضاؤل؛ ولا أحد يعرف السبب.

نفوق 55 حوتا بعد جنوحها على شاطئ في إسكتلندا

وحيش

نفوق 55 حوتا بعد جنوحها على شاطئ في إسكتلندا

عثرت منظمة الإنقاذ البحري "بريتش دايفرز مارين لايف ريسكيو" غير الربحية على 15 حوتا فقط على قيد الحياة، خليط من الحيتان البالغة والصغيرة، وحاولت إعادة تعويم اثنين من الحيتان كانا أكثر حيوية في...