ارتفاع معدلات "الطلاق" بين طيور القطرس

تعد سرعة الرياح وارتفاع درجات الحرارة سببًا رئيسًا في ارتفاع معدلات الطلاق بين طيور القطرس. الصورة: JOEL SARTORE

ارتفاع معدلات "الطلاق" بين طيور القطرس

قد يزداد مستوى هرمونات التوتر لدى طيور القطرس بسبب البيئات الأكثر قسوة الناجمة عن تغير المناخ

1 ديسمبر 2021

تعد طيور القطرس، هذه الطيور البحرية الكبيرة، التي تحجب حواجبها الداكنة عيونها، أحادية الزواج وغالبًا ما تتزاوج مدى الحياة. هذه الزيجات التي تبدو رومانسية لها غرض عملي هو أن البقاء مع نفس الشريك يبني الثقة، وهي أمر ضروري حيث يتناوب الزوجان بين رحلات البحث الطويلة عن الطعام وواجبات حضانة البيض.

يقول "فرانشيسكو فينتورا"، عالم الأحياء بجامعة لشبونة:" إن هذه العملية أقل تقديرًا نسبيًا وخالية من المشاحنات الصاخبة. في كثير من الأحيان، عندما تعتبر أنثى طيور القطرس أن الشراكة غير ناجحة على مدار عام، فإنها تبحث عن ذكر مختلف في موسم التكاثر التالي". وعلى الرغم من أن الطلاق أمر طبيعي بين طيور القطرس، بدأ "فينتورا" مؤخرًا في ملاحظة أن معدلاته بدت متفاوتة من سنة إلى أخرى بين ما يقرب من 15500 زوج من طيور القطرس السوداء التي تتكاثر في جزيرة جديدة، وهي نتوء صخري داخل جزر فوكلاند. يقول "فينتورا"، الذي عمل فريقه على تحليل نحو 15 عامًا من بيانات التكاثر: "من الواضح أنه كانت هناك سنوات انفصل فيها عدد أكبر من الأزواج، مقارنة بالسنوات السابقة".

لاستنتاج سبب طفرات الطلاق، ركز الفريق على متغيرين بيئيين حيويين لطيور القطرس، هما سرعة الرياح، ودرجة حرارة سطح البحر. حيث يؤثر كل منها على الطيور بطرق مختلفة. فالرياح العاتية تساعدها على التحليق لمسافات أكبر لجمع الطعام. كما أن زيادة درجات حرارة سطح البحر تؤدي إلى الحد من العناصر الغذائية المتاحة لطيور القطرس بسبب نقص إنتاج العوالق النباتية، والتي لها تأثيرات متتالية على بقية شبكة الغذاء البحري. نتيجة لذلك، يجب أن يسافر طائر القطرس إلى مسافة أبعد ويكافح أكثر للعثور على ما يكفي من الطعام. ما يؤدي إلى اضطراب جداول التربية ويزيد من مستويات التوتر بين الأزواج وبالتالي يمكن أن يقلل من نجاح التكاثر.

في ورقة بحثية نُشرت في"Proceedings of the Royal Society B"، خلص "فينتورا" وفريقه البحثي إلى أن ارتفاع درجات حرارة البحر يرتبط بارتفاع معدلات الطلاق بين طيور القطرس السوداء في جزيرة نيو آيلاند، ما يوفر أول دليل على الظروف البيئية التي تزيد من هذه المعدلات بين الطيور البرية.

بحسب الباحثين فإن ظروف البحر الأكثر دفئًا ارتبطت بمزيد من طلاق طيور القطرس بسبب فشل التكاثر. وبالتعمق أكثر، وجد الفريق أنه في السنوات الأكثر دفئًا، كانت أنثى القطرس أيضًا أكثر عرضة لترك رفيقها حتى بعد محاولات التكاثر الناجحة. يقول " فينتورا": "الإناث الناجحات في السابق هن الأكثر تضررًا من هذا الاحترار، إذ أنهم قد انفصلوا في كثير من الأحيان، في حين أنه من الناحية النظرية كان يجب أن يبقوا مع شريكهم السابق." قد يكون هذا مظهرًا لما تسميه فينتورا "فرضية لوم الشريك"، حيث يؤثر الضغط الناجم عن الظروف البيئية على الأنثى مع ضعف أداء شريكها.

يفترض "فينتورا" أن أنماطًا مماثلة قد تظهر في مجموعات الطيور البحرية الأخرى وربما بين بعض الثدييات أحادية الزوجة، ما يسلط الضوء على عواقب قد يتم التغاضي عنها لتغير المناخ. توضح "ناتاشا جيليس"، الباحثة في جامعة ليفربول، والتي تدرس سلوك تكاثر الطيور البحرية، أنه يمكن أن يكون لهذا تأثيرات "عميقة" على مجموعات أصغر من الطيور من خلال تقليل خيارات التكاثر. وتقول: "إذا كان لديك موقف يؤدي فيه ارتفاع درجة حرارة سطح البحر إلى ارتفاع معدلات الطلاق فإن ذلك يقلل من نجاح التكاثر للسكان ككل، وفي النهاية سيؤثر ذلك على القطرس على نطاق أوسع."

المصدر: scientificamerican   

استكشاف

هدية ... في الوقت المناسب

هدية ... في الوقت المناسب

تَملَّكَ أحد المصورين اليأسُ بعد أن تلقى أنباء مفجعة خلال أدائه إحدى المَهمات الصعبة. ثم اتخذ البابا "فرنسيس" منعطفًا منحَه باب أمل لتدارك ما فات.

سنّوريات تتنفس الصعداء

استكشاف ما وراء الصورة

سنّوريات تتنفس الصعداء

مَهمة محفوفة بالمصاعب في خبايا صناعة الببور الأسيرة في أميركا تُفضي إلى بصيص من الأمل.

تشارلستون.. بصيغة أخرى

استكشاف ما وراء الصورة

تشارلستون.. بصيغة أخرى

مع افتتاح المتحف الذي طال انتظاره على رصيف ميناء تاريخي، تعيد هذه المدينة الواقعة جنوب الولايات المتحدة الوصل بساحلها.. وتعيد حساباتها مع ماضيها المأساوي.