ماذا تخبرنا الثعابين المشعة عن كارثة فوكوشيما النووية؟

تتبع ودراسة الثعابين يمكن أن يكشف عن مستويات النشاط الإشعاعي البيئي. الصورة: Hanna Gerke

ماذا تخبرنا الثعابين المشعة عن كارثة فوكوشيما النووية؟

وجد العلماء أن الثعابين التي تعيش في منطقة فوكوشيما المحظورة يمكن استخدامها لتتبع التلوث الإشعاعي.

1 سبتمبر 2021

بعد مرور عشر سنوات على واحدة من أكبر الكوارث الإشعاعية، تصف دراسة جديدة كيف أن النويدات المشعة المتراكمة بواسطة ثعابين الفئران اليابانية يُمكنها المساعدة بشكل فريد في تحديد مستويات مختلفة من النشاط الإشعاعي.

كارثة فوكوشيما دايشي

يقول عالم البيئة "جيمس بيسلي"، من جامعة جورجيا،: "تعتبر الثعابين مؤشرات جيدة على التلوث البيئي لأنها تقضي الكثير من الوقت في التربة وعلى سطحها، إذ لديها نطاقات منزلية صغيرة وهي مفترسات رئيسية في معظم النظم البيئية، وغالبًا ما تكون من الأنواع طويلة العمر نسبيًا". وتتمتع الثعابين بمدى حركي قصير - فهي تسافر في المتوسط ​​65 مترًا (213 قدمًا) فقط في اليوم. وجدت دراسة سابقة -قام بها الفريق أيضًا- أن مستويات الإشعاع الموجودة في الثعابين في فوكوشيما ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمستويات التلوث الإشعاعي الموجودة في بيئتها. هذا يعني أن تتبع ودراسة الثعابين يمكن أن يكشف عن مستويات النشاط الإشعاعي البيئي. ويمكن أن تختلف مستويات التلوث البيئي بناءً على نوع التضاريس وخصائص المناظر الطبيعية، مثل الغطاء الأرضي.

بقيادة عالمة البيئة "هانا جيرك" من جامعة جورجيا، تضمن بحث الفريق اصطياد تسعة ثعابين ذات ترددات عالية جدًا (VHF) ووضع علامات عليها باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والتي يمكن أن تكشف حتى ما إذا كان الثعبان على الأرض أو في شجرة. تم تعقب الثعابين التسعة لمدة شهر أثناء تحركها حول بيئتها المنزلية في مرتفعات أبوكوما، على بعد نحو 24 كيلومترًا شمال غرب محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية.

في المجمل، أظهر التتبع 1717 موقعًا للثعابين. وقضت الثعابين وقتها في الأشجار والمراعي وبجوار الجداول على جانب الطريق. كما أمضوا وقتًا في الغابات المتساقطة الأوراق والمباني المهجورة، وخاصة الحظائر المهجورة، وفضلوا البقاء بالقرب من الطرق - تم تسجيل حالة واحدة فقط لثعبان يسافر أكثر من 250 مترًا من الطريق. من ناحية أخرى، تميل الثعابين إلى تجنب دخول الغابات دائمة الخضرة، والبقاء في ضواحي هذه التضاريس.

كتب الباحثون في ورقتهم: "كما هو متوقع، وجدنا أن اختيار موطن ثعبان الجرذان يختلف قليلاً عبر المقاييس المكانية، لكن الثعابين تتجنب باستمرار غابات الصنوبر دائمة الخضرة وعريضة الخضرة أثناء اختيار المناطق القريبة من الجداول". وغالبًا ما بقيت الثعابين في نفس المعسكر لعدة أيام، مما أدى إلى متوسط ​​حركات ونطاقات منزلية صغيرة نسبيًا. هذه البيانات توفر نظرة ثاقبة لمعدلات حركة الثعابين وسلوكها واختيار الموائل داخل منطقة طبيعية ملوثة من شأنها أن تمنح الباحثين معلومات أفضل عن التقديرات المستقبلية للتعرض للإشعاع الخارجي.

تمت عملية التتبع خلال فصل الصيف، بين يونيو وأغسطس، حيث تكون الثعابين أكثر نشاطًا. وأشار الباحثون إلى أن ثعابين الفئران اليابانية تختبئ خلال فصل الشتاء، ما قد يؤثر أيضًا على تعرضها للإشعاع، خاصةً إذا كانت تحفر تحت الأرض. بالإضافة إلى ذلك، نظرًا للخصائص البيئية المختلفة للموائل التي تختارها الثعابين - أنواع الغطاء الأرضي المختلفة، بالإضافة إلى الوقت الذي تقضيه الأشجار - يُمكن أن يكون هناك تنوع كبير في التعرض للإشعاع، حتى داخل مجموعة من الثعابين التي تعيش في نفس المكان. ويؤكد الفريق البحثي أن الأبحاث المستقبلية يجب أن تسعى لتوضيح العلاقة بين استخدام الموائل والتعرض للإشعاع ومستويات النويدات المشعة الموجودة في الثعابين. بشكل عام تساعد دراسة كيفية استخدام حيوانات معينة للمناظر الطبيعية الملوثة على زيادة فهمنا للآثار البيئية للحوادث النووية الضخمة مثل فوكوشيما وتشرنوبيل.

المصدر: Science alert

علوم

في بحث رائد مع الأكاديمية الصينية للعلوم

فهم جينات الشاهين يساعدنا في حمايته

صندوق محمد بن زايد يكتشف الجين الوراثي المحوري في توجيه هجرة صقور الشاهين 

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

علوم فلك

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

يعود اليوم النيادي إلى أرض وطنه بعد بعد إكماله لنحو 4000 ساعة عمل في الفضاء.

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

علوم فلك

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

يواصل النيادي استعدادات العودة إلى كوكب الأرض بعد إنجاز المَهمة التي امتدت لـ6 أشهر، شارك خلالها في أكثر من 200 تجربة علمية.