واحد من أكبر الحيوانات البرية على الإطلاق كان يتجول في هضبة التبت وباكستان منذ أكثر من 25 مليون سنة.
19 June 2021
اكتشف علماء حفريات وحيد القرن منقرض يسمى Paraceratherium linxiaense عاش في هضبة التبت منذ 26.5 مليون سنة، حين كانت أجزاء من هذه المنطقة مليئة بالغابات الرطبة، مما وفر ملاذًا لنوع من أكبر الثدييات التي وطئت قدماه الأرض.
هذا المخلوق، الذي كُشف عنه النقاب اليوم من خلال بحث في المجلة العلمية " كوميونيكيشنز بيولوجي". كان وزنه نحو 14 طنًا، ما يعني أنه كان أثقل 4 مرات من الأفيال الإفريقية الحالية، ويعد أحدث الأنواع المعروفة في مجموعة من وحيد القرن العملاق والذي عاش في جميع أنحاء آسيا الوسطى منذ ما يقرب من 50 مليون سنة مضت وحتى 23 مليون سنة ماضية. وتشتهر P. linxiaense وأقاربها جميعًا بأحجامها الضخمة، ويعتقد أن الفرد البالغ منها كان يبلغ ارتفاعه أكثر من 16 قدمًا عند الكتف، مع رقبة بطول 7 أقدام تقريبًا تعلوها جمجمة ضخمة، فيما يبلغ طول الزرافات اليوم ما بين 14 قدمًا و19 قدمًا.
ويقول "بيير أوليفييه أنطوان"، أحد علماء الحفريات في جامعة مونبلييه الفرنسية، إن وحيد القرن العملاق (الكركدن) كان بإمكانه تناول الزهور في الطابق الثالث أو الرابع من مبنى". وكان P. linxiaense من بين آخر هذه العمالقة المسماة paraceratheres ، الذين عاشوا منذ حوالي 26.5 مليون سنة. وتساعد الحفريات الجديدة، المتضمنة جمجمة كاملة وفك سفلي و3 فقرات، في ملء شجرة عائلة باراسيراتير، مما يلقي ضوءً جديدًا على المكان الذي تطور فيه وحيد القرن العملاق وكيف انتشر عبر الوقت الحاضر في قارة آسيا.
إن أحافير الباراسيراتيريوم نادرة وغالبًا ما تكون مجزأة، مما يجعل من الصعب رسم خريطة لتطور الجنس وانتشاره. ويبدو أن موطن المجموعة منذ فترة طويلة كان آسيا الوسطى، لكن النوع الأول من Paraceratherium الذي تم العثور عليه عاش فيما يعرف الآن بغرب باكستان. لكن السؤال كيف بالضبط وصل هذا وحيد القرن العملاق إلى شبه القارة الهندية؟. ووجد الباحثون، بقيادة "تاو دينج"، عالم حفريات الثدييات في المعهد الصيني لعلم الحفريات الفقارية، أن النوع الجديد P. linxiaense كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بباكستان وهذا يلمح إلى أصول وحيد القرن الباكستاني.
وتنحدر الحفريات الجديدة من الحجارة الرملية البنية لحوض لينشيا بوسط الصين. هنا، تروي طبقات الرواسب التي يصل سمكها إلى 1.2 ميل قصة آخر 30 مليون سنة من تاريخ الأرض، وهي مليئة بالحفريات من المخلوقات القديمة التي عاشت في المنطقة ذات يوم. وفي الخمسينيات من القرن الماضي، قال مزارعون في المنطقة إنهم عثروا على "عظام التنين"، وبيعت هذه العظام لشركات طبية واستخدمت كمكونات في الأدوية الصينية التقليدية.
وحيد القرن يواجه خطر تخفيف قيود السفر
وبحلول الثمانينيات، أدرك علماء الحفريات أن المنطقة احتفظت بالحفريات القيمة علميًا من أواخر عصر الأوليغوسين، وهي الفترة الزمنية من 23 إلى 28 مليون سنة مضت. ومنذ ذلك الحين، درس علماء الحفريات مع معهد علم الحفريات الفقارية وعلم الإنسان القديم صخور حوض لينكسيا ومجموعة غنية من الحفريات التي تحتويها. في مايو 2015، عثر "دينغ" وزملائه على اكتشاف نادر بالقرب من قرية وانجياتشوان: الجمجمة الكاملة والفك السفلي لوحيد القرن العملاق، بالإضافة إلى ثلاث فقرات من فرد آخر. عندما رأى الباحثون عظامًا يبلغ عمرها 26.5 مليون عام - بما في ذلك الجمجمة التي يبلغ طولها 3.8 قدمًا - كان الحفاظ عليها وحجمها بمثابة "مفاجأة كبيرة لنا"، على حد قول دينغ.
استنادًا إلى أوجه التشابه بينه وبين وحيد القرن العملاق من باكستان، تشير النتائج الجديدة إلى أن وحيد القرن العملاق تحرك بحرية عبر آلاف الأميال بين آسيا الوسطى وشبه القارة الهندية بين 30 و 35 مليون سنة مضت. وأكد "دينغ" أن المنطقة لا تزال تحتوي على بعض الأجزاء المنخفضة حتى حوالي 25 مليون سنة مضت.
يقول "أنطوان"، عالم الحفريات الفرنسي، إن الدراسة الجديدة تساعد في الكشف عن الأنماط الجغرافية التي تحكم حركات وحيد القرن العملاق عبر الأرض القديمة. إذ يشير فهرس أحافير وحيد القرن العملاق في البحث الجديد إلى أن الحيوانات لم تعبر أبدًا من آسيا إلى أوروبا عبر جبال الأورال، مما يشير إلى أن سلسلة الجبال ربما تكون بمثابة حاجز.
قد يساعد البحث أيضًا في شرح كيفية وصول المخلوقات الضخمة إلى ما يُعرف الآن بتركيا، حيث تم العثور أيضًا على حفريات وحيد القرن. وفقًا لأنطوان، تشير الحفريات التي لم يتم وصفها بعد في ورقة علمية إلى أنه بعد وصول وحيد القرن العملاق إلى باكستان الحالية، شق طريقه إلى تركيا عبر ما يُعرف الآن بأفغانستان وإيران. ومع ذلك، فُقدت بعض الحفريات التي تروي هذه القصة الآن. إذ تم تدمير مجموعة من 300 حفرية ساعد "أنطوان" في جمعها في باكستان - بما في ذلك بقايا وحيد القرن العملاق - في عام 2006. وفي نفس العام، توفي الزعيم القبلي القوي وزعيم البلوش "نواب أكبر بوجتي" في انفجار خلال مواجهات مسلحة. وكان "بوجتي" جهة اتصال رئيسية ومصدرًا لحماية علماء الأحافير العاملين في المنطقة.
وفي حالة P. linxiaense ، فإن الحفريات آمنة في متحف "هيزهينج" القديم في مقاطعة "جانسو" شمال وسط الصين. ويعلق "دينغ" آمالًا كبيرة على الدراسات المستقبلية للبقايا، بما في ذلك إعادة بناء عضلات المخلوق وتقدير أكثر دقة لكتلة جسمه.ويضيف" دينغ" أنه نظرًا لأن الباحثين لديهم الآن دليل على عبور وحيد القرن العملاق هضبة التبت الحالية، فقد يكون هناك المزيد من الأحافير التي يمكن العثور عليها في المنطقة.
المصدر: National Geographic
يدحض بحثٌ جديد الافتراض السائد منذ فترة طويلة بأن مزيج ألوان الظربان -الأبيض والأسود- هو ما يدفع الحيوانات ومن ضمنها القيوط للابتعاد عنها
هل تقول قطتك "أحبك " أم تقول "أريد الطعام"؟ هذا التطبيق الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي يتعهد بتفسير ما تقوله القطط
بالإضافة إلى التحقيق في مفهوم العلامات المنفرة Aposematism، تعزز الدراسة الجديدة فكرة أن شخصيات الحيوانات من الفصيلة ذاتها تتفاوت ضمن مجموعاتها فعلى سبيل المثال، تم رش أحد ذئاب القيوط الذي يتسم...