فريق "مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ" يعلن بدء المَهمة العلمية لـ "مسبار الأمل" لمدة عامين في المريخ.
23 مايو 2021
أعلن "مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ" (مسبار الأمل) اليوم عن إنجاز الاستعدادات اللازمة لبدء المَهمة العلمية للمسبار، وذلك بعد الانتهاء من إجراء الاختبارات اللازمة للتأكد من دقة وسلامة الأجهزة العلمية التي يحملها المسبار على متنه، والتي أثبتت أن أداء هذه الأجهزة يفوق التوقعات. إذ تنطلق اليوم (الأحد 23 مايو) رسميًا مهمة المسبار على أن تستمر لمدة عامين، بهدف الحصول على أول صورة كاملة لمختلف طبقات الغلاف الجوي للمريخ خلال النهار والليل وكل فصول السنة المريخية التي تعادل عامين أرضيين.
"يسعدني الإعلان أن مسبار الأمل في وضع مثالي لبدء مهمته العلمية التي تستمر لمدة عامين"، عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"
إنجاز المهمة بنجاح
وقال المهندس "عمران شرف"، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل": "بعد الرحلة الناجحة إلى المريخ، والمناورة شبه المثالية لدخول مدار الكوكب وانتقالنا من مدار التقاط مسبار الأمل إلى المدار العلمي، أكملنا مرحلة المعايرة والاختبار. ويسعدني الإعلان أن مسبار الأمل في وضع مثالي لبدء مهمته العلمية التي تستمر لمدة عامين". وأضاف شرف أن بدء المهمة العلمية للمسبار يتوج سنوات من العمل الدؤوب والمتفاني لفريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من الكوادر الوطنية الشابة بالشراكة والتعاون مع الشركاء الدوليين للمشروع الذي يعد مساهمة نوعية من دولة الإمارات في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية كونه سيوفر معلومات غير مسبوقة عن الكوكب الأحمر.
سوف تساعد بيانات "مسبار الأمل" العلماء والباحثين على الوصول إلى فهم علمي أعمق للعمليات التي تدور داخل الغلاف الجوي للمريخ، حصة المطروشي، نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" للشؤون العلمية
صورة شاملة لمناخ المريخ
وبدورها، أكدت "حصة المطروشي"، نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" للشؤون العلمية، أنه مع بدء المرحلة العلمية لمسبار الأمل سوف تقوم الأجهزة العلمية المرافقة للمسبار بالعمل على توفير صورة واضحة وشاملة عن مناخ كوكب المريخ على مدار سنة مريخية كاملة، وهذه المعلومات التي ستشاركها دولة الإمارات مع المجتمع العلمي العالمي مجانًا. إذ سوف تساعد العلماء والباحثين على الوصول إلى فهم علمي أعمق للعمليات التي تدور داخل الغلاف الجوي للمريخ، وخصوصًا في ما يخص تلاشي غازي الأوكسجين والهيدروجين، وهو ما قد يساعد في تفسير العديد من الظواهر العلمية المرتبطة بهذا الكوكب.
وجرى بنجاح تفعيل الأجهزة العلمية الثلاثة التي يحملها المسبار يوم 10 أبريل الماضي، أي قبل الموعد المحدد سلفًا، ليتبع ذلك مرحلة المعايرة والاختبار، وقد تبين لفريق عمل المشروع أثناء عمليات المعايرة والاختبار أن أداء هذه الأجهزة ودقتها يفوق التوقعات حتى الآن. ويحمل "مسبار الأمل" ثلاثة أجهزة علمية هي، وهي كاميرا الاستكشاف الرقمية (EXI)، وهي كاميرا رقمية لالتقاط صور ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ، وتستخدم أيضًا لقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي؛ والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء (EMIRS)، الذي يقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي للكوكب الأحمر؛ بالإضافة إلى المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية (EMUS)، ويقيس الأوكسجين وأول أوكسيد الكربون في الطبقة الحرارية للمريخ والهيدروجين والأوكسجين في الغلاف الخارجي للمريخ.
"مسبار الأمل".. صورتان للهيدروجين الذري المحيط بكوكب المريخ
وتمكنت كاميرا الاستكشاف الرقمية من التقاط أكثر من 500 صورة للمريخ منذ انتقال المسبار إلى المدار العلمي في أوائل أبريل الماضي، و ستركز الكاميرا الآن على رسم خرائط لسحب المياه الجليدية في الغلاف الجوي للمريخ تزامنًا مع دخول الكوكب الأحمر "الموسم الغائم". خلال الفترة الحالية، وفي ظل فصلي الربيع والصيف في النصف الشمالي للمريخ، يتشكل حزام من الغيوم بالقرب من خط الاستواء. سيكون لدى "مسبار الأمل" رؤية فريدة لهذه الغيوم، من خلال موقعه المتميز وقدرته على مراقبة الديناميكيات المتغيرة للغلاف الجوي خلال الدورات اليومية والموسمية.
وبالنسبة للمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء فقد عمل على جمع بيانات علمية توضيحية، ومعايرة المقياس بشكل صحيح، بالإضافة إلى معالجة البيانات التي يتم جمعها بصورة روتينية ودورية. ففي المجمل قام المقياس بجمع أكثر من 130,000 صورة طيفية منذ وصوله إلى المريخ. وأسهم بأكثر من 40 ملاحظة علمية توضيحية مخطط لها من قبل، تغطي جزء كبير من فترات اليوم على المريخ. وسيرصد المقياس المريخ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺰم اﻷﺷﻌﺔ ﺗﺤﺖ اﻟﺤﻤﺮاء، درﺟﺔ ﺣﺮارة اﻟﺴﻄﺢ، ودرﺟﺔ اﻟﺤﺮارة ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي، وقياس اﻟﻌﻤﻖ اﻟﺒﺼﺮي ﻟﻠﻐﺒﺎر واﻟﺴﺤﺐ اﻟﺠﻠﯿﺪﯾﺔ ووفرة ﺑﺨﺎر اﻟﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي، وذلك على مدار يوم المريخ، وعلى نطاقات زمنية شبه موسمية. وستوفر هذه البيانات، جنبًا إلى جنب مع تلك البيانات الخاصة بالمقياس الطيفي للأشعة فوق البنفسجية وكاميرا الاستكشاف الرقمية، نظرة تفصيلية وغير مسبوقة عن مناخ المريخ وتفسر أسباب عمليات تلاشي الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
مسبار الأمل ينتقل إلى مداره العلمي
أما المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية، فقد تمكن منذ وصول "مسبار الأمل" إلى مدار المريخ من جمع بيانات علمية توضيحية مهمة، ما يقارب 14,000 صورة طيفية مكانية للغلاف الجوي، بما يعادل 1.6 مليون طيف فردي. وقد أظهر التشغيل الأولي لأربعة أنواع مختلفة من العمليات العلمية بواسطة هذا الجهاز أنه يعمل بشكل مثالي ويتتبع بدقة المستهدفات في مجال رؤيته. وسوف يستمر المقياس في جمع هذه الملاحظات العلمية طوال المرحلة العلمية ليساعدنا في فهم تكوين وهيكل الغلاف الجوي العلوي للمريخ وما يطرأ عليه من تغيرات خلال الفصول المختلفة.
من المتوقع هبوط المستكشف الإماراتي "راشد" على الجانب القريب من القمر في موقع يعرف باسم "فوهة أطلس".
ضمن مهام البعثة 69، يستعد رائد الفضاء الإماراتي "سلطان النيادي" لمَهمة تاريخية وذلك بالسير خارج محطة الفضاء الدولية يوم 28 أبريل الجاري.
سينفذ رائد الفضاء "سلطان النيادي" 19 تجربة علمية خلال 4 آلاف ساعة عمل على متن محطة الفضاء الدولية، وذلك ضمن سلسلة من التجارب والأبحاث المتقدمة التي تهدف التوصل لنتائج علمية مهمة.