رصد في الأعالي

العالِم "توم ماثيوز" (باللباس الأصفر) وعلماء آخرون يختبرون محطة أرصاد جوية قبل أن يصعدوا بها إلى قمة جبل "نيفادو أوسانغاتي" في البيرو.

رصد في الأعالي

تكشف البيانات التي تجمعها محطة الأرصاد الجوية هذه، الواقعة على ارتفاع شاهق، عن آثار تغير المناخ في المنطقة القريبة من منابع نهر الأمازون.

قلم: فريدي ويلكنسون

عدسة: توماس بيشاك

1 أكتوبر 2024 - تابع لعدد أكتوبر 2024

تنتصب قمة جبل "نيفادو أوسانغاتي" المكسوة بالثلوج في سلسلة جبال الأنديز على ارتفاع يناهز الـ6400 متر فوق هضبة البيرو. وقد تبدو، على هذا العلو الشاهق، مكانًا غريبًا لدراسة حوض الأمازون. ومع ذلك، فإن لهذه القمة شديدة البرودة والقمم المجاورة لها دورًا محوريًا في الدورة المائية؛ والمنطقة ههنا هي المكان الذي غالبًا ما يجري فيه التركيز على الرؤى المتعلقة بتغير المناخ وتأثيراته في مستوى المنظومة البيئية، كما يقول المستكشفان لدى ناشيونال جيوغرافيك، "بيكر بيري" و"توم ماثيوز".
ويوضح ماثيوز ذلك قائلًا: "ثمة اقتران وعلاقة بين الأمازون وجبال الأنديز. فالثلوج التي تتساقط على قمم الأنديز الاستوائية تأتي من المياه التي تبخرت من أوراق الأشجار في الأمازون.. وتحملها الرياح إلى أقصى الغرب، وتتوالى هذه الحركة التناوبية إلى أن تصل السحب إلى جبال الأنديز فتتساقط المياه على شكل ثلوج، وتذوب هذه الأخيرة وتتدفق مرة أخرى إلى الأمازون". في يوليو 2022، قاد ماثيوز وبيري بعثة استكشافية إلى أوسانغاتي لتثبيت محطة أرصاد جوية آلية على مقربة من القمة، وهي إحدى أعلى المنشآت من نوعها في جبال الأنديز الاستوائية. وتتخذ المحطة شكل عمود من الألومنيوم بارتفاع ثلاثة أمتار مثبت بأرجل ثلاثية القوائم، وتضم أجهزة استشعار وأجهزة لقياس الإشعاع الشمسي والموجات الطويلة وتساقط الثلوج ودرجة الحرارة وسرعة الرياح والرطوبة؛ وهي إشارات حيوية ستحدد في نهاية المطاف نبض الحياة على امتداد المشهد الطبيعي النهري الشاسع في السفح. لم يكن بلوغ قمة أوسانغاتي لنصب المحطة بالأمر الهيّن. فقد تطلب الارتقاء إليها (على ارتفاع 200 متر تقريبًا، مع انحدارات تتراوح ما بين 70 و80 درجة) مهارات تقنية في تسلق الحبل والقدرة على التحمل، والتركيز الذهني. ولها امتدادات عمودية أطول من امتدادات قمة "إيفرست" التي وضع عليها ماثيوز وبيري محطة أرصاد جوية في مايو 2019. وكان هذان العالمان يستعينان بدليلين من هنود "الكيتشوا" و"الأيمارا" في البيرو وبوليفيا، بالإضافة إلى أعضاء من نادي "تشوليتاس إسكالادوراس" لتسلق الجبال الذي يضم نساء من الأيمارا يتسلقن بالزي التقليدي. وانضمت أيضا إلى هذا الفريق المستكشفةُ لدى ناشيونال جيوغرافيك، "روثميري بيلكو هواركايا"، فضلًا عن علماء من جامعات في مدينتَي كوسكو ولا باز، و"الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا" في البيرو. وكان بيري -الذي نشأ في البيرو وبوليفيا ومارس بعد ذلك كرة السلة الاحترافية في بوليفيا- يرى في البعثة الاستكشافية عودة إلى الوطن. وسرعان ما بدأ تركيب هذه المحطة يؤتي ثماره؛ إذ تشير النتائج الأولية إلى تسجيل مستويات مرتفعة للغاية من الإشعاع الشمسي على القمة. وتتسبب حرائق غابات الأمازون في انبعاث الكربون الأسود الذي يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة على الكتل الجليدية في أوسانغاتي إذا ما اقترن بأشعة الشمس الساطعة. ويوضح بيري ذلك قائلًا: "كلما زاد الكربون الأسود على الثلج، ازداد امتصاص طاقة الشمس؛ مما يؤدي

من النهر إلى البحر

من النهر إلى البحر

مصب نهر الأمازون ليس مجرد نهاية لأقوى أنهار العالم وأكثرها عنفوانًا، بل هو أيضًا بداية لعالم مدهش يصنعه الماء.

رمـوز، أساطير، محتالة.. وسارقة

رمـوز، أساطير، محتالة.. وسارقة

سواء أَرأينا الدلافين الوردية أشباحًا تُغيّر أشكالها أم لعنةً تؤْذي الصيادين، تبقى هذه الكائنات مهيمنة على مشهد الأمازون ومصباته. ولكن مع تغير المشهد البيئي للمنطقة، بات مستقبل أكبر دلافين المياه...

غابات تحت الماء

استكشاف

غابات تحت الماء

يراقب عالِمان ضغوط الفيضانات في غابات الأمازون المنخفضة.. ويسابقان الزمن لحمايتها ضد الظروف البيئية الشديدة التي ما فتئت تتزايد على مر السنوات.