كلاب تشرنوبل:

35 عامًا على أسوأ كارثة نووية عرفتها البشرية بانفجار مفاعل نشرنوبل الذي خلف عدد لا يحصى من الضحايا وتلوث إشعاعي لم يفارق المنطقة حتى اللحظة. ولكن كانت هناك كائنات تعيش وتتكاثر أشهرها "كلاب تشرنوبل".

كلاب تشرنوبل: الناجون من الكارثة

35 عامًا على أسوأ كارثة نووية عرفتها البشرية بانفجار مفاعل نشرنوبل الذي خلف عدد لا يحصى من الضحايا وتلوث إشعاعي لم يفارق المنطقة حتى اللحظة. ولكن كانت هناك كائنات تعيش وتتكاثر أشهرها "كلاب تشرنوبل".

26 ابريل 2021

يغامر المئات من البشر بالتجول في المنطقة المحيطة بمفاعل تشرنوبل، يلتقطون الصور التذكارية أمام لافتة سوفيتية قديمة ترحب بزوار المفاعل. ووسط السكون في هذه البقعة، التي شهدت الكارثة يظهر عدد من الكلاب ذات المعاطف البيضاء والنحاسية. فمن أين آتت هذه الكائنات اللطيفة وكيف تعيش بالقرب من أطلال أسوأ كارثة نووية حلت على العالم؟
 
في 26 أبريل عام 1986، كان يبدو يومًا عاديًا، عشرات الموظفين العاملين في المفاعل يؤدون عملهم المعتاد، صباح يوم ربيعي، دقائق ثم انقلب كل شيء رأسًا على عقب، إذ تعرض المفاعل رقم 4 في محطة تشرنوبل للطاقة النووية لانفجار كارثي، اشتعلت النيران بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وألقى المفاعل بسحب رمادية من المواد المشعة في السماء. وبعد مرور 36 ساعة من الكارثة، تم إخبار سكان المنطقة القريبة من محطة الطاقة النووية بضرورة الإخلاء، لم تمهلهم السلطات السوفيتية سوى 50 دقيقة لحزم أمتعتهم والتوجه إلى عشرات الحافلات للرحيل، وكان التحذير الأكثر قسوة هو" لا يُسمح بالحيوانات الأليفة"، لذا اضطر السكان التخلي إلى الأبد عن حيواناتهم الأليفة في مشهد قاسٍ.

منعت السلطات السوفيتية سكان المنطقة المحيطة بمفاعل تشرنوبل من اصطحاب الحيوانات الأليفة خشية نشر الإشعاع
 

في كتاب "صلاة تشرنوبل: تاريخ المستقبل"، يقول أحد شهود العيان من يوم الإخلاء: "القطط كانت تنظر في عيون الراحلين، والكلاب تعوي، تحاول الصعود إلى الحافلات. بينما كان الجنود يدفعونهم للخارج مرة أخرى ويركلونهم".  فقد تم إجلاء نحو 100 ألف شخص، بينما حاول الجنود السوفييت قتل أكبر عدد ممكن من الحيوانات، في محاولة لمنعهم من نشر الإشعاع، لكن ثمة مجموعة ناجية عاشت في المنطقة المحيطة للكارثة وتكاثرت.. كلاب اليوم هم أحفاد الحيوانات الأليفة، التي كُتبت لها النجاة.

اليوم يعيش في هذه المنطقة نحو 1000 كلب يواجهون تحديات أثار الاشعاع، التي تركت علاماتها على جُل شبر، فيما يبقى المرض والجوع والشتاء القارس في شمال أوكرانيا همًا إضافيًا تتجرع مرارته "كلاب تشرنوبل" وبحسب موقع" BBC" باتت الكلاب الضالة تتجول في منطقة الحظر، التي تبلغ مساحتها 2600 كيلومتر. 

 قدرة هذه الكلاب على البقاء والتكاثر في منطقة الكارثة كانت مثار تساؤل، فقد بقت وحيدة تعيش في ظروف شديدة القسوة وتحمل الإشعاعات التي قضت على مظاهر الحياة قرب موقع إنفجار مفاعل تشرنوبل.

الكلاب التي يشاهدها الزائرون لموقع الكارثة تحولت إلى رمز للبقاء، مما دفع عدد من المنظمات غير الحكومية إلى تبني مشروع أطلقوا عليه "كلاب تشربوبل" في عام 2017 بهدف تطعيم ما لا يقل عن 70٪ من هذه الكلاب في غضون 3 سنوات. وكان التحدي الأكبر هو التخلص من آثار الإشعاع العالق في فراء الكلاب وفحصها جيدًا، ثم تطعيمها ومنحها الرعاية، ويترك المتطوعون على جسد الكلاب وشمًا صغيرًا وعلامات أُذن بمقاييس الجرعات كي يسهل تتبعها في السنوات المقبلة. بعد مرور 35 عامًا على كارثة تشير نوبل، باتت الكلاب أكثر حظًا، وأصبح مسموحًا للأشخاص بتربيتها في المنازل منذ عام 2018.. ربما تكون هذه الكلاب أكثر حظًا من أسلافهم لكن يبقى ما جرى لهم قبل عقود يذكرنا بحجم المأساة.

 

وحيش

يرقــات مـخــادعــة

يرقــات مـخــادعــة

يكشف مُعلّم وعاشق للطبيعة عن الطرق المدهشة التي يمكن لهذه الحشرات أن تخدع بها مفترسيها.. وتخدعنا نحن كذلك.

"بلانفورد" في وادي الوريعة بالإمارات

وحيش

"بلانفورد" في وادي الوريعة بالإمارات

أثار اكتشاف كاميرات المراقبة الحساسة ثعلب "بلانفورد" الخجول والمهدد للانقراض، حماس الخبراء البيئيين، ضمن مبادرة "راقب الطبيعة"؛ إذ تم رصده في "وادي الوريعة".

فوتوغرافيا

وحيش

فوتوغرافيا

بعدسات ناشيونال جيوغرافيك