3 نوفمبر 2015
ذلك الطرح هو تحديداً مُعْتَقَدُ لورانس توبيانا، وهي امرأة أنيقة في السنة الـ63 من عمرها، ذات بنية صغيرة وشعر اشتعل شيبا. اعتذرتْ ذات ندوة صحفية في مطعم صاخب قرب مبنى الكونغرس الأميركي من عدم قدرتها على رفع صوتها، وتلك خصلة حميدة يُفترض توفرها لدى الدبلوماسيين. لكن توبيانا ليست دبلوماسية عادية، إنها "سفيرة المناخ" في فرنسا، إذ أنيطت بها أصعب مهمة لتنسيق وجهات النظر في التاريخ. ما فتئت المرأة خلال الأشهر الـ 18 الأخيرة تتنقل عبر أرجاء المعمورة وتلتقي مفاوضين من 195 بلدا، حرصا على إنجاح المؤتمر العالمي عن المناخ، المرتقب عقده في باريس شهر ديسمبر من عام 2015، ليكون نقطة مفصلية في محاربة التغيرات المناخية. تقول توبيانا إن "هذا المفهوم المتعلق بالنقطة المفصلية من الأهمية بمكان".
وهناك ما لا يقل عن 20 سببا وراء توجس توبيانا من الإخفاق. فمنذ عام 1992 -حين اتفقت دول العالم في ريو دي جانيرو على تلافي "التدخل البشري الخطير في النظام المناخي"- اجتمعت تلك الدول في 20 مناسبة دون تحقيق تغيير يذكر في ما يتعلق بانبعاثات الكربون. في غضون ذلك أضاف البشر من الكربون في الجو ما يعادل الكميات التي أُطلقت خلال القرن الماضي كاملا. وقد كان العام الماضي والعقد المنصرم الأدفأ على الإطلاق منذ الشروع في تسجيل درجات الحرارة في العالم، وصار احتمال موجات الحر القياسية أكبر خمس مرات مما كان عليه من قبل. وقال العلماء في العام الماضي إن جزءا كبيرا من الصفيحة الجليدية الغربية للقطب الجنوبي سينهار لا محالة؛ ودلالة ذلك أن القرون المقبلة ستشهد ارتفاع منسوب مياه البحار بما لا يقل عن 1.2 متر. ولقد بدأنا في تشكيل ملامح خريطة الكوكب من جديد لا سيما في المناطق التي يمكن للحيوان والنبات والبشر العيش فيها.
مع ذلك ما زال في الأمر بقية من أمل وإن كانت في جزئها الأكبر مجرد كلام لا يسمن ولا يغني من جوع. فقد أعلنت كل من الصين والولايات المتحدة -وهما أكبر منتجين للكربون- عن صفقة لتقليص الانبعاثات، وصرحت ست شركات نفط أوروبية أنها ترحب بضريبة على الكربون، كما وعد صندوق معاشات نرويجي عملاق بالتوقف عن الاستثمار في الفحم. فضلا عن ذلك كله وظف البابا سلطته الروحية الواسعة لحل المشكلة.