عدسة: جويل سارتوري
يَحُكُّ ذقنه برفق ورِقّة على جلدها؛ ويلتف حولها حتى يتشابك جسمه وجسمها؛ ثم يفتل رأسه بحركات اهتزازية تتدفق غواية وإغراء إذ يلدغها لدغاً حميداً ويهز بذيله في حركات اهتزازية. في عالم العلاقات الحميمة، تِلكمُ هي الممارسات الأساسية لعملية التزاوج لدى "المعطشات" (Culibroids)، وهي أكبر فصيلة ثعابين في العالم إذ تحوي زُهاء 2500 نوع.
ولمعرفة مسار تطور عملية التودد والمغازلة لدى الثعابين، قام "فيل سينتر"، وهو عالم متخصص في الزواحف والبرمائيات وكذا في الحفريات، بدراسة بيانات تخص 76 ثعباناً تنتمي إلى فصيلتي المعطشات والبواء (Boidae). وبناءً على بحوث شملت دراسات لسجلات أحفورية تعود إلى العصر الطباشيري، خلص سينتر إلى أن بعض الممارسات الحميمة لدى المعطشات سحيقة في القِدم -وتحديداً حك الذقن وتحريك الرأس- في حين ظهرت "اللدغة الجنسية" و"اهتزاز الذيل" في زمن لاحق. وتُعد هذه الممارسات مجتمعةً مثل "مجموعة متكاملة متناغمة من حركات الرقص" على حد تعبير العالِم.
وكتب سينتر في دورية (PLOS ONE) أن وضعية المغازلة التي يعتلي فيها الذكر الأنثى هي وضعية "شائعة على نحو عامّ تقريبا" لدى أنواع الثعابين التي شملتها الدراسة. بيد أنه أشار -بدقة علمية متناهية- إلى أن الاعتلاء ليس مطلوباً لعملية "الإيلاج".. أو الممارسة الجنسية؛ إذ لا يحتاج الشريكان لتنفيذ العملية سوى إلى محاذاة أسفل ذيليهما بشكل مُصْطَفّ على مستوى المَذْرَق، وهي فتحة تُستخدم للتناسل وطرح الفضلات على حدّ سواء. يَمُدُّ الذكر قضيبه المزدوج، وهو جهاز تناسلي ذو شقين يختفي داخل ذيله، فيضع بواسطة كل شق المنيَّ داخل مذرق الأنثى. ويقول سينتر إن عملية التزاوج قد تستغرق ساعات، أي أنها تدوم فترة أطول من المغازلة والمداعبة. -باتريسيا إدموندز
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز