يُصنّف "قرش النمر الرملي" (Carcharias taurus) من ضمن الأنواع المعرضة لخطر انقراض أدنى، وقد أدرج على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) بعدما انحدرت أعداده إلى أقل من 1500 سمكة تنحصر جُلّ مواطنها في السواحل الشرقية للقارة الأسترالية. ولعل السبب الرئيس وراء انخفاض أعداد هذه المخلوقات، إضافة إلى عمليات صيدها، هو "بطء سلوكها التناسلي" على حد قول بول هاميلتون، القيّم والمدير العام في "دبي أكواريوم" وهو واحد من أضخم الأحواض المائية.
وفي سبيل إنقاذ هذه المخلوقات من مصيرها المحتوم أطلق "دبي أكواريوم"، بالتعاون مع "أكواريوم الحياة البحرية" ومقره ملبورن بأستراليا، بروتوكولاً علمياً هو الأول من نوعه في العالم هدفه إكثار القروش اصطناعياً عن طريق فحص الإناث -التي يمتلكها في حديقته البحرية- بالأمواج فوق الصوتية وتحليل مستويات هرموناتها لتحديد مواعيد دورتها التناسلية، قبل تلقيحها اصطناعياً. ولهذه الغاية تم إعداد مختبر تبريد متكامل مهمته حفظ السائل المنوي لذكور القرش داخل "نيتروجين سائل" في درجة حرارة 196 مئوية تحت الصفر.
ويُعزى بطء السلوك التناسلي لدى قروش النمر الرملي، إلى تلقيح الذكر لأنثى واحدة خلال موسم التزاوج وإلى طول مدة دورة تكاثر الإناث والتي تصل إلى نحو عامين وفترة حملها الممتدة التي تتراوح بين 9 و 12 شهراً. وعلى الرغم من تكوّن ما يصل إلى 12 جنيناً في الرحم إلا أن تقاتل هذه الأجنّة وافتراس بعضها بعضا داخله يؤدي إلى ولادة اثنين على الأكثر، ما يفسر انحدار أعداد هذه الفصيلة.
ويوضح هاميلتون تعليقاً على ذلك: "صحيح أننا لن نستطيع فضّ المعارك التي تدور في أرحام إناث قروش النمر الرملي، لكن ما نحن مقدمون عليه سبقٌ نوعي لدى فصائل القروش التي تتكاثر بالولادة. ونأمل أن تساهم تقنيتنا الجديدة في دعم جهود إنقاذ فصائل أخرى مهددة بالانقراض، والمساهمة في الحفاظ على استدامة التنوع الحيوي البحري". – محمد طاهر
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز