عنــدمـا طلبنـــا إلى قُــراء "مجــلة ناشيــونال جيوغرافيك العربية" -عبر منصاتها الإلكترونية- التقاط صور تجسد تصورهم لمبادرة "عام القراءة" التي أطلقتها دولة الإمارات عام 2016، لم نتوقع ذلك الكم من التفاعل مع الفكرة في مختلف أرجاء المنطقة العربية....
عنــدمـا طلبنـــا إلى قُــراء "مجــلة ناشيــونال جيوغرافيك العربية" -عبر منصاتها الإلكترونية- التقاط صور تجسد تصورهم لمبادرة "عام القراءة" التي أطلقتها دولة الإمارات عام 2016، لم نتوقع ذلك الكم من التفاعل مع الفكرة في مختلف أرجاء المنطقة العربية. اختلفت الزوايا والأفكار وتوحد حب القراءة فيها. رصدت الصور حالة الخشوع والثقة واللهفة التي يتمتع بها صديق الكتاب أينما كان؛ فبانت الحميمية مع أوراق الكتب وتجلى الانبهار بالمعرفة فيها، واتضحت الأمنيات بالقدرة على التحليق بما تحتويه الكتب من عوالم أبعد بكثير من محيطنا الجغرافي الضيق. نقلنا بعض تلك الصور -كما هي- عبر التقويم السنوي الذي نقدمه هديةً اليوم من قراء المجلة.. إليكم. فكـــــــل عام وأنتم بخير. القراءة بما تقدمه عن الآخرين، تسمح لنا بالتحليق في دواخلنا عبر ما تفتحه من دهاليز لم نعرف بها مسبقا. فكلما قرأنا أكثر، أصبحنا أقدر على تحديد هويتنا بكل أشكالها؛ ولعل ملف "الجندر" الذي تفتتح به مجلة ناشيونال جيوغرافيك العالمية عام 2017، يقدم -عبر ما ستقرأه في صفحات هذا العدد- أجوبة سيطرح بموجبها أسئلة لا حدود لها حول هوية الإنسان النوعية في مختلف المجتمعات البشرية، ومدى التعدد الذي مازال يزداد اتساعا وغموضا في الوقت ذاته. ورغم حساسية الموضوع وجرأة الطرح، يبقى الاطلاع عليه أفضل بكثير من الجهل به، فالإنسان عدو ما يجهل؛ وهي العداوة التي ترفض الآخر وتفضي إلى كل أنواع الإقصاء التي يمكن أن يمارسها الإنسان تجاه المختلفين عنه، وهذا ما يتعارض مع الإنسانية بمفهومها الشامل. أن نكون أكثر إنسانية هو أسمى ما يمكن أن نتمنى في عامنا الجديد، لأن الإنسانية هي الهوية الحقيقية التي تميزنا عن سائر المخلوقات وتجعلنا أكثر استيعابا لهذه المخلوقات ولأنفسنا. عاما جديدا تبدأه "مجلة ناشيونال جيوغرافيك العالمية" بطريقة خاصة، قد يراها بعضنا صادمة، فيما سيراها بعضنا الآخر كاشفة، ككل عوالم ناشيونال جيوغرافيك الكاشفة لأسرار الكون. وفي هذا العدد.. تطرح كشفا آخر.