حسين الموسوي
في "العالم القديم" الذي يُعد عالمنا العربي جزءًا منه، لطالما عانينا شوكةَ الاستعمار، بجميع أشكاله ومن مستعمرين مختلفين. لنا -ولجميع من تم استعمارهم- الحق في التعبير عن تبعات ذلك الماضي.
في "العالم القديم" الذي يُعد عالمنا العربي جزءًا منه، لطالما عانينا شوكةَ الاستعمار، بجميع أشكاله ومن مستعمرين مختلفين. لنا -ولجميع من تم استعمارهم- الحق في التعبير عن تبعات ذلك الماضي. إلا أننا، مقارنة بشعوب "العالم الجديد" في أستراليا والقارة الأميركية وبعض شعوب جزر المحيطات، ما زلنا نحافظ على قوام ثقافتنا متماسكًا ليشكل حلقة وصل تربطنا إلى أسلافنا من ناحية، وإلى أرضنا من ناحية أخرى (أو إلى كليهما في آن). فكلما مررتُ بواحات النخيل وسط الصحراء، أستحضرُ أبيات شعر قديم تتغنى بالملامح الجغرافية لشبه الجزيرة العربية. إنه امتداد ذهني جميل يختزل الأزمنة والعصور. يأخذنا هذا العدد الخاص إلى "حوض الأمازون"، أحد أهم المناطق البيئية في العالم، حيث يمتد تأثير المنظومة النهرية عبر مئات الكيلومترات داخل مياه الأطلسي. إلا أن هذا التأثير "المائي" الإيجابي لا يعني بالضرورة أن منطقة الأمازون بحالة جيدة؛ فلقد وصلت إليها موجات التغير المناخي وامتدت إليها يد الجشع البشري. ولا يَقِلُّ ذلك سوءًا عن "الانقراض الثقافي" الذي ما فتئ يعانيه سكان المنطقة الأصليون. وههنا أطرح السؤال: أنّى لثقافة تُعبّر عن العلاقة بين الإنسان وبيئته أن تختفي؟ إنه الاستعمار وما يتركه من مخلفات وتداعيات على الحاضر والمستقبل. أَنظرُ في معاجمنا ومؤلفاتنا فأجد أوصافًا ومفردات جمّة للإبل والخيل بلغتنا العربية، يتداولها سكان منطقتنا من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي، فأُدركُ أننا محظوظون برسوخ ثقافتنا ولغتنا العربية الجامعة.
قراءة ممتعة!