دروس وعِبَر في الغابة العائمة

مشهدٌ بعدسة طائرةٍ مسيَّرة للفيضان الموسمي لنهر "ريو نيغرو" في البرازيل، أكبر روافد نهر الأمازون، والذي سُمي بذلك الاسم نسبةً إلى مياهه المعتمة. عبر الأراضي المنخفضة لحوض الأمازون، تُؤدي الارتفاعات والانخفاضات الهائلة في منسوب الأنهار إلى إغراق الغابات ثم الكشف عنها.

دروس وعِبَر في الغابة العائمة

يشتهر حيوان الكسلان ببطئه على اليابسة، ولكنه قادر على السباحة برشاقة. ويعيش هذا الكسلان ذو الحلق البُني في بحيرة "أكاجاتوبا" بالبرازيل في موسم الأمطار وموسم الجفاف مثل البرمائيات؛ ويرى "كامبوس سيلفا" أن أهالي المنطقة مضطرون لفعل الأمر نفسه. إذ يقول: "يعيشون نصف العام على اليابسة، ونصفه الآخر على الماء".

دروس وعِبَر في الغابة العائمة

يمكن أن تغمر فيضانات الأراضي المنخفضة، والتي يصل ارتفاعها إلى 15 مترًا في موسم الأمطار، بعضًا من أكبر أشجار حوض الأمازون، مثل شجرة "الأربا" هذه، التي تُرى هنا من تحت الماء. حين يحل موسم الجفاف، تعود القرَدة والطيور المعششة للاستيطان في الأغصان التي كانت مغمورة تحت السطح سابقًا.

دروس وعِبَر في الغابة العائمة

تسبح سمكة "بوتاموتريغون موتورو"، وهي نوع من أسماك الراي اللاسعة التي تعيش في المياه العذبة، عبر المياه الضحلة لدى "محمية بوهوناوي الطبيعية" في كولومبيا. ويتدفق "أورينوكو"، وهو النهر الرئيس في بوهوناوي، شمال نهر الأمازون؛ ولكن خلال موسم الأمطار، يغمر هذان النهران العظيمان المنطقة قبل أن ينحسرا مع بداية موسم الجفاف.

دروس وعِبَر في الغابة العائمة

عالم بيئة برازيلي يتعلم ما لا يَعلم من أهالي نهر الأمازون

قلم: جواو كامبوس سيلفا

عدسة: توماس بيشاك

1 أكتوبر 2024 - تابع لعدد أكتوبر 2024

سمكة عملاقة بمظهر يعود لما قبل التاريخ تُشكل نافذةً نُطل منها على طبيعة الأمازون المعقدة. ذلك ما توصلت إليه من خلال عملي وسط الأراضي الخفيضة المغمورة بالمياه في البرازيل، عند منتصف الطريق بين جبال الأنديز والبحر. أما السمكة فهي "الأربيمة" العملاقة، المعروفة أيضًا باسم "البيراروكو" نِسبةً إلى مُقابِلَي كلمَتَي "سمكة" و"حمراء" بلغة السكان الأصليين. لسمكة الأربيمة لون رمادي مخضَر، على أنّ حراشيفها الحمراء تنتشر على طول ظهرها وتصبح ساطعة جدا عند حلول موسم التزاوج، وكأنها مضاءة من الداخل. وثمة أشياء كثيرة مذهلة يمكنني أن أخبركم بها عن الأربيمة: فهي تتنفس الهواء، على سبيل المثال، ويجب أن تصعد إلى السطح بين الفينة والأخرى لتستنشق الهواء. ولها حراشيف ضخمة صلبة مثل الدِّرع؛ وجلدها الناعم يُستخدم في صنع الحقائب والأحذية باهظة الثمن؛ وشريحة واحدة منزوعة العظم منها يمكن أن تزن 68 كيلوجرامًا؛ وهي أكبر سمكة مياه عذبة ذات حراشيف في العالم. ولقد أدرجتُ ذات مرة في إحدى مقالاتي العلمية صورة لعائلة من الصيادين مع سمكة أربيمة اصطادوها، حيث كان صبي يقف عند ذيلها وآخر عند خياشيمها؛ وقد وقف تسعة أشخاص جنبًا إلى جنب على طول تلك السمكة الممدودة الوحيدة.
لو كان بإمكاني نقلك عبر منطقة الأمازون إلى المكان حيث التُقطت الصورة الموجودة على هذه الصفحة -حيث تعلمت أن أرى في قصة الأربيمة نموذج استدامة يُحتذى لحوض الأمازون- فلا بد أن تكون جولتنا على متن قارب. ففي "الفارزيا"، وهي غابات منخفضات حوض نهر الأمازون، المجاري المائية هي طرق النقل، وترفع الأمطار الموسمية مستويات السطح إلى ارتفاعات قد تكون كارثية في أماكن أخرى. ومن الأمور العادية والطبيعية أن يبلغ ارتفاع الفيضانات تسعة أمتار. ومن الطبيعي أيضا أن تختفي حدود الجداول والبحيرات تحت تلك المياه المرتفعة وتظهر مرة أخرى مع انحسارها؛ فترى الأسماك تسبح بين أغصان "السوماوما" (القابوق)، وهي الشجرة الرمزية العظيمة لحوض الأمازون، التي كانت قبل بضعة أشهر تؤوي طيورًا مغردة. تُشيَّد البيوت فوق ركائز حوالي نهر "هوروا"، أحد الروافد العديدة التي تتعرج عبر حوض النهر قبل أن تصب في نهر الأمازون. وتتنقل العوائل المحلية بقوارب غالبًا ما تكون مزوَّدة بمحركات خارجية. وتُقلّ القوارب البخارية الأكبر حجمًا البضائعَ والوقود والركاب الذين يحملون معهم أراجيح شبكية لتعليقها من الخطافات والاسترخاء عليها. أمّا قارب العمل المسمّى "هيليا"، والذي يستخدمه "معهد هوروا" للتنقل بين مواقع البحث، فهو أيضًا مكتبنا الميداني المتنقل ومطبخنا ومكان نومنا (على أراجيح شبكية أيضا). لذا، نخصص لك حيّزًا لأرجوحة شبكية، وننطلق من "كاراواري"، وهي بلدة تقع على ضفة النهر وبها مطار صغير. يستغرق الأمر على متن هيليا زُهاء ثلاثة أيام عبر نهر هوروا المتعرج، للوصول إلى موقع الرسو. ومع ذلك، فإننا ما زلنا في مرحلة العبور؛ إذ نركب زوارق التجديف الآن، ومن ثم نستمر بضع ساعات أخرى في القيادة على طول الجداو

من النهر إلى البحر

من النهر إلى البحر

مصب نهر الأمازون ليس مجرد نهاية لأقوى أنهار العالم وأكثرها عنفوانًا، بل هو أيضًا بداية لعالم مدهش يصنعه الماء.

رمـوز، أساطير، محتالة.. وسارقة

رمـوز، أساطير، محتالة.. وسارقة

سواء أَرأينا الدلافين الوردية أشباحًا تُغيّر أشكالها أم لعنةً تؤْذي الصيادين، تبقى هذه الكائنات مهيمنة على مشهد الأمازون ومصباته. ولكن مع تغير المشهد البيئي للمنطقة، بات مستقبل أكبر دلافين المياه...

غابات تحت الماء

استكشاف

غابات تحت الماء

يراقب عالِمان ضغوط الفيضانات في غابات الأمازون المنخفضة.. ويسابقان الزمن لحمايتها ضد الظروف البيئية الشديدة التي ما فتئت تتزايد على مر السنوات.