لمساتٌ كريمة

كلمة رئيس التحرير

حسين الموسوي

حسين الموسوي

لمساتٌ كريمة

أَذكرُ شخصًا قال لي ذات مرة: "لم يسبق لي أن حضنت والدي قَط". قد لا يبدو هذا غريبًا على مسامعكم.. أليس كذلك؟

01 June 2022 - تابع لعدد يونيو 2022

يبدو أن محاسن "العمل من بُعد" بدأت تتجلى، مع التوجه العالمي لتطبيق هذا الأسلوب، وإنْ جزئيًا. ومن أكثر ما أُقدّر في العمل من البيت، كسب ذلك الوقت الذي أنفق جيئةً وذهابًا إلى مقر العمل. وقد لاحظتُ أيضًا أن للعمل من البيت تأثيرًا إيجابيًا على نمطي الغذائي؛ إذ ازداد اعتمادي على نفسي في تحضير الطعام بدلًا من طلب وجبات جاهزة قد لا تكون صحية. وثمة تغيّرٌ سلوكي آخر طرأ علي منذئذ؛ وذلك في وجود قِط لدي بالبيت: مَيلي المستمر للمسح على هذا الهرّ كلما أحسست بإجهاد أو ضغط نفسي. ولقد أدركتُ أن هذا اللمس الوديع يوَلِّد شعورًا إيجابيًا لدى كِلينا؛ فأنا أحس بالهدوء والسكينة، و"سامي" يموء بنبرة تُعبر عن إحساسه الواضح بالطمأنينة، حتى وإن داعبته في وقت خلوته حين يفضل الابتعاد عن الجميع! يتناول التحقيق الرئيس لعددكم هذا أهمية اللمس في استدامة صحتنا النفسية والوجدانية. إذ يعكف العلماء على استعادة هذه الحاسة -على صعوبة الـمَهمة وتعقيدها- لدى أولئك الذين فقدوها في أطراف أجسامهم. فأهمية اللمس كبيرة ولا يُقدّرها إلا من فقدها. في أميركا مثلًا، طالب حقوقيون بإلغاء الحبس الانفرادي لِما له من تداعيات قاسية وخطيرة بسبب حرمان الإنسان من حاجته الطبيعية إلى الاتصال البدني. أَذكرُ شخصًا قال لي ذات مرة: "لم يسبق لي أن حضنت والدي قَط". قد لا يبدو هذا غريبًا على مسامعكم.. أليس كذلك؟ فمجتمعنا العربي -على وجه العموم- يراعي "قواعد لمس" تبيح أشكال مصافحة وتقبيل محدَّدة. لكنها في الغالب لا تخرج عن نطاق غرس قيّم الاحترام والتقدير والتوقير، مثل تقبيل اليد والجبهة لكبار السن، وتبقى محدودةً قاصرة عن اقتحام مجال أَرحب في التعبير بلغة الجسد. قد يقول قائلٌ إن في التعبير الجسدي الحرّ العفوي الصادق عن العواطف انتقاصًا من رجولة المرء أو شكلًا من أشكال الضعف؛ أما أنا فأرد عليه ومن على شاكلته بهذا القول المأثور: "لا تكن ليّنًا فتُعصر ولا قاسيًا فتُكسر". أستحضر ههنا إحدى الشمائل الكريمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة: إذ إنه مضرب مثل في التعبير العفوي عن المشاعر تجاه الجميع. فلطالما رأيناه مُقبِّلًا بكل ودٍّ وحُنو يدَ أخيه المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان؛ ولطالما رأيناه معانقًا طفلًا أو يافعًا أو مُسِنًّا، ليُسبِغ عليهم عَطفَه ويحقق لهم هذه الأمنية. إنه درسٌ ملموس يعلمنا تخطي الحواجز التي تكبح التعبير عن حُبنا وإنسانيتنا. 

كلمة رئيس التحرير للأعداد السابقة

حسين الموسوي

حسين الموسوي

إننا نبني بيوتنا لنسكن فيها ثم تزول يومًا، أما المعابد فإنها تبنى لتدوم؛ ذلك أن العقائد تحوي في جوهرها ما هو أعظم من الإنسان، وما هو باقٍ بعد زواله.. هكذا يقول المعماري المصري "عبد الواحد الوكيل"، والذي يعد مرجعًا حيًا في مجال العمارة الإسلامية.

وحيشٌ في قفص الاتهام

كلمة رئيس التحرير عدد أغسطس 2024

وحيشٌ في قفص الاتهام

عندما أنظرُ إلى النصف الأول من عمري، أستحضر أشياء كثيرة كنت أتشاءم منها. من ضمنها الرقم 13، الذي يقترن بالفأل السيء لدى عدد من الثقافات، خاصة في اليابان، حيث يتفاداه الناس ما أمكن، إلى درجة أنك لا تجد "الطابق 13" في بعض المباني!

سكان الأرض الأوائل

كلمة رئيس التحرير عدد يوليو 2024

سكان الأرض الأوائل

اعتدنا تقديم أعداد خاصة مرتين على الأقل في العام، ودائمًا ما اكتست هذه الأعداد صبغة عالمية، ببُعد محلي (عربي). أما عددكم هذا، الذي يتطرق للسكان المحليين -أو الأصليين- حول العالم، فمختلف بعض الشيء. 

كلمـــــة

كلمة رئيس التحرير عدد يونيو 2024

كلمـــــة

يظن كثيرٌ من الناس أنه كلما زادت المسؤوليات المهنية للفرد، زادت ضغوطه النفسية. ثمة شيء من الصحة في هذا الاعتقاد، إلا أن الضغط النفسي، أو الإجهاد (Stress)، لا يقترن ضرورةً بحجم المسؤوليات وإنما بمدى قدرتنا على التحكم بمخرجاتها.

كلمـــــة

كلمة رئيس التحرير عدد مايو 2024

عصر الزجاج

عندما كنت في رحلة إلى قبرص الشهر الماضي، اغتنمت إجازتي للبحث عن هدية زواج ذات معنى لصديقَيَّ اللذين سيُقام حفل زفافهما صيفًا باليونان. وأنا أتجول بين أزقة مدينة لارنكا في يومي الأول بتلك الجزيرة.

جاري تحميل البيانات