تقترب رحلة المشي باتجاه مخيم الانطلاق لدى "أنابورنا" في نيبال من قمم جبال الهيمالايا.. ولكن من دون ظروف الاكتظاظ التي يشهدها جبل "إيفرست".
لا يجد المرء عند السير باتجاه منطقة التجمع في "أنابورنا"، مقارنة مع الرحلة المعروفة إلى مخيم الانطلاق في سفح "إيفرست"، إلا المرتفعات المنخفضة نسبيًا وعددًا أقل من رفقاء الطريق. لكنه يتيح لرواد المشي -على خلاف مسار أنابورنا الشهير- التوغل في أعماق سلسلة جبال أنابورنا، بدلًا من سَلك مسارب ملتفة حول محيطها.
عودة السياحة
تعد نيبال وجهة رائعة للرحلات بحكم أنها موطن لبعض أعلى القمم في العالم. وقد تسبب الزلزال المدمر في عام 2015 وتفشي الجائحة في إبعاد المسافرين عنها على مدار الأعوام القليلة الماضية، لكن المغامرين بدأوا حاليًا في شد الرحال إليها؛ إذ تقول المصورة "إميلي بولار" عن الرحلة باتجاه مخيم الانطلاق في أنابورنا التي تتيح فرصة الاستمتاع بمناظر مذهلة للقمتين الهائلتين، "دولاغيري" و"ماشابوتشاري": "إنه شعور حميم لأن الجبلين يبدوان متقاربين حقًا".
الدرب
إن السير باتجاه مخيم الانطلاق في أنابورنا مسار طويل يمتد عدة أيام، ويمكن تكييفه حسب الحاجة، ويُفضَّل سَلكه في الربيع أو الخريف لتجنب هطول الأمطار الموسمية. ويمكن لهواة المشي مسافات طويلة السفرَ بالطائرة إلى كاتماندو ومن ثم التوجه إلى مدينة بوخارى لبدء رحلة المشي إما بمفردهم أو بصحبة دليل. وتُعد المقاهي المحلية بمنزلة العمود الفقري لهذا الدرب، إذ تتيح أماكنَ إقامة ريفية وربط علاقات ثقافية وتناول الأطعمة. ويحظى طبق "دال بهات" التقليدي الشهي المكون من العدس والأرز، بشعبية خاصة بين رواد المشي التواقين إلى ملء فراغ بطونهم بقدر ما شاؤوا.
المشهد الطبيعي
يمر الدرب عبر مجموعة من المناطق البيئية، وتقع كلها داخل أول منطقة للحفظ في نيبال وأكبر منطقة محمية بها. ويتعرج الدرب عبر الغابات المورقة (يمكن للمرء أن يلمح أحد قردة اللنغور الرمادية النيبالية هنا)، وشلالات المياه والمصطبات الزراعية، قبل أن يفضي إلى منظر طبيعي يتشكل من واجهات صخرية شديدة الانحدار وقمم مكللة بالثلوج. تقول بولار: "كأن المرء يتجول في سيرك قوامه مدرج من الجبال يحيط بمخيم الانطلاق بأكمله".
بدأت مياه بحر آرال بالجفاف قبل 60 سنة مخلفةً وراءها صحراء مُجدِبة. ما الدروس المستفادة من هذه الكارثة البيئية، وكيف نتجنب وقوعها في أجزاء أخرى من العالم؟
في مرتفعات البيرو المكتنَفة بالغيوم، تبقى أطلال "تشوكيكيراو" -صعبة الوصول- بمنأى عن حشود الزوار المتدفقين إلى "ماتشو بيتشو". لكن ذلك قد يتغير قريبًا.