عندما نحرث بجد وصدق وأمانة، لا بد أن نحصد ثمار ذلك، ووقتها ستكون ثمار حصادنا مختلفة.. لا تشبه غيرها؛ كذلك كان حال فريق عمل مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية" الذي اشتغل بحب وإخلاص، فقطف ثمار جهوده في إعجاب وتقدير كل محبي المجلة من زوار معرض أبوظبي...
عندما نحرث بجد وصدق وأمانة، لا بد أن نحصد ثمار ذلك، ووقتها ستكون ثمار حصادنا مختلفة.. لا تشبه غيرها؛ كذلك كان حال فريق عمل مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية" الذي اشتغل بحب وإخلاص، فقطف ثمار جهوده في إعجاب وتقدير كل محبي المجلة من زوار معرض أبوظبي للكتاب أثناء دورته الأخيرة. كانت أياماً مفعمة بالنشاط والطاقة حصدناها من حضوركم وتقديركم لنا، فشكرا لكم، ولكل فريق العمل الذي أصر على أن يُعرف بالمجلة عبر منصتنا بنفسه، شكرا سميرة وسمير ورشيد ومحمد. ألف شكر وتحية إعزاز وتقدير لجهودكم.".. كمن يحرث في البحر"، نقول هذه العبارة لمن نجده يبذل جهدا جهيدا في عمل ما بلا فائدة تذكر. ولكن، هل يصلح حرث البحر فعلاً؟!
سؤال يعود بنا إلى أكثر من ثلاثة عقود خلت، حين قال عالم البحار الفرنسي جاك إيف كوستو: "يجب أن نلتفت إلى البحر بفهم جديد وتكنولوجيا جديدة.. علينا أن نستغله مثلما نستغل الأرض". واليوم، بات على العالم مضاعفة إنتاج البروتين لتأمين احتياجات 9 مليارات نسمة في أفق عام 2050؛ فهل يمكننا الاعتماد على المزارع السمكية في البحر والبر (أو الثورة الزرقاء) لحلّ المعضلة؟
استمرارا لسلسة الغذاء التي أطلقتها مجلة ناشيونال جيوغرافيك في مايو الماضي، يعرض عدد هذا الشهر أحدث ما توصل إليه البشر في مجال استزراع الأسماك، ومن ثم يقيس نتائج هذه الثورة الزرقاء بميزان الأرباح والخسائر. ليس هذا فقط، فالموضوع يطرح تساؤلات جادة من منظور آخر، من قبيل: هل سيفلت البحر من سوء استغلال البشر أم أن مصيره سيكون
كمصير البر؟
ومن استغلال البشر للبر والبحر إلى استغلال البشر للبشر، في تحقيق مؤثر جدا عن المنسيين الذين يزورهم قطار سيبيريا الطبي مرتين كل عام، بعد أن هجرتهم دولتهم إذ تخلت عن تطوير مشروع خط السكة الحديدية الرئيسي (بايكال-أمور) ليتحول إلى.. سكة للمنسيين. ونقرأ أيضا في هذا العدد موضوع "كلاب الوغى" الذي ينقل لنا تفاصيل حياة هذه المخلوقات التي تستخدمها القوات الأميركية عبر العالم مستغلة حاسة شمها المتطورة التي تفوق نظيرتها لدى البشر بأكثر من 100 ألف مرة. نتابع حكاية الكلب "زينيت" والمجند الأميركي "خوسيه" في موضوع شيق يحكي ما هو أكثر من بطولة حرب. وللعجب نصيب في عددنا هذا، يتجلى عبر غرائب حضارة الواري المطمورة في مدافنهم المهيبة؛ فإلى جانب كونها تشكل المراقد الأخيرة لأمراء هذا الشعب وملوكه ووجهائه، إلا أنها كذلك قبورٌ تشهد على إجرام وبشاعة إنسانية غريبة، في استكشاف يقوده فضول أستاذ حضارة الأنديز ذو الـ36 عاما رغم كل ما واجهه وسيواجهه من معوقات.