ذيـل مـذنـب

ومن جزيرة "فييكيس" في بورتوريكو، صورَّر "تافريشي" المذنب نفسه، والذي لم يُرصَد ما هو أسطع منه منذ عقود، لدى مروره عبر مشهد غروب يتشح بلون زهري فاتح.

مدغشقر

ومن الأرض، صور تافريشي أشجار "الباوباب" الشهيرة على خلفية مسارات النجوم المتشابكة التي تلتف حول القطب الجنوبي السماوي.

يلوستون

أثناء عبور "محطة الفضاء الدولية" فوق حدود ولايتَي مونتانا ووايومنغ، استخدم "بوتيت" تعريضًا ضوئيًا مدته 10 ثوانٍ عبر عدسته ذات الـ50 مليمترًا لتصوير الأرض وأحد جيرانها السماويين، "مجرة أندروميدا"، التي تقع على بعد 2.5 مليون سنة ضوئية فقط.

جزر الكناري

بسرعة ناهزت الثمانية كيلومترات في الثانية، مرّت "محطة الفضاء الدولية" فوق جزر الكناري، والتقط "بوتيت" صورة لمجرة "درب التبانة" وهي تبزغ فوق أفق الأرض.

يلوستون

وفي الوقت نفسه، يندلع "ينبوع كاسل" لدى "منتزه يلوستون الوطني" أمام خلفية من مسارات النجوم، في هذه الصورة المرَكَّبة المكوَّنة من 65 إطارًا والتي أنشأها "تافريشي".

جزر الكناري

ومن قمة بارتفاع 2400 متر لدى "منتزه كالدييرا دي تابوريينتي الوطني" في لا بالما، خلَّد "تافريشي" منظوره الخاص لبزوغ درب التبانة.

فوهة مانيكواغان، كندا

قبل أكثر من 214 مليون سنة، اصطدم كويكب بالأرض في كندا، مُكوِّنًا ما يُعرف باسم "عين كيبيك"(Eye of Quebec)، وهي فوهة واسعة بعرض 100 كيلومتر، ويمكن رؤيتها بوضوح من منظور "بوتيت" على متن "محطة الفضاء الدولية".

غرانـد كـانـيون

في خضم جهودهما لإلقاء الضوء على الموقع نفسه من منظورين مختلفين تمامًا، وجّه رائد الفضاء "دُونْ بوتيت" والمصور "باباك تافريشي" عدستيهما نحو صحراء جنوب غرب الولايات المتحدة. التقط بوتيت شرائط الضوء الساطع الناتجة عن أضواء مدينة لوس أنجلوس، فيما وجه تافريشي عدسته نحو السماء من موقع "غراند كانيون" (الأخدود العظيم)، ملتقطًا صورة شبه شخصية (بورتريه) لـ"محطة الفضاء الدولية" وهي تمر فوقهما. صورة مرَكَّبة من 200 لقطة (الصفحة التالية).

ذيـل مـذنـب

على الرغم من أن مسار المذنب (A3) لم يُقرِّبه إلى كوكبنا أكثر من 70 مليون كيلومتر، إلا أنه يبدو وكأنه يخترق الغلاف الجوي للأرض في هذه الصورة بعدسة "بوتيت".

غرانـد كـانـيون

صورةٌ لبوتيت بعدسة أحد زملائه على متن "محطة الفضاء الدولية" وهو يعدّ تجربة علمية.

فلـوريـدا

وفي ليلة مظلمة مرصعة بالنجوم، شاهد "تافريشي" عملية إطلاق مماثلة -هذه المرة لشُحنة عبر صاروخ "فالكون 9" لشركة "سبيس ظ إكس"- من "محمية جزيرة ميريت الوطنية للحياة البرية".

كوكبنـا الأزرق من..  الأعلى والأسفل

مع مرور السنين، امتلأت الفوهة بالماء لتُشكِّل "خزان مانيكواغان". عند الغسق في أحد الأمسيات على ضفة الخزان، صوَّب تافريشي كاميرته نحو الكون، مُبرِزًا شرائط الضوء النجمي المتعرجة.

شفق قوي

في 10 أكتوبر 2024، أضاءت عاصفة جيومغناطيسية قوية نصف الكرة الشمالي بألوان الشفق القطبي. هنالك هرع "بوتيت" إلى إحدى نوافذ "محطة الفضاء الدولية" لتصوير الدوامات الزاهية من الضوء الأخضر والوردي قبل أن تختفي.

فلـوريـدا

تتحرك الذرات والجزيئات في الغلاف الجوي العلوي للأرض بفعل ضوء الشمس، مُكوِّنةً وهجًا أحمر خافتًا في سماء فلوريدا. أمضى "بوتيت" زُهاء 600 يوم في الفضاء، وغالبًا ما كان ينطلق من قاعدة "كيب كانافيرال".

شفق قوي

لم يضطر "تافريشي" للسفر بعيدًا، فقد التقط الظاهرة نفسها، الدوامة الوردية، في مكان مرتفع بحيّه في مدينة "سالم" بولاية ماساتشوسيتس.

كوكبنـا الأزرق من..  الأعلى والأسفل

الذي تم إنشاء صورة شخصية له هنا من خلال دمج صورتين بانوراميتين التُقطتا عند قاعدة شجرة "باوباب" في مدغشقر.

مدغشقر

بفضل كثافة الغابات وقلة المدن الكبرى، تبدو مدغشقر متشحة برداء من الظلام عند مشاهدتها من منظور "بوتيت" على متن محطة الفضاء الدولية.

كوكبنـا الأزرق من.. الأعلى والأسفل

يُبدع رائد فضاء في "ناسا" ومُصور لدى ناشيونال جيوغرافيك أسلوبًا جديدًا كليًا لرؤية عالمنا، من خلال التقاط المشهد نفسه من منظورين مختلفين تمامًا.

قلم: مــاريــــنا كوريــن

عدسة: دون بوتيـــت و بــابــاك تــافريـــشي

1 أكتوبر 2025 - أكتوبر 2025 العدد

في وقت سابق من هذا العام، أنهى صديقان مصوران تصوير "غراند كانيون" بالولايات المتحدة، ثم شرعا في مناقشة ما يمكن أن يلتقطاه معًا بعد ذلك. كان "دُونْ بوتيت" متحمسًا لتوجيه عدسته نحو مدغشقر، فأرسل إلى صديقه "باباك تافريشي" رسالة نصية يمتدح فيها جمال المكان. لم يختلف تافريشي مع الفكرة؛ فقد تخيل أشجار الباوباب الشهيرة، ذات الجذوع السميكة والفروع المتشابكة، وهي تقف في مشهد آسر أمام سماء داكنة مرصعة بالنجوم. لذلك، ورغم إرهاقه من السفر الطويل، استقل رحلة من بوسطن إلى باريس، ثم أخرى إلى أنتاناناريفو، عاصمة مدغشقر، حيث أمضى ليلة قبل أن يستأجر سيارة ويتوجه إلى عوالم الباوباب النائية، عبر طريق ترابية تصطف على جانبيها عشراتٌ من تلك الأشجار العتيقة. أما رحلة بوتيت فكانت أيسر؛ إذ تنقل من غرفة إلى أخرى في "محطة الفضاء الدولية" متجهًا نحو النوافذ المطلة على كوكب الأرض. خلال مَهمة بوتيت التي استمرت سبعة أشهر في المحطة -وهو رائد فضاء منذ نحو 30 عامًا- عمل مع تافريشي، المصور والمستكشِف لدى ناشيونال جيوغرافيك، على مشروع مبتكر يقوم على تصوير الموقع أو الظاهرة نفسها من منظورين مختلفين تمامًا، أحدهما على الأرض والآخر على بعد 400 كيلومتر فوقها. وقد نسَّقا معًا عشر جلسات تصوير عبر أربع قارات؛ والنتيجة كانت سِجلًا كونيًا لكوكبنا، يضم مشاهد بديعة تجعل الناظر يشعر بثقل الأرض وخفة الوزن في آن واحد.
تَواصل الصديقان أول مرة بعد وقت قصير من أول إقامة لبوتيت لدى المحطة الدولية، في عام 2003. كان بوتيت، الذي مارس التصوير الهاوي مُذْ كان تلميذًا في الصف السادس، قد أحضر كاميراته الرقمية معه، واستعان ببعض المواد المتاحة في المحطة لصنع حامل كاميرا يتيح الثبات الكافي لالتقاط السماء ليلًا من دون تشوهات ناجمة عن ضوء النجوم. (ويُعد بوتيت، وهو عالِم رسمي، من أكثر رواد "ناسا" إبداعًا؛ فقد ابتكر ذات مرة كوبًا لتسهيل شرب القهوة في ظروف تكاد الجاذبية تنعدم فيها). في ذلك الوقت، كان تافريشي يعمل محررًا في مجلة "نجوم" الإيرانية؛ وكان قد بدأ التصوير الفوتوغرافي في سن المراهقة، مركزًا على السماء الليلية والعجائب الطبيعية التي تظهر بوضوح في غياب التلوث الضوئي. عندما وصلت صور بوتيت إلى الأرض، أرسل له تافريشي رسالة إلكترونية يثني فيها على عمله، وسرعان ما أصبحا صديقين يتبادلان الرسائل بانتظام. مرّت أعوام، ومع تحول مراسلاتهما إلى مشروع تصوير مشترك، اكتشف بوتيت وتافريشي أن اختلاف أسلوبيهما في سرد القصص البصرية عن الأرض يشكل ميزة كبيرة. شعر بوتيت، على وجه الخصوص، بمسؤولية مشاركة منظوره من المدار مع البشر على الأرض. قال: "نرغب بمشاركة هذه الصور مع أولئك الذين لا تتاح لهم الفرصة ليكونوا هناك في الفضاء".
خلال مسار مشروعهما، سعى الثنائي إلى تنسيق جلسات التصوير معًا، وهو ما تطلَّب قدرًا كبيرًا من التخطيط. كان عليهما مراعاة ميكانيكا المدار؛ ذلك أن بوتيت، من موقعه في محطة الفضاء الدولية، كان يدور حول الأرض كل 90 دقيقة، مُتساب

إنقاذ قصص حبيــسة  فـي الجـليد

إنقاذ قصص حبيــسة فـي الجـليد

هل يمكن استرجاع المعلومات التاريخية الحبيسة في الصفائح الجليدية القطبية قبل أن تذوب بالكامل؟

مستقبل الذاكرة

مستقبل الذاكرة

أصلية وحيوية، مع بعض الخلل الطفيف: إنها ذاكرة الإنسان وأحد أكبر ألغاز العقل المبهمة. لماذا نتذكر ما نتذكر وننسى ما نحاول جاهدين الاحتفاظ به؟ وهل يمكننا تحسين أداء ذاكرتنا؟ فما الذي أتى بي إلى هنا؟

مـن الرمل إلـى الصخـر

مـن الرمل إلـى الصخـر

مصورٌ فرنسي الأم، ياباني الأب، إماراتي الهوى يَجول بعدسته في ربوع الصحراء الرحبة ليلتقط ما تَغفل عيون الآخرين عن التقاطه.. على كل شموخه وهيبته.