الببر الهندي يغيّر جلده

في تشاندرابور، توجَد موائل الببور الرئيسة إلى جوار المزارع والبلدات والمدن. ومع ذلك، فإن الممرات الطبيعية التي تربط محميات المنطقة تتيح للببور عبورًا أكثر أمانًا عبر المناطق المتنامية، على الرغم من تضخم أعداد الببور.

الببر الهندي يغيّر جلده

في عام 2014، كان عدد الببور لدى "محمية سيميليبال للببور" بالهند لا يتجاوز الأربعة. من بين تلك الببور، وُجد ذكر وحيد يُدعى T12 (في الصورة)، والذي وُلِد بطفرة وراثية نادرة منحته فروًا داكن اللون في أغلبه. أسهم الببر (T12) في جهود إعادة مجموعات الببور لدى المحمية، لكنّ لون فروه الداكن انتقل إلى نسله؛ مما أثار قلقًا كبيرًا بشأن خطر التزاوج الداخلي.

الببر الهندي يغيّر جلده

كانت "جامونا" أولى الأنثيين اللتين نُقلتنا من محمية في تشاندرابور إلى سيميليبال، حيث وُضِعَت هذه الببرة في حظيرة للتأقلم. ويرجو المسؤولون أن تتزاوج هاتان الببرتان مع ذكور سيميليبال، ما سيُسهم في إنتاج جيلٍ من الببور ذات التنوع الوراثي الأغنى.

الببر الهندي يغيّر جلده

لتشجيع حركة انسيابية للببور على نحو مستمر بين مجموعاتها، شيَّدت الهند طرقًا سريعة مرتفعة وممراتٍ لعبور الحيوانات البرية، مثل هذا الممر الذي يربط بين محميتي "بينش" و"كانها". في هذه الصورة في الأسفل، يَظهر ببران وهما يعبران بحذر تحت الطريق السريعة الوطنية رقم 44.

الببر الهندي يغيّر جلده

في القرن الماضي، أسفرت مشاريع إزالة الغابات والتوسع العمراني عن تفكيك الموائل الطبيعية وقطع الممرات الطبيعية التي كانت تسهل التكاثر بين مجموعات الببور. وفي الوقت الذي تمكنت فيه بعض المحميات من الحفاظ على هذه الممرات أو إعادة تأهيلها، بقيت محميات أخرى معزولة.

الببر الهندي يغيّر جلده

لا تتم الموافقة على نقل أي ببر إلا عندما تكون مجموعة الببور المانحة قادرة على تحمل فقدان أنثى في سن التكاثر، بيد أن هذا الأمر لا يشكل خطرًا محدقًا في تشاندرابور، حيث يزدهر عدد الببور، وتغادر هذه السنوريات الكبرى المحمية بانتظام بحثًا عن الفرائس، وغالبًا ما تكون تلك الفرائس من الماشية والدواجن.

الببر الهندي يغيّر جلده

عالمة البيئة الجزيئية "أوما راماكريشنان" (على اليسار) تَدرس الحمض النووي المأخوذ من الببور الحية والنافقة، بمساعدة "أنوبام سينغ سيسوديا"، الذي ورث مجموعة من جلود الببور كانت بحوزة عائلته. وقد ساعدت هذه البيانات المسؤولين في تحديد الببور التي تمتلك أفضل الفرص لكسر دورة التزاوج الداخلي في محمية سيميليبال.

الببر الهندي يغيّر جلده

قبل مئة عام، كانت ببور الهند على حافة الانقراض، بيد أن أعدادها عادت إلى الارتفاع تدريجيًا. لكن ما لبث هذا النجاح البيئي أن اضمحل مع ظهور مشكلة جديدة في غاية الصعوبة، وهي الحاجة إلى إنقاذ عدد كبير منها من خطر الانهيار الوراثي.

قلم: براسينجيت ياداف

عدسة: براسينجيت ياداف

1 أكتوبر 2025 - أكتوبر 2025 العدد

استغرق الأمر خمسين يومًا من البحث قبل أن تبوح لنا الغابة بأعظم أسرارها. ففي تلك الأيام، كنا ننتقل بين الطرق المعبّدة بالحصى في "محمية سيميليبال للببور" بولاية أوديشا في شرق الهند، ونحن نبحث بين أشجار الغابة ذات الخضرة شبه الدائمة، طامحينَ لأن نصادف بَبْرًا مراوغًا يُعرَف باسم "تي 12" (T12)، والذي أصبح مظهره الفريد واللافت رمزًا لمجموعة ببور تعيش على مفترق طرق محفوف بالمخاطر. 
لم يسبق لشريكي في ذلك البحث، "راغو بورتي"، والذي يعمل في إدارة الغابات الإقليمية، أن رأى الببر "تي 12" من قبل في حياته. كما أن معظم زملائه لم يروه إلا من خلال الصور التي تلتقطها الكاميرات الآلية المخبَّأة المخصصة لدراسة حركة الحيوانات داخل المحمية. والحال أن رؤية ببور سيميليبال تتيح لمسؤولي الغابات فرصة اكتشاف أمراض جسدية قد لا تُكتشف عبر عدسات الكاميرات، وتُذكّرهم أيضًا بالهدف النبيل الذي يدفعهم لقضاء ساعات طويلة في التجوال بكل أرجاء المحمية تحت أشعة الشمس الحارقة. ولرصد "تي 12" قيمة كبيرة وخاصة، إذ إن هذا الببر المنعزل، الذي يبلغ من العمر عشرة أعوام، ويُعد الذَكر الأكبر سِنًّا في سيميليبال، كان حينها قطب الرحى في خطة لضمان استمرار الأجيال المستقبلية من الببور. 
في عصر اليوم الخمسين، ظهر فجأةً كائنٌ داكن اللون أمام شاحنتنا الصغيرة. وفي لمح البصر، ضغطتُ على المكابح، وإذا بي أرى ببرًا ضخمًا، بعرض الطريق، يحدق فيّ وفي راغو. كان ذَكرًا كبيرًا في السن، كما كان ذلك واضحًا من حجمه، وله الفراء الغريب والفريد تحديدًا الذي كنا نقتفي أثره في الغابة.
همس راغو بنبرة تأكيد: "إنَّه أَسود". أشار بيده بحماسٍ، وكرّر العبارة مُجددًا: "إنَّه أسود!".
كان للببر "تي 12" فراء داكن اللون يشبه عباءة رثة المظهر، مع خطوط خفيفة من اللون البرتقالي تظهر على جسمه، فضلًا عن بقع أكثر كثافة على وجهه وساقيه الأماميتين. يُعرف هذا التباين في خطوطه السوداء باسم "الميلانية الزائفة"، وهي طفرة وراثية نادرة لدى زُهاء نصف الببور (جمع ببر) الثلاثين أو نحو ذلك التي تعيش في محمية سيميليبال؛ وكذا علامة على مشكلة كارثية قد تنسف قصة نجاح في مجال صون الطبيعة. 
فعلى كل الزيادة الكبيرة في عدد الببور بالمحمية مقارنة بالعقود الماضية، إلا أن هذه السنوريات الكبرى تعاني عزلة جغرافية عن مجموعات الببور الأخرى؛ وكأنها جزيرة ببور، إن جاز التعبير، فضلًا عن تراجع خطير في مخزون مورّثاتها (جيناتها).
خلال الأسابيع التي أمضينا، أنا وراغو، نتجول في المنطقة بحثًا عن "تي 12"، كان هناك عمل جارٍ في مواقع أخرى للعثور على شريكة مناسبة لهذا الببر. وكانت تلك خطوة أساسية ضمن برنامج للتحسين الوراثي المستهدف يجري تطويره منذ أعوام ويمثل مَهمة مشتركة تجمع مسؤولي صون الطبيعة وفريقًا من خبراء علم البيئة البارزين في الأحياء الجزيئية وخبراء علم الوراثة، للعمل معًا من أجل إنقاذ ببور سيميليبال من خطر التزاوج الداخلي (Inbreeding) الذي يهدد بقاء هذا النوع.
وا






إنقاذ قصص حبيــسة  فـي الجـليد

إنقاذ قصص حبيــسة فـي الجـليد

هل يمكن استرجاع المعلومات التاريخية الحبيسة في الصفائح الجليدية القطبية قبل أن تذوب بالكامل؟

مستقبل الذاكرة

مستقبل الذاكرة

أصلية وحيوية، مع بعض الخلل الطفيف: إنها ذاكرة الإنسان وأحد أكبر ألغاز العقل المبهمة. لماذا نتذكر ما نتذكر وننسى ما نحاول جاهدين الاحتفاظ به؟ وهل يمكننا تحسين أداء ذاكرتنا؟ فما الذي أتى بي إلى هنا؟

مـن الرمل إلـى الصخـر

مـن الرمل إلـى الصخـر

مصورٌ فرنسي الأم، ياباني الأب، إماراتي الهوى يَجول بعدسته في ربوع الصحراء الرحبة ليلتقط ما تَغفل عيون الآخرين عن التقاطه.. على كل شموخه وهيبته.