دجاجة الأدغال التونغية  (Megapodius Pritchardii)

قد تبدو الأقدام الكبيرة للطيور من فصيلة "ذوات الأقدام الضخمة" (Megapode)، مثل دجاج الأدغال التونغي، ضخمة وخرقاء غير رشيقة، لكنها في الواقع ميزة في منتهى القوة. فهذه الطيور القصيرة البدينة التي لها حجم الدجاج العادي، تنتشر في جميع أنحاء أستراليا حيث عادةً ما تؤوي إلى الغابات أو الشواطئ المشمسة أو على مقربة من المناطق ذات الحرارة الأرضية. تستخدم هذه الدجاجة قدميها لبناء جحر رملي أو عش تلّي من النباتات المتحللة. بعد أن تفقس فراخ دجاج الأدغال التونغي، تستخدم أقدامها لتخلص نفسها من جحورها التي يمكن لعمقها أن يصل إلى 1.5 متر.

الثعلب الطائر الهندي  (Pteropus Medius)

للخفافيش أن تشكر الروائي الأيرلندي "برام ستوكر" وحكايات مصاصي الدماء المتنوعة، على سمعتها بوصفها وحوشًا مصاصة للدماء. لكن صورةَ الخفافيش الطائرة الهندية في أذهان البشر متضررة وسيئة، وذلك بسبب حجمها المخيف -فهي من أكبر أنواع الخفافيش- وعيونها الداكنة وأسنانها الحادة وميلها للتجمع بأعداد غفيرة. توجد هذه الخفافيش في الغابات والمستنقعات بجميع أنحاء جنوب آسيا، ويمتد وجودها حتى ميانمار، وتعيش في مستعمرات ضخمة، يتجاوز بعضها الألف. وتعتمد في نظامها الغذائي بالأساس على الفواكه والرحيق، مما يجعلها أيضًا من أكبر الملقحات الطبيعية في العالم.

غرير العسل  (Mellivora Capensis)

تنتشر هذه الحيوانات المفترسة الشرسة في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وكذلك في الشرق الأوسط وغرب آسيا، ولها سمعة مخيفة بفعل امتلاكها مجموعة من آليات التأقلم المثيرة للدهشة. على سبيل المثال، طوَّر غرير العسل مقاومة للسموم العصبية للثعابين السامة، ويتكون ربع غذائه تقريبًا من الثعابين. لكن حبه للعسل يدفعه أيضًا إلى مهاجمة خلايا النحل؛ ولحسن حظه، يحميه جلده السميك من مئات اللسعات التي قد تنجم عن ذلك. تُؤتي مهارة غرير العسل في الصيد ثمارها حتى لأنواع أخرى؛ فقد تتبعه حيوانات ابن آوى والصقور بحثًا عن وجبات أو لقيمات.

النسر الأذون  (Torgos Tracheliotos)

تعيش النسور، مثل نوع النسر الأذون، بين البشر منذ آلاف السنين في جميع القارات ما عدا أنتاركتيكا وأستراليا. ولكنها نظرًا لتغذيتها على بقايا الحيوانات النافقة، قد اكتسبت سمعة سيئة بوصفها ناقلة للأمراض. والعكس هو الصحيح تمامًا؛ فهذه الحيوانات القمّامة تمنع، من خلال التهامها اللحوم المتعفنة، انتشار العوامل المُمْرِضة التي تسبب الطاعون الدبلي والجمرة الخبيثة وغيرها من الأمراض. بل إنها تمنع الجيف من إطلاق عشرات ملايين الأطنان من غازات الدفيئة في الغلاف الجوي سنويًا. ونحن البشر مدينون بالكثير لطاقم التنظيف الأريش هذا.

قرد الململة  (Nasalis Larvatus)

تتميز ذكور هذا النوع من القرَدة بخطم ضخم لحيم يتدلى من الوجه. قد يبدو لنا هذا النتوء اللحمي مُضحكًا وغير عملي، لكنّ له غرضًا مهمًّا. الموطن الأصلي لهذه الرئيسات المصبوغة بلون الكراميل هو أدغال بورنيو الخصبة في جنوب شرق آسيا، حيث تعيش في جماعات كبيرة مُقسمة إلى مجموعات أصغر متنقلة تتألف من ذكور ثم حريم، أو مجموعات إناث وصغارها، يهيمن عليها ذكر واحد. قد تكون المنافسة شرسة على جذب انتباه الإناث؛ ويكسِب الذكر مجموعة حريم أكبر في حالة فوزه. وتنجذب إناث هذه القرَدة إلى الذكور ذوي الخطم الأكبر.

الكسلان ثلاثي الأظافر  (Bradypus Variegatus)

تُظهر الأوصاف المبكرة للكسلان سبب السمعة السيئة التي وصمت -منذ البداية- هذا الحيوان بطيء الحركة الذي يستوطن أميركا الوسطى والجنوبية. إذْ وصفته إحدى الروايات في القرن التاسع عشر بأنه "وحش خُلِق ناقصا"، مضيفةً أنه "يتميز، على القدر نفسه، بمظهره المُقزز وعجزه الفاضح". لا يستطيع الكسلان وقف نمو أنواع طحالب كثيرة في أخاديد فرائه الخشن المُتشابك، مما يُعطيه لمعانًا أخضر غريبًا. لكن هذا التأقلم الغريب سلاح سري؛ فالطحالب تُساعد على تمويه هذا الكائن الذي يقطن في ظُلة الأشجار.

ضفدع الثور الإفريقي  (Pyxicephalus Adspersus)

غالبًا ما نتجاهل البرمائيات اللزجة مثل الضفادع والسلمندر، وهي لا تحظى من هيئات صون الطبيعة سوى بتمويل ضئيل وغير متناسب مع عدد أنواعها المهددة بالانقراض. يُعد ضفدع الثور الإفريقي المنتفخ النوعَ الثاني كِبَرًا بين أنواع الضفادع في العالم؛ إذ يمكن أن يصل طول الذكر إلى 25 سنتيمترًا ووزنه إلى 1.8 كيلوجرام. ويمكن أن يبدو أكبر حجمًا؛ فعندما يشعر هذا الضفدع بالتهديد، فإنه ينفخ جسمه المتكتل لإخافة مفترساته.

آي آي  (Daubentonia Madagascariensis)

تتميز مدغشقر بتنوعها من حيث الرئيسات الجذابة، مثل الليمور الصاخب حلقي الذيل، لكن أكثر الشخصيات جاذبية في هذه الجزيرة قد تكون حيوانات "آي آي" غريبة الشكل. يتميز هذا المخلوق النحيل، كهذا الصغير البالغ من العمر 16 يومًا، بعينين ثاقبتين وذيل طويل وفرو خشن. إنه أكبر الرئيسات ليلية النشاط على وجه الأرض، وله مظهر مزعج للغاية، إلى درجة أن بعض البشر يعدّونه نذير شؤم ويقتلونه فور رؤيته؛ مما جعل أعداده في خطر. ولحسن الحظ، ثمة جهودٌ تُبذَل لتصحيح نظرتنا إليه، إذْ يُساعد حُماة الطبيعة والمزارعون أفراد المجتمعات المحلية على إدراك أن حيوانات آي آي مفترسةٌ فعّالةٌ لليرقات حفّارة الأوراق التي تُدمر أشجار القرنفل في ربوع هذا البلد.

سمكة الضفدع المشعَّرة  (Antennarius Striatus)

حجزت هذه المخلوقات ذات الشبه الخفيف بالعلاجيم مكانتَها بين غرائب المحيط منذ أواخر القرن السابع عشر، عندما اكتشف قبطان بحري هولندي وطاقمه سمكة ضفدع بين حطام سفينة غارقة. وقد صفها أحد علماء الطبيعة في القرن التاسع عشر بأنها "الأكثر تشوهًا وتنافرًا" من بين جميع الأسماك. تعيش أسماك الضفدع في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية في كوكبنا، ومعظمها مغطى بشبكة من الأشواك الخيطية التي تساعدها على التمويه والاختباء بين الصخور المكسوة بالطحالب والشعاب المرجانية عند صيدها الفرائس. وما قد يبدو لسمكة الضفدع قضمةً سريعة قد يكون مكسبًا للمنظومة البيئية. ففي منطقة البحر الكاريبي وخليج المكسيك (خليج أميركا)، تتغذى هذه السمكة على سمكة الأسد، التي تُعد نوعًا دخيلًا غازيًا يُهدد بنهمه الشديد صحة المنظومات البيئية ذات الأهمية الاقتصادية، كالشعاب المرجانية.

البزاقة النمرية  (Limax Maximus)

لا يُلام الناس على نفورهم من أي حيوان معدوم العمود الفقري. لكن بطنيات الأقدام (Gastropods) اللزجة، مثل البزاقات والحلزونات، تتمتع بمجموعة من آليات التأقلم المفيدة على نحو مدهش. فلدى البزاقة النمرية تاج في أعلى رأسها يتألف من أربعة مجسات ملتوية يتيح لها استشعار محيطها، فيما يساعدها سائلها اللزج على التزاوج. وقد استُلهم مخاط البزاقات، المكوَّن من الماء والبروتينات والإنزيمات ومُرَكّبات أخرى، لابتكار اللاصق الجراحي.

الجمال المكنون في الحيـوانـات غير الجميلة

ثمة حيوانات متضررة من سمعتها، سواءً أكان ذلك بسبب مظهرها الصفيق الوقح، أو عاداتها الكريهة في النظافة الصحية، أو سلوكها الفجائي. وبالطبع، فقد تكْمن قواها الخارقة أيضًا في صفاتها المميزة.

قلم: إيه. جاي. جيكوبس

عدسة: جويل سارتوري

1 July 2025 - تابع لعدد يوليو 2025

لا شك أن النسر الأصلع من أكثر المخلوقات إثارةً للاشمئزاز على وجه الأرض. ففي بعض الثقافات، تُعد كلمة "نسر" بحد ذاتها إهانة؛ إذ هي توصيف للشخص الاستغلالي الجشع. هذه السمعة السيئة للنسور الصلعاء مفهومة إلى حد ما. فبدايةً، هي ليست جذابة ولا جديرة بالعطف، لا سيما بأجسادها المنحنية ورؤوسها الصلعاء وعيونها الصغيرة اللامعة والشبيهة بحبّات الخرز. كما أنها تُمضي أيامها في أكل الحيوانات النافقة، وتفعل ذلك بطريقة مثيرة للغثيان، عن طريق ولوجها إلى الجيفة من أجزائها الرخوة كالدبر أو الفم أو الأنف. "لا ريب في أن النسور الصلعاء تعاني مشكلة متعلقة بصورتها"، تقول "دارسي أوغادا"، المستكشفة لدى ناشيونال جيوغرافيك ومديرة برنامج إفريقيا لدى "مؤسسة الشاهين" غير الربحية المعنية بصون الطبيعة. وتستطرد قائلةً إن صورة طائر أصلع وهو يحشر منقاره في دبر ظبي إفريقي لن تكون أبدًا اختيارًا جذابًا لغلاف مجلة. ينتج عن مشكلة "العلاقات العامة" لهذه الطيور عواقب وخيمة على أرض الواقع. فهذه المشكلة تجعلنا نتجاهل سلوك هذه النسور المدهش ودورها الحيوي في منظومتنا البيئية. فمن دون نسور، تحدث أمور سيئة. إذ تؤدي هذه الطيور دورَ منظفات للطبيعة بكنسها الجيف المتعفنة ومنعها انتشار الأمراض.
لِننظر مثلًا إلى وضع النسور الصلعاء المأساوي في الهند. فمنذ ثلاثة عقود، كادت أن تختفي بعد أن تسممت الملايين منها عن طريق الخطأ بدواء يُستخدم لعلاج الأبقار، والذي تَبينَ أنه سامّ للنسور. ونتيجةً لذلك، امتلأت الأرياف بجيّف حيوانات متعفنة مليئة بالجراثيم، تلوث الأنهار ومياه الشرب، كما زادت من أعداد الكلاب الوحشية الحاملة لداء الكلب. وتفيد دراسة حديثة نُشرت في "المجلة الاقتصادية الأميركية" أن انخفاض أعداد النسور اقترن بأكثر من نصف مليون حالة وفاة بشرية زائدة في عيّنة سكانية بالهند بين عامي 2000 و2005. في عالم مثالي، من المفروض أن تكون مشكلة اختفاء النسور الصلعاء أولويةً لدى حُماة الطبيعة. لكنها ليست كذلك. فحصة الأسد من أموال صون الطبيعة على مستوى العالم تذهب إلى عدد قليل من الأنواع الرائدة، وهي في العادة تلك الحيوانات الكبيرة مثل الكركدن والفيل والغوريلا؛ "أما البقية فتحصل على الفتات"، على حد تعبير أوغادا. والحيوانات التي تتصارع على هذا الفتات هي التي يمكن تسميتها بالأنواع المغمورة، أو لنَقُل قائمة المنبوذين. ونخصّ بالذكر هنا النسور الصلعاء وجرذان الخلد العاري، وقرود الململة ذات الأنوف المتدلية. إنها ليست جميلة. ولا مزركشة. وعادةً ما تقوم بأشياء مقززة مثل أكل البراز، وتلك عادة جرذ الخلد العاري. إنها النقيض التام لنجوم عالم صون الطبيعة، كالأسود والباندا والبطاريق والزرافات، والتي تتسيَّد الأفلام الوثائقية عن الطبيعة، وتَظهر على علب حبوب الإفطار، وتلعب أدوار البطولة في أفلام الرسوم المتحركة. ويُطلق حُماة الطبيعة على هذا الوحيش المميز "الحيوانات الضخمة الجذابة" أو "الأنواع الرائدة". وتُظهر دراسات عديدة أنها تحظى بحصة تبرعات منح

نيويورك.. تاريخ حافل بالقصص

نيويورك.. تاريخ حافل بالقصص

واكبت ناشيونال جيوغرافيك، على مرّ أكثر من قرن، صعود مدينة نيويورك النابضة بمظاهر الحيوية والتجدد.

هكذا يُسهم حيوان  قــشـري  متناهي الصغر في دعم الحياة بالمحيط الجنوبي..

استكشاف

هكذا يُسهم حيوان قــشـري متناهي الصغر في دعم الحياة بالمحيط الجنوبي..

ترسم عالمة البيئة البحرية "كيم بيرنارد" مظاهر التأثير الهائل لكريل القطب الجنوبي.

الجمال المكنون في  الحيـوانـات غير الجميلة

الجمال المكنون في الحيـوانـات غير الجميلة

ثمة حيوانات متضررة من سمعتها، سواءً أكان ذلك بسبب مظهرها الصفيق الوقح، أو عاداتها الكريهة في النظافة الصحية، أو سلوكها الفجائي. وبالطبع، فقد تكْمن قواها الخارقة أيضًا في صفاتها المميزة.