في غمرة التوسع العمراني لحواضر ولاية أريزونا الأميركية، يجري تدمير موائل بومة الجحور الغربية الصغيرة؛ مما يدفع حُماة الطبيعة إلى التفكير في حلول إبداعية لمساعدتها.
وُضع صندوق كرتوني صغير خاص بنقل الحيوانات الأنيسة على رقعة من عشب الصحراء وقد غُطِّي بمنشفة، فيما جلس مُنقذ حيوانات يدعى "إريك موراي" القرفصاء على كتلة خرسانية قريبة وراحَ يضبط قفازاته السميكة لبدء عملية إفراغ الصندوق. وبحركة سريعة، أدخل موراي يده في الصندوق وأخرج بومة صغيرة ذات ريش بني وأبيض مرقط. كانت البومة بالغة، إلا أن طولها لم يتجاوز 23 سنتيمًا تقريبًا، بساقين طويلتين نحيلتين ومخالب حادة. اتسعت عيناها الصفراوان الكبيرتان وهي تدير رأسها ببطء في زوايا غريبة لاستطلاع البيئة المحيطة. في ذلك اليوم الحار، تَجمَّع موراي ونحو عشرة متطوعين، مرتدين قفازات عمل وقبعات شمسية، في "مزرعة مارتن"، وهي قطعة أرض عشبية تبلغ مساحتها 97 هكتارًا في شمال غرب مدينة توسون بولاية أريزونا الأميركية، للمشاركة في نوع فريد من إطلاق الطيور. هنالك أَفرَد موراي أحد جناحي البومة بعناية للتأكد من أن جنسها أنثى، وقال: "إنها مخططة تمامًا حتى الأسفل"، مشيرًا إلى نمط داكن على طول الريش الداخلي؛ ثم التفت إلى مأوى مؤقت تم تركيبه حديثًا ويتخذ شكل خيمة بمساحة 3×3 أمتار مصنوعة من قماش تظليل أسود شفاف. رفع أحد أركان الخيمة وأطلق فيها ذلك المخلوق برفق.
ألقت البومة نظرة حول الخيمة وطارت برأسها أولًا على جدار من القماش، وحطّت على رقعة تراب حُفر حديثًا. هزّت قماش الخيمة وظلت تكرر ذلك مرارًا وتكرارًا.
هنالك قال أحد المتطوعين: "بوبريسيتا.. نو سابيه"، وتعني بالإسبانية (المسكينة.. لا تفهم). بعد ذلك، أضاف المتطوعون بومة أخرى إلى المأوى. فاستمر الطائران في الرفرفة باهتياج. وهذه العملية، على صعوبة مشاهدتها، تتكرر مئات المرات على مدار العام. وفي مزرعة مارتن، كانت هذه الخيمة واحدة من 25 خيمة متباعدة على طول هذا المكان. ففي الأعوام الأخيرة، أقنعت منظمة إنقاذ الحيوانات "وايلد أَتْ هارت" (Wild At Heart)، التي تقف وراء هذه العمليات، سلطات مدينة توسون بجعل هذه القطعة من الأرض محمية. ولدى هذه المنظمة سبعة مواقع نشطة في هذا المجال على أراض عامة وخاصة في أريزونا. وكان الأمل أن تتم إزالة الخيمة في غضون شهر واحد وأن تُعشش هذه الطيور هنا في هذا المكان.. أو بالأحرى تحته. وذلك لأنها من فصيلة بوم الجُحور (Athene cunicularia hypugaea)، وهي نوع طوّر مهارات التأقلم مع العيش تحت الأرض، لكنه مهدد بالانقراض على نحو متزايد. وبعد أن كانت بومة الجحور في زمن مضى واحدة من أكثر البُوم (جمع بومة) انتشارًا في القارة الأميركية، شهدت أعدادها انخفاضًا حادًّا على مرّ الأعوام المئة والخمسين الماضية. إذ تقلص وجودها اليوم إلى جزء ضئيل مقارنةً مع ما كان عليه في السابق، حتى أُدرجت على قائمة الأنواع المهددة بخطر انقراض كبير في كندا، والمهددة بخطر الانقراض في المكسيك وفلوريدا، وحظيت بدرجات حماية رسمية متفاوتة في معظم أنحاء الغرب الأميركي. ويرجع السبب في ذلك بالأساس إلى الزحف العمراني للحواضر والزراعة ذات النطاق التجاري، واللذين يلتهمان الأراض
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز
خبراء يسلطون الضوء على أهمية العوالق البحرية في النظام البيئي للمحيطات ويقدمون إرشادات متخصصة لإنقاذ الأحياء البحرية.
يودع إكبا، أول مركز بحثي دولي من الإمارات والخليج العربي، بذوره في القبو العالمي للبذور في سفالبارد.
هنا، تتناغم الثقافة اليابانية العريقة مع جمال الطبيعة والطعام الرفيع، لتخلق وجهات استثنائية تلهم كل من يزورهم.