الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تغزو الدماغ البشري!

يكشف التصوير المقطعي المحوسب الملون للدماغ عن الأوعية الدموية بداخله. توصلت دراسة جديدة إلى أن المواد البلاستيكية الدقيقة تتراكم بمستويات أعلى في أدمغة البشر مقارنة بالكبد والكلى. تصوير سامونيلا، مكتبة الصور العلمية.

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تغزو الدماغ البشري!

تكشف دراسة جديدة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة والنانوية تتراكم بمستويات أعلى في الدماغ مقارنة بالكبد والكلى.

6 فبراير 2025

تسللت الجزيئات البلاستيكية الدقيقة -التي يقل حجمها عن 5 مليمترات-، إلى البيئة بمعدل مقلق، وذلك مع زيادة استخدام البلاستيك عالميًا خلال العقود القليلة الماضية، حيث بلغ إنتاج البلاستيك الحالي أكثر من 300 مليون طن سنويًا. يُقدّر أن هناك حوالي 2.5 مليون طن من المخلفات البلاستيكية تطفو في محيطات العالم اعتبارًا من عام 2023، أي أكثر من عشرة أضعاف مستوياتها في عام 2005. وكشفت دراسة حديثة من Nature Medicine أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة والنانوية (MNP)— والأخيرة هي الأصغر حجمًا وتتراوح بين 1 إلى 1000 نانومتر— تتراكم بمستويات أعلى في دماغ الإنسان مقارنة بالكبد والكلى، كما أن نسبها أعلى في أدمغة الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالخرف. بينما يعرف العلماء أن هذه المواد البلاستيكية موجودة في أجسامنا، إلا أن تأثيرها على صحتنا لا يزال غير واضح. غالبًا ما تكون هذه الجزيئات غير مرئية للعين المجردة، آتية من منتجات بلاستيكية كقناني الصودا، أكياس التسوق، وعبوات الستايروفوم، وينتهي الحال ببعضها في الهواء. عادةً ما يحتوي الهواء الداخلي على المزيد من هذه الجزيئات مقارنة بالهواء الخارجي، وذلك بسبب تساقط جسيمات البلاستيك من الملابس والأثاث ومنتجات المنزل. بعد أن نستنشق هذه الجسيمات، يمكن أن تنتقل عبر الجسم وتستقر بأعضاء مختلفة. وقد أظهرت الدراسات وجود هذه الجزيئات البلاستيكية الدقيقة والنانوية في رئتي الإنسان، والمشيمة، والأوعية الدموية. كما أظهرت دراسة عام 2024 أدلة على أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة والنانوية يمكنها عبور حاجز الدماغ الدموي، وهو مرشح انتقائي يتحكم فيما يمكن أن يدخل الدماغ من مجرى الدم.

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة والنانوية في الدماغ
تؤكد الدراسة المنشورة اليوم وجود الجزيئات البلاستيكية الدقيقة والنانوية في الدماغ—وبمستويات مقلقة. فحصت الدراسة 52 عينة دماغ بشري من عامي 2016 و2024، تم أخذها جميعًا من القشرة الجبهية، وهي الجزء المسؤول عن الحكم واتخاذ القرارات وحركة العضلات. كانت عينات الدماغ والكبد من عام 2024 تحتوي على تركيزات أعلى بكثير من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة والنانوية مقارنة بتلك المأخوذة من عام 2016. تحتوي عينات الدماغ بشكل عام على 7 إلى 30 مرة أكثر من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة والنانوية مقارنة بعينات الكبد والكلى. من المنطقي أن تتراكم الجزيئات البلاستيكية الدقيقة والنانوية أكثر في الدماغ مقارنة بالأعضاء الأخرى، حيث إن الاستنشاق عبر الأنف وصولًا إلى الجزء من الدماغ المسؤول عن معالجة الشم، يمنح الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في الهواء طريقًا أكثر مباشرة إلى الدماغ مقارنة بالأعضاء الأخرى. من النتائج الملحوظة الأخرى أن مستويات الجزيئات البلاستيكية الدقيقة والنانوية كانت أعلى بنحو ثلاث إلى خمس مرات في 12 دماغًا من أشخاص تم تشخيصهم بالخرف. قد يرجع هذا الارتباط إلى أن الأشخاص المصابين بالخرف يميلون إلى أن يكون لديهم حاجز دماغي دموي لا يعمل بشكل جيد كمرشح كما في الأشخاص الأصحاء، مما يعني أن التركيز العالي للجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد يكون نتيجة للخرف بدلاً من أن يكون سببًا له.                                                                            

الآثار الصحية غير الواضحة والحلول الوقائية
بينما لا يفهم العلماء تمامًا الآثار الصحية للجزيئات البلاستيكية الدقيقة والنانوية في الدماغ، فإنهم يدعون إلى مزيد من البحث لفهم ما إذا كانت ضارة. أظهرت الدراسات أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في الشرايين يمكن أن تكون عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأن خلايا السرطان في المعدة قد تنتشر بشكل أسرع بعد الاتصال بالجزيئات البلاستيكية الدقيقة. بينما لا يوجد طريقة لتجنب التعرض للبلاستيك تمامًا، يوجد بعض الخيارات الشخصية الصغيرة التي يمكن أن تقلل من التعرض للجزيئات البلاستيكية: كتقليل استخدام البلاستيك ذي الاستعمال الواحد، تهوية المنزل جيدًا، وتنظيفه بالمكنسة الكهربائية بانتظام لإزالة الغبار والجزيئات البلاستيكية، وتجنب المنتجات التجميلية التي تحتوي عمدًا على الجزيئات البلاستيكية الدقيقة مثل المقشرات التي تحتوي على حبات بلاستيكية. يعمل العلماء أيضًا على تطوير حلول للحد من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في البيئة، كنوع من الديدان التي تأكل البولي ستايرين، والفطريات والميكروبات التي تقوم بتحليل البلاستيك في البيئة. كما يقوم العلماء بتطوير أنواع جديدة من الفلاتر لإزالة الجزيئات البلاستيكية الدقيقة والنانوية من مياه الشرب. من الجيد تطبيق مبدأ الوقاية، ورؤية ما يمكننا فعله لتقليل التعرض لجزيئات البلاستيك. 

جامعة السوربون أبوظبي ومركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ ينظمان مؤتمراً ومعرضاً لاستكشاف عالم العوالق البحرية الساحر

جامعة السوربون أبوظبي ومركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ ينظمان مؤتمراً ومعرضاً لاستكشاف عالم العوالق البحرية الساحر

خبراء يسلطون الضوء على أهمية العوالق البحرية في النظام البيئي للمحيطات ويقدمون إرشادات متخصصة لإنقاذ الأحياء البحرية.

رحلة عبر الزمن: بذور إماراتية في كبسولة الزمن الزراعية العالمية بالنرويج

رحلة عبر الزمن: بذور إماراتية في كبسولة الزمن الزراعية العالمية بالنرويج

يودع إكبا، أول مركز بحثي دولي من الإمارات والخليج العربي، بذوره في القبو العالمي للبذور في سفالبارد.

تجارب يابانية فاخرة: من الفنادق والمطاعم إلى العجائب الطبيعية

تجارب يابانية فاخرة في طوكيو وياماناشي: بين سحر المدينة وعجائب الطبيعة

هنا، تتناغم الثقافة اليابانية العريقة مع جمال الطبيعة والطعام الرفيع، لتخلق وجهات استثنائية تلهم كل من يزورهم.