يتطلب صنع هذه الكرة الأيقونية عملًا جماعيًا لأكثر من 100 حِرَفي يَنْكَبّون على التنفيذ المتقن لتصميم يعود إلى قرن من الزمان. فإليكم طريقة عملهم.
سيتابع أكثر من 100 مليون مشجع بشغف كبير اللاعبين المتنافسين وهم يسددون تمريراتهم اللولبية المتقنة في الملعب خلال مباراة "السوبر بول" التاسعة والخمسين (المباراة النهائية للبطولة السنوية للرابطة الوطنية لكرة القدم الأميركية) في شهر فبراير الحالي. فقد أصبحت هذه المباراة الكبيرة تقليدًا سنويًا يعتمد على كرة ذات تصميم لم يتغير كثيرًا منذ نشأة اللعبة في أواخر القرن التاسع عشر. فقد ظل حجم كرات دوري كرة القدم الأميركية وشكلها وملمسها كما هو منذ أكثر من 100 عام، مع استثناء واحد لا غير؛ وهو أنها من الناحية الفنية ليست "جلود خنازير"، لأن المصنعين تحولوا من استخدام مثانات الخنازير إلى جلود البقر. وقد لا يعرف المعجبون هذه المعلومة، لكنها لا تزال تثير دهشة الفيزيائيين؛ إذ قالت "رابيندرا ميهتا"، الرئيسة السابقة لقسم الفيزياء الجوية التجريبية لدى "مركز أبحاث أميس" التابع لوكالة "ناسا" في كاليفورنيا، إن استمرار استجابة التصميم الأصلي بصورة تامة للمتطلبات الحديثة لهذه الرياضة هو "مصادفة تاريخية. فلِكرة القدم هذه، مقارنة مع كرة البيسبول، شكلٌ يتسم بقدر أكبر من الديناميكية الهوائية من حيث التصميم". ولعل سبب ذلك يعود إلى أن كرة القدم الأميركية ليست كروية في واقع الأمر، بل إن لها شكلًا إهليلجيًا متطاولًا: فهي تتخذ شكلًا مستطيلًا ذا نهايتين مدببتين يُسَهل الإمساك بها. ويستطيع هذا الجسم شبه الكروي أن ينتقل مسافات كبيرة بفضل الطريقة التي يتدفق بها الهواء حوله. ولكن القائمين على تصنيع كرات دوري كرة القدم الأميركية هم أدرى الناس بالتفاصيل التي تضفي طابع الديناميكية الهوائية والمتانة على كل كرة. ففي مصنع "شركة ويلسون للسلع الرياضية" في بلدة أدا بولاية أوهايو، يعتمد زُهاء 120 حِرَفيًا على أيديهم لتصنيع هذا التصميم الذي صمد لاختبارات الزمن. وإليكم ما يحدث خلف الكواليس: فداخل هذا المصنع، تُدمَغ صفائح جلدية كبيرة لإضفاء ملمس حصوي (كالجِلد الذي تنتشر الحُبَيبات على سطحه). وتُنقش أيضًا بحروف W صغيرة على نقاط متباعدة لضمان أصالة المادة. وللحصول على شكل مستطيل، يُقطع الجلد إلى أربع قطع فردية على شكل أوراق الشجر ومدببة من كلا الطرفين. وتُخاط هذه القطع مع بعضها بعضًا من الداخل إلى الخارج؛ مما يجعل الدرز غير مرئية وأكثر متانة. ثم يُعرَّض الجلد للبخار حتى يصير رخوًا بما يكفي لقلبه إلى الخارج على الجهة المرغوبة.
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز
تكشف دراسة جديدة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة والنانوية تتراكم بمستويات أعلى في الدماغ مقارنة بالكبد والكلى.
يُعد نمل الخشب الأحمر بطل الغابة المجهول.. وربما يكون أيضًا أعظم مدير اجتماعي فيها.