قلــب بورنـيو الأخضر

يخيم ضباب الصباح على الغابات المطرية المنخفضة التي تكسو جبل بالونغ. يحتوي هذا المنتزه الوطني على تسعة موائل غابات متميزة، تتصاعد في سلسلة من المنحدرات الحادة، من أشجار القرم ومستنقعات الخث إلى قمم الجبال المكسوة بالطحلب.Russell Laman، مع طيّار الدرون،Tri Wahyu Susanto.

قلــب بورنـيو الأخضر

يتمتع "ضفدع والاس الطائر" بأوتار قدم كبيرة جدًا للانزلاق عبر الظُلة.

قلــب بورنـيو الأخضر

أنثى أورانغوتان تتغذى على التين الناضج في ظُلة غابة مطرية لدى "منتزه غونونغ بالونغ الوطني" في جزيرة بورنيو بإقليم كاليمانتان الغربية بإندونيسيا. توفر مساحة المنتزه البالغة 1080 كيلومترًا مربعًا سُبل العيش لنحو 2500 من هذه القرَدة المهددة بخطر انقراض أقصى، فضلًا عن 2500 نوع من الأشجار.Russell Laman، مع طيّار الدرون،Tri Wahyu Susanto.

قلــب بورنـيو الأخضر

يمكن للخنفساء "ثلاثية الفصوص" أن تظل "شابة إلى الأبد"، إذ تبقى في شكل يرقات طوال فترة البلوغ، ربما لتوفير الطاقة للتكاثر.

قلــب بورنـيو الأخضر

يغازل ذكر الأرغوس الأكبر، وهو أحد أكبر أنواع طائر الدرّاج في العالم (إذ يمكن أن يصل طوله إلى مترين، من المنقار إلى طرف الذيل)، شريكةً محتملة، باستعراضه الفخم لريش جناحيه العملاقين المكسو ببقع من عيون، فضلًا عن رقصات قصيرة. وتقوم الذكور بتشطيب العصي والأوراق لتشكيل "مسرح" لأداء العروض.

قلــب بورنـيو الأخضر

تجمّع يساريع شبيهة البزاقات يهدد المفترسات بشعيرات لاذعة.

قلــب بورنـيو الأخضر

يكاد ضفدع "بورنيو المقرّن" لا يظهر في فتات أوراق الشجر؛ إذ يمنحه تمويهه ميزة على الحشرات التي يصطاد. نقيق هذا الضفدع المميز هو أحد النداءات التي لا تُعد ولا تحصى وتغمر المشهد الصوتي المتنوع لهذه الغابة المطرية. يوجد هذا المخلوق في جزر أخرى مجاورة، إلا أن أكثر من 70 بالمئة من أنواع البرمائيات في غونونغ بالونغ تعيش في بورنيو فقط.

قلــب بورنـيو الأخضر

وفرس نبي في سيقان مموهة ذات أوراق نافقة يتربص بفرائس مثل الفراشات ونحل العسل والمن.

قلــب بورنـيو الأخضر

نادرًا ما يُرى نمر "سوندا الغيمي"، ولم يُدرَس إلا قليلاً، وهو عرضة للانقراض؛ وهنا يثير كاميرا آلية مخبّأة على مقربة من "محطة أبحاث كابانغ بانتي". تتمتع هذه السنوريات، التي تكون أنشط ليلًا، بمخالب عريضة وسيقان خلفية مرنة وذيول طويلة تؤهلها لتسلق الأشجار والنزول برأسها في المقدمة وحتى التدلي من الأغصان في أثناء الإمساك بفرائسها. وتُعرَف بأكلها كل شيء، من القرَدة والغزلان والخنازير إلى الأسماك وقطط الزباد والنيص.

قلــب بورنـيو الأخضر

تأكل قرَدة "الأوراق الحمراء"، ومنها هذه الأنثى مع صغيرها، ثمار التين طوال العام، ولكنها تأكل ثمارًا أخرى حين تنضج. ولقد تأقلمت هذه الرئيسات المعروفة بقهقهتها، على نحو جيد مع الغابات الثانوية الصغيرة التي شغلت الحيّز حيث قُطعت الأشجار القديمة.

قلــب بورنـيو الأخضر

أُطلق "غونونغ بالونغ" بوصفه مَحمية غابوية إندونيسية نائية، ثم تطور اليوم ليصبح منتزهًا وطنيًا مترامي الأطراف يحمي بعض أهم الغابات المطرية في العالم وكذا المخلوقات التي تتخذها موطنًا لها.

قلم: جينيفر هولاند

عدسة: تيم لامان

1 سبتمبر 2024 - تابع لعدد سبتمبر 2024

وأنا متدلية من حبل على ارتفاع 12 مترًا تقريبًا وسط متاهة من أغصان أشجار مورقة، نظرت إلى الأسفل وشككتُ في سلامة عقلي إذْ طلبت إلى الرجلين الموجودين في الأسفل أن يرفعاني إلى ظُلة هذه الغابة المطرية. كان أحدهما، وهو المصور "تيم لامان"، قد ربط حبلًا إلى سهم وأطلقه على غصن مرتفع. ثم قام هو ومساعده بتجهيز نظام بَكَرة لرفعي إلى مكان لا يحظى بزيارته إلا قليل من البشر. ومع كل حركة رفع من قِبَلهما، كان الحبل يصدر صريرًا، ويرتد فرع الشجرة أعلاه على نحو غير مستقر.
كان الهدف من هذه المغامرة هو بلوغ تَشعّب مرتفع في "شوريا" (Shorea) يبلغ طولها 45 مترًا، وهي جنس يندرج في خانته بعضٌ من أطول الأشجار في العالم، وموضع مثالي للنظر إلى أحد آخر الغابات المطرية المنخفضة المتبقية في جنوب شرق آسيا. يقع "منتزه غونونغ بالونغ الوطني" أسفل خط الاستواء مباشرةً، ويمتد على أراض محمية تبلغ مساحتها 1080 كيلومترًا مربعًا تؤوي جبلَي "بالونغ" و"بانتي" في الجزء الإندونيسي من جزيرة "بورنيو". (هذه الجزيرة مقسمة بين ثلاث دول: إندونيسيا وماليزيا وبروناي). وتم تحويل منطقة محيطة بجبل بالونغ أول مرة إلى محمية طبيعية في عام 1937؛ وظلت حدودها تتوسع على مرّ الأعوام، وفي عام 1990 جعلتها الحكومة الإندونيسية منتزهًا وطنيًا. وتؤوي اليوم تسعة أنواع مختلفة من الغابات المكدس بعضها فوق بعض عبر سلسلة من المنحدرات الحادة، تتنوع ما بين أشجار قرم (منغروف) ومستنقعات خث وغابات مكسوة بالطحالب لدى القمم الجبلية. بعد أن رفعني الرجلان إلى أعلى مستوى ممكن، صارت بقية التسلق على عاتقي. كان الأمر بطيئًا ومؤلمًا وأبعدَ ما يكون عن ذلك الاندفاع اليسير الذي رأيته لدى الرئيسات الأخرى إذ تتأرجح على قمم الأشجار. فبينما كنت أتسلق الحبل، شعرت بألم في ذراعي، وكان جورَبي الأيسر مثقلًا بالدم من لدغة علَقة وأنا أتصبّب عرَقًا. لكن كنتُ مدركةً أن الأمر يستحق العناء، بسبب من يعيش في ذلك العالم الأخضر الذي كان بالأعلى. وظللتُ طوال الأسبوع أستمتع بثرثرة القرَدة بين أوراق الشجر، ونعيق الغيبون، وصياح المكاك، بالإضافة إلى جوقات الطيور والضفادع ومعها أزيز الحشرات. ولأن ظُلة الغابة هي موطن لهؤلاء الموسيقيين، فقد وددتُ لو ألمح حيوانًا من على مجثم لدى مستوى نظره. والواقع أنني كنت متحمسة جدًا للقاء أكبر نجوم الجزيرة: الأورانغوتان. تُعدّ هذه الرئيسات ذات الشعر البرتقالي الزاهي، القرَدةَ العليا الوحيدة المتوطنة في آسيا؛ وأورانغوتان جزيرة بورنيو -واسمه العلمي (Pongo pygmaeus)- يجسّد منذ زمن بعيد روح غونونغ بالونغ إذ يؤدي دورًا حاسمًا في صحة غاباته. ويَجول زُهاء 2500 قرد منه على قمم الأشجار، وهو عدد جيد بالنظر إلى أن هذا النوع مهدد بخطر انقراض أقصى. وعندما قال لامان إن بمقدوره رفعي إلى حيث نطاق الأورانغوتان، غمرتني الإثارة. كنتُ عند ارتفاع 30 مترًا تقريبًا.

"بلانفورد" في وادي الوريعة بالإمارات

"بلانفورد" في وادي الوريعة بالإمارات

أثار اكتشاف كاميرات المراقبة الحساسة ثعلب "بلانفورد" الخجول والمهدد للانقراض، حماس الخبراء البيئيين، ضمن مبادرة "راقب الطبيعة"؛ إذ تم رصده في "وادي الوريعة".

عوالم الفُطريات العجيبة

عوالم الفُطريات العجيبة

توجد الفُطريات داخلنا، وعلينا، وفي كل مكان حولنا. وقد حان الوقت للتعرف إلى ما يجاورنا من فُطريات رائعة وتسخيرها لمصلحتنا.

فـي رِحـاب  قبة الصخرة

فـي رِحـاب قبة الصخرة

مصور فوتوغرافي يطوف في البقاع المقدسة لتِبيان روائعها وسرد قصصها.