عيش مع الخرف

تنظر "دونا بلاكمان" (89 عامًا) من مطعم ذي طراز يعود إلى خمسينيات القرن الماضي، وهو أحد الأماكن العديدة التي تثير الحنين في "غلينر تاون سكوير"، وهي منشأة لرعاية مرضى الخرف في بلدة شولا فيستا بكاليفورنيا. وما فتئت هذه المنشأة، التي تستند إلى العلاج بالذكريات، تفتح فروعًا في أنحاء شتى من الولايات المتحدة.

عيش مع الخرف

كانت "إليانور بادولا" (90 عامًا) سريعة الغضب، لكن الخرف خفف من حدة غضبها بصورة مفاجئة. تقول ابنتها "سينثيا لاكاس"، التي أخذت بادولا إلى منزلها في كاليفورنيا: "إنها تتمتع بعشق حياة لم أكن قَط أعلم بوجوده من قبل".

عيش مع الخرف

ورثت "نادية بيرجيس" (40 عامًا، إلى اليمين)، مرض الزهايمر الوراثي السائد، الذي أودى بحياة ستة من أفراد العائلة، منهم والد نادية. تتلقى نادية الرعاية من والدتها وكذا شقيقتها "ماريسا" (إلى اليسار) في المنزل بمدينة فلورنسيو فاريلا الأرجنتينية. لا تحمل ماريسا مورّثة هذا المرض.

عيش مع الخرف

ظهرت على "باما برادلي" علامات مرض الزهايمر الوراثي السائد (DIAD) في سن الـ25 عامًا، بعد ولادة ابنتها. عُمرها الآن 31 عامًا وتعيش في منشأة للرعاية طويلة الأمد بمدينة سبرينغفيلد الأميركية. يَدرس العلماء هذا الشكل النادر من الزهايمر الذي يصيب في الغالب من تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عامًا، وذلك سعيًا لاكتشاف أسرار نشأته وسُبل الوقاية ضده.

عيش مع الخرف

نزيلاتُ منشأة لرعاية مرضى الذاكرة في "كونتو"، وهو مجتمع للمتقاعدين في فنلندا، يحضرون مهرجان منتصف الصيف في بلدة قريبة وهن يرتدين أكاليل الزهور التقليدية. يقول "إييو أهولا" (حليق الرأس، في الصورة) الموظف لدى المنشأة: "إنهن يعشن حياة مفعمة بالنشاط".

عيش مع الخرف

كانت "بيسي ويليامز" تنتمي ذات يوم إلى مجموعة اجتماعية في لوس أنجلوس تُعرف باسم "السيدات الأنيقات". وعندما اكتُشفَت إصابة ويليامز بالخرف في عام 2008، أصبحت ابنتها "روبِن" مقدمة الرعاية المتفرغة لديها. توفيت ويليامز في عام 2022 حين شارفت على الـ99 عامًا.

عيش مع الخرف

يعاني "ملفين شانتز" (91 عامًا) وزوجته "ميمي" (90 عامًا) مرض الزهايمر، وهما متزوجان منذ 65 عامًا. حالة ملفين أقل تقدمًا، إلا أنه اختار الانضمام إلى ميمي في منشأة "إيجيس ليفينغ" لرعاية مرضى الذاكرة في مدينة لاغونا نيغيل بكاليفورنيا.

عيش مع الخرف

إن حالات الخرف آخذة في الارتفاع بجميع أنحاء العالم. ولا يوجد علاج لهذا المرض، لكنّ مُقدّمي الرعاية وعوائل المرضى يجدون طرقًا مبتكرة ليعيش هؤلاء بكرامة.

قلم: كلوديا كالب

عدسة: إيزادورا كوسوفسكي

1 مارس 2024 - تابع لعدد مارس 2024

لاحظت "جاكي فورهاور" وشقيقتها أن سلوك والدتهما بدأ يتغير في عام 2012. فلقد نسيَت "نانسي فورهاور"، فنانة زُجاج في أوائل السبعينات من عمرها، الاتصال بجاكي في عيد ميلادها. وفقدَت هاتفها. ولم تدفع فواتيرها. وعملت نسخًا متعددة من مفاتيحها. ومع اشتداد أعراض نانسي، صارت جاكي تتنقل جيئة وذهابًا بين منزلها في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا وميلفيل بولاية نيوجيرسي، حيث تطمئن على والدتها. وفي إحدى الأمسيات، وصلت جاكي لتجد شقة والدتها مغلقة. بعد بضع ساعات، في الساعة 10:30 ليلًا أو نحو ذلك، ظهرت نانسي بحقيبة سفر تحوي كومة من مواعيد الحافلات، ولعبة على شاكلة قطة، وأداة زينة مكسورة خاصة بالكريسماس، وحفنة كرات زجاجية، وهي القطع الفنية المميزة لدى نانسي. هنالك حَيَّتْ ابنتَها قائلة: "مرحبًا جاكي. ماذا تفعلين هنا؟". في وقت لاحق، أخبرت نانسي بنْتَيها أنها شعرت كما لو كان لديها "ثقب أسود في ذاكرتها". وتَبَيَّنَ أنه الخرف (Dementia). بعد تشخيص حالتها في عام 2017، أمضت نانسي أربعة أعوام في منشأتَين مختلفتين لرعاية مرضى الذاكرة. كانت أولاهما تعتمد على دواء مضاد للذهان يُستخدم غالبًا لعلاج المشكلات السلوكية لدى المصابين بالخرف. أما الثانية فكان لديها مقدمو رعاية رائعون، لكنهم كانوا قلائل ويفتقرون إلى التدريب على علاج الخرف، على حد تعبير جاكي؛ كما أن المنشأة اتسمت بالصرامة المؤسسية، حتى إنه عندما كانت نانسي تهم بالخروج إلى الحديقة، كانت الأبواب الثقيلة تُطلق إنذارًا. تقول جاكي، البالغة من العمر 43 عامًا: "منشآت الرعاية هذه ليست مستدامة. فهي لا تنفع مرضى الذاكرة الذين يتلقون الرعاية الآن، وحتمًا لن تنجح مع جَيلي أنا". يعاني اليوم زُهاء 57 مليون شخص في العالم داء الخرف، ويُتوقَّع أن يرتفع عدد الحالات إلى 153 مليونًا في أفق عام 2050. ومع حلول هذا التاريخ، يُرتقَب أن تبلغ تكاليف التطبيب والرعاية 16.9 تريليون دولار على مستوى العالم. وتُسهم عوامل عديدة في هذه الزيادة، أبرزها تزايد عدد كبار السن؛ وارتفاع عوامل الخطر مثل البدانة والسكري؛ وتفاقم تلوث الهواء، الذي تُظهر الدراسات أنه يضر بصحة الدماغ. وإذا ما أضفنا إلى ذلك انخفاض معدلات الولادة -ما يعني تراجع مساعدة الآباء المصابين ورعايتهم- فسنرى أزمة تلوح في الأفق. يقول "كينيث لانغا"، عالم أبحاث الخرف لدى "جامعة ميشيغان": "سيصبح الأمر أصعب فأصعب مع ارتفاع أعداد المصابين. ونحن بحاجة إلى إيجاد الحل". إن مبتغى مرضى الخرف اليوم، في المقام الأول، هي رعاية أكثر إنسانية؛ وذلك ما يشعر به بعمق كثيرٌ من الأفراد الذين يرعون هؤلاء المرضى. فهم يدركون الألم الناتج عن رؤية أُمٍّ تعاني للتحدث أو جَدٍّ أرمل يعتقد أن زوجته المتوفية ستعود إلى المنزل لتناول العشاء. كما أنهم ينظرون إلى ذويهم أو أصدقائهم المصابين بوصفهم أُناسًا وليسوا قائمة أعراض. وهذ القناعة المستندة إلى التجربة الشخصية، تغذي اليوم حركة تدعو إلى إلغاء ذلك النوع من الرعاية الذي عفا عليه الزمن واعت

وحيـش يأبى الثبات

وحيـش يأبى الثبات

ترقُّبُ اكتشافات الديناصورات يعني أن وجهة النظر بشأنها لا تفتأ تتغير.

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

استكشاف

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

وُهِبنا في هذه الحياة، نحن البشر وسائر المخلوقات الأخرى، أشياء مجانية كثيرة؛ لعل من أبرزها ضوء الشمس. ولكن هل تساءل أحدٌ منّا يومًا عمّا سيحدث لو أن الشمس اختفت من حياتنا؟

لحظات مذهلة

لحظات مذهلة

يحكي مصورو ناشيونال جيوغرافيك، من خلال سلسلة وثائقية جديدة تستكشف عملهم، القصصَ التي كانت وراء صورهم الأكثر شهرة.