هل نقبض على الكربون؟

بوجود أبراج تبريد كبيرة بما يكفي لاستيعاب برج "بيغ بن" في لندن بداخلها، تنتقل "محطة كهرباء دراكس" العملاقة في المملكة المتحدة من حرق الفحم إلى الاعتماد على كريات خشب الكتلة الحيوية. في نهاية المطاف، تقول الشركة الأم، إن منشأة يوركشاير هذه ستقوم باحتجاز ثاني أوكسيد الكربون من انبعاثات المداخن وتوجيهه إلى صهاريج تخزين عملاقة تحت بحر الشمال. لكن المنتقدين يتساءلون عمّا إذا كان حرق هذه المحطة للأخشاب "المتجددة"، وخاصة من غابات أميركا الشمالية، أفضل للبيئة من حرق الفحم.

هل نقبض على الكربون؟

هذه المنشأة الخاصة بالتقاط الكربون مباشرة من الهواء، تابعة لشركة "كلايمووركس" الأيسلندية -الأكبر من نوعها في العالم- وهي تزيل 4000 طن من ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي كل عام. وذلك يعادل الانبعاثات السنوية الصادرة من نحو 500 منزل؛ ليس ذلك بالكثير اليوم، ولكنه تمهيد للمستقبل.

كربون للاستهلاك

يسعى رواد الأعمال جاهدين لتحويل ثاني أوكسيد الكربون إلى منتجات يشتريها الناس، بما في ذلك الألماس. تقوم شركة (Aether Diamonds) بإنشاء الأحجار الكريمة من ثاني أوكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي بدلًا من التعدين المعتاد كثيف الاستهلاك للطاقة. وتزعم الشركة أنه "لقاءَ كل قيراط من الألماس ننتجه، هناك كمية أقل من ثاني أوكسيد الكربون في الهواء عمّا كانت عليه من قبل".

هل نقبض على الكربون؟

إن بلوغ مستوى الصفر من انبعاثات الكربون لن ينقذ العالم. إذ سنحتاج إلى إزالته على نطاق واسع جدا. وسيتطلب ذلك بذل جهد على مستوى الكوكب يضاهي أي شيء حققته البشرية على الإطلاق.

ملابس

لدى مختبر (Post Carbon Lab) في لندن، يصمم المؤسسان المشاركان "ديان جين لين" و"هانس هولستيرت" ملابس تقوم بعملية التمثيل الضوئي، باستخدام الأصباغ الجرثومية التي تزيل ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتطلق الأوكسجين. تقول لين: "الموضة كانت تقليديًا مبنية على علاقة استغلالية مع الطبيعة. نحن بحاجة إلى البدء في عكس مسار ذلك".

وقود

"ماذا تفعل بثاني أوكسيد الكربون المحتجز؟ يقول "نيكولاس فلاندرز"، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة (Twelve) التي تصنع وقود الطائرات من ثاني أوكسيد الكربون والماء: "الجواب هو أنه يمكنك تحويله مرة أخرى إلى المنتجات المفيدة التي كانت تُصنع من الوقود الأحفوري".

هل نقبض على الكربون؟

تقوم منصة بحرية تسمى "Transocean Enabler" بحفر آبار الحقن على عمق أكثر من كيلومترين تحت بحر الشمال، مما يؤدي إلى إنشاء شبكة من الخزانات تحت سطح البحر قادرة على امتصاص 1.5 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون سنويا، أي ما يعادل انبعاثات زُهاء 320 ألف سيارة.

12 تقنية لإزالة الكربون

العـودة إلى الأرضظهرت عدة طرق لإزالة الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه بأمان في التربة أو في أعماق الأرض. بعضها قد يحتجز الكربون مئات السنين، وبعضها الآخر سيعزله بصفة دائمة، وآخر سيحوله إلى طاقة. قد تستغرق العديد من هذه العمليات عقودًا من الزمن حتى تعمل على نطاق واسع.

هل نقبض على الكربون؟

يراقب علماءٌ مرفقَ تجارب يُعرف باسم "ميسوكوسم" قبالة سواحل النرويج، لمعرفة كيف تمتص مياه البحر ثاني أوكسيد الكربون من المواد القلوية. ويبقى السؤال المطروح، كما يقول "أولف ريبسيل"، قائد المشروع: "هل يمكننا تسريع هذه العملية الطبيعية على نحو كبير؟".

هل نقبض على الكربون؟

تستخدم شركة "فاكسا تِكنولوجيز" انبعاثات الكربون من محطة توليد الطاقة "هيليشيئي" بالقرب من مدينة ريكيافيك في أيسلندا، للمساعدة في زراعة الطحالب الدقيقة واستخدامها غذاءً أو مكملات غذائية. فقد تكون تربية الأحياء المائية التي تمتص ثاني أوكسيد الكربون خطوة مهمة نحو تقليل البصمة الكربونية الهائلة لإنتاج الغذاء.

هل نقبض على الكربون؟

إن بلوغ مستوى الصفر من انبعاثات الكربون لن ينقذ العالم. إذ سنحتاج إلى إزالته على نطاق واسع جدا. وسيتطلب ذلك بذل جهد على مستوى الكوكب يضاهي أي شيء حققته البشرية على الإطلاق.

هل نقبض على الكربون؟

في أعماق الأرض، تقوم آلة باستخراج المواد الخام لمصنع (Heidelberg Materials) الضخم، الذي ينتج 1.2 مليون طن من الإسمنت سنويًا. يُعد برنامجها لالتقاط ثاني أوكسيد الكربون جزءًا من مشروع (Longship) التابع للحكومة النرويجية لتقليل تأثير ثاني أوكسيد الكربون في العديد من الصناعات.

هل نقبض على الكربون؟

إن بلوغ مستوى الصفر من انبعاثات الكربون لن ينقذ العالم. إذ سنحتاج إلى إزالته على نطاق واسع جدا. وسيتطلب ذلك بذل جهد على مستوى الكوكب يضاهي أي شيء حققته البشرية على الإطلاق.

هل نقبض على الكربون؟

يحتجز عشب البحر والأعشاب البحرية الأخرى كمية منثاني أوكسيد الكربون أكبر من تلك التي تحتجزها الأشجار. تستكشف "كاميلا جابر"، خبيرة مكسيكية في الغوص الحر، غابة عشب البحر الهائلة قبالة تييرا ديل فويغو في الأرجنتين خلال رحلة استكشافية في عام 2022 لتحديد ما إذا كان من الممكن تضخيم غابات الطحالب الكبيرة تحت الماء في باتاغونيا لتصبح واحدة من أهم مصارف الكربون على هذا الكوكب.Maria Laura Babahekian

هل نقبض على الكربون؟

ينير ضوء متصل بطائرة مسيَّرة كوخَ إسكيمو مصنوعًا من الألومنيوم في حقل ضخم من الحمم البركانية بالقرب من مدينة ريكيافيك. وفي الداخل، تقوم شركة (Carbfix) الأيسلندية بتحويل ثاني أوكسيد الكربون المحتجَز إلى حجر، وهو ما يُعد معيارًا ذهبيًا لعزل ثاني أوكسيد الكربون، نظرًا لأنه تخزين دائم تقريبًا.

هل نقبض على الكربون؟

إن بلوغ مستوى الصفر من انبعاثات الكربون لن ينقذ العالم. إذ سنحتاج إلى إزالته على نطاق واسع جدا. وسيتطلب ذلك بذل جهد على مستوى الكوكب يضاهي أي شيء حققته البشرية على الإطلاق.

قلم: سام هوو فيرهوفك

عدسة: دافيدي مونتليونـي

1 ديسمبر 2023 - تابع لعدد ديسمبر 2023

على مرّ القرون القليلة الماضية، قمنا بالحفر والتقطيع والحرق والتنقيب والضخ والنزع والتشكيل والإنارة والإشعال والإطلاق والسياقة والطيران.. حتى أضفنا 2.4 تريليون طن من ثاني أوكسيد الكربون إلى غلافنا الجوي. وتلكم كمية من ثاني أوكسيد الكربون تُعادل ما ينبعث سنويًا من 522 مليار سيارة، أو 65 سيارة لكل شخص يعيش اليوم.
في وادٍ منعزل يشبه القمر، على بعد 30 كيلومترًا في ضاحية مدينة ريكيافيك بأيسلندا، تؤدي "إيدا أرادوتير" مَهمة إرجاع ذلك الكربون إلى نِصابه. إنها تعيد جزءًا صغيرًا منه اليوم، وكثيرًا جدا منه في الأعوام المقبلة. فمن خلال إرسالها ثاني أوكسيد الكربون إلى أعماق الأرض، تهدف إلى عكس مسار أحد أهم الأحداث الخطيرة في تاريخ البشرية: إطلاق كميات هائلة من الكربون الجوفي في شكل وقود أحفوري، شريان حياة الحضارة الحديثة.. وآفتها اليوم أيضا. ليس لديها وقت كثير، شأنها شأن بقيتنا جميعًا. فالطقس الشديد ودرجات الحرارة المرتفعة بفعل تغير المناخ موجودة بالفعل، ومن شبه المؤكد أنها ستتفاقم. داخل كوخ إسكيمو مصنوع من الألومنيوم على هذه البقعة من التربة البركانية، أرتني أرادوتير -وهي مهندسة كيمياء وخزانات تعمل رئيسة تنفيذية لشركة أيسلندية تدعى "كاربفيكس"- كيف يُخلط ثاني أوكسيد الكربون المحتجَز مع الماء، ثم يُضَخ من خلال نظام متطور من الأنابيب إلى عمق 750 مترًا أو نحو ذلك. هناك، يلتقي ثاني أوكسيد الكربون المذاب مع البازلت المَسامي، فتنشأ بقع بلون القشدة تتقاطر في الصخور النارية بالأسفل. ناولتني أرادوتير عيّنة أساسية لفحصها. تمثل كل تلك النقاط والخطوط طموحًا بسيطًا ولكنه في منتهى الجرأة والإثارة، لأنه وعلى ضآلة الكمية، إلا أن هذه النتفة من ثاني أوكسيد الكربون -التي تم انتشالها من الهواء، ومَعدنتُها وتحويلها إلى حجر- لم تعد تُسخن كوكبنا. ويعكف علماء ورجال أعمال مثل أرادوتير على تنفيذ مشروعات طموح -ومثيرة للجدل في بعض الأحيان- لإزالة ثاني أوكسيد الكربون من الهواء المحيط وحبسه بعيدًا. في ولاية أريزونا، أراني أستاذ هندسة "شجرته الميكانيكية"، التي يقول إن شجرة واحدة منها ربما تكون قادرة ذات يوم على القيام بعمل ألف شجرة عادية في احتجاز ثاني أوكسيد الكربون وتخزينه. وفي أستراليا، أخبرني أحد علماء المحيطات البارزين أن الأعشاب البحرية هي الخلاص، شريطة أن نساعدها على النمو في حدائق مائية عملاقة من عشب البحر وطُحلب "واكامي" التي يمكن أن تؤوي مليارات الأطنان من ثاني أوكسيد الكربون. وعلى سطح مبنى جامعي في زوريخ، قدم لي مخترع من الأوروغواي، وعيناه تبرقان، قارورة صغيرة من الوقود المصنوع من ضوء الشمس والهواء لا غير. ولعلّ هذا الأخير هو الأكثر إثارة للاهتمام من بين جميع أشكال احتجاز الكربون التي شاهدتُ، لأنه يشير إلى أننا قد نكون قادرين في يوم من الأيام على تسخير الكربون ضمن دورة حميدة مستمرة من الطاقة الخالية من الانبعاثات. ولربما ننجح في ذلك.. يومًا ما.
القاسم المشترك بين تلك الجهود هو أنها موجَّهة

اختلاف شخصيات الحيوانات وطباعها

اختلاف شخصيات الحيوانات وطباعها

بالإضافة إلى التحقيق في مفهوم العلامات المنفرة Aposematism، تعزز الدراسة الجديدة فكرة أن شخصيات الحيوانات من الفصيلة ذاتها تتفاوت ضمن مجموعاتها فعلى سبيل المثال، تم رش أحد ذئاب القيوط الذي يتسم...

هل تود معرفة ما الذي تحاول قطتك إخبارك به؟ تقنية حديثة تترجم مواء القطط

وحيش سلوك

هل تود معرفة ما الذي تحاول قطتك إخبارك به؟ تقنية حديثة تترجم مواء القطط

هل تقول قطتك "أحبك " أم تقول "أريد الطعام"؟ هذا التطبيق الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي يتعهد بتفسير ما تقوله القطط

هل تولد الحيوانات المفترسة بخوفٍ غريزي من الظربان؟

وحيش سلوك

هل تولد الحيوانات المفترسة بخوفٍ غريزي من الظربان؟

يدحض بحثٌ جديد الافتراض السائد منذ فترة طويلة بأن مزيج ألوان الظربان -الأبيض والأسود- هو ما يدفع الحيوانات ومن ضمنها القيوط للابتعاد عنها