كيكو أوكينيشي (52) هيروشيما   •   الجيل الثاني

أوكينيشي هي هيباكوشا من الجيل الثاني. نجت والدتها من قنبلة ناغازاكي، لكن أوكينيشي تعاني مرض الغدة الدرقية، والذي رجّح طبيبٌ أنه ناتج عن تعرض والدتها للإشعاع. كتبَت أوكينيشي (أعلاه): "شعرت بضرورة معرفة المزيد عن القنبلة الذرية وتاريخ والدتي". وهي الآن "دينشوشا"، أو وريثة تركة، تشارك تجاربها مع الآخرين بصفتها هيباكوشا.

هيديكي، يمين، وكيهارو كورويتا (37 و5) ناغازاكي   •   الجيل الثالث والرابع

كتب هيديكي في رسالته إلى الأجيال القادمة، المعروضة أعلاه: "أنا هيباكوشا من الجيل الثالث؛ ومع ذلك، لم أدرك الأمرَ كما ينبغي طوال حياتي. لا تزال هناك ندوب ظاهرة في جميع أنحاء ناغازاكي منذ زمن القصف، مثل الجدران المتفحمة. آمل أن ينقل زوار ناغازاكي قصص الرعب المرتبطة بالقنبلة الذرية". ذيَّلَت ابنتُه كيهارو رسالتَه هذه باسمها.

ذاكرة تأبى النسيان

كان توريكوشي في الرابعة عشرة من عمره عندما سقطت القنبلة، وقد كان أمام منزله يبحث عن الطائرات التي سمع هدير محركاتها. لكنه لم يرَ سوى نقطة سوداء. ثم "ملأَت كل محيطي كرةٌ من الضوء الساطع"، كما يقول في شهادته. هنالك شعر بحرارة شديدة على وجهه، وانجرف من قدميه وفقد الوعي. عندما استعاد وعيه، حاول إيقاف الإحساس بالحرقان بغمر نفسه في الماء، مما زاد الأمر سوءًا. كانت إصاباته شديدة إلى درجة أن الأطباء لم يكونوا يتوقعون أن يعيش بعد سن العشرين. ولكنه عاش عقودًا عديدة أخرى، وتوفي في عام 2018.

أكيتو كاواموتو (90) هيروشيما   •   نيوشي هيباكوشا

عندما انفجرت القنبلة، نجا كاواموتو من التعرض المباشر للإشعاع، لأنه كان يستقل قطارًا في طريقه إلى منزله بهيروشيما، آتيًا من جزيرة كيوشو. أمضى أيامًا في البحث عن زوجته في حطام المدينة. وقد نجت من الهجوم ولكن تم تشخيص إصابتها لاحقًا بـ"جينباكوشو"، أو المرض الناجم عن الإشعاع. يقول كاواموتو في شهادته على الإنترنت إنه عندما عاين معاناة زوجته، "سرعان ما أصبح ألمُها ألمي".

كوميكو أراكاوا (92) ناغازاكي   •   2.9 كيلومتر

فقدت أراكاوا، التي توفيت في عام 2019، والديها وأربعة أشقاء في القصف. قالت: "في سن العشرين، وجدت نفسي فجأة مطالبة بإعالة أفراد عائلتي الباقين على قيد الحياة".

ريوغا سوا (84) هيروشيما   •   نيوشي هيباكوشا

توفي والدا سوا في معبد والده البوذي، ولم تعد شقيقته ذات الـ 16 ربيعًا حينها إلى المنزل أبدًا. كان سوا "جينباكو كوجي" (وتعني يتيم القنبلة الذرية)، و"نيوشي هيباكوشا" (أي أنه تعرض للإشعاع على مقربة من مركز الانفجار بُعيد إلقاء القنبلة). قبل وفاته، في عام 2019، كتب سوا (أعلاه): "سيكون مثاليًا أن نُنَمّي فينا القدرة على تكريم بعضنا بعضًا بدلًا من الانزعاج من خلافاتنا".

ساتشيكو ماتسو (83) ناغازاكي   •   1.3 كيلومتر

تقول ماتسو باللغة اليابانية، أعلاه: "السلام هو أولويتنا الأولى". طلبت المصورة ساكاغوشي، ضمن مشروعها، إلى الناجين من القنبلة، أو الهيباكوشا، كتابة رسالة للأجيال القادمة. للاطلاع على ترجمات لجميع تلك الرسائل المعروضة هنا، وشهادات كاملة، وتفاصيل عن تجارب الهيباكوشا الأخرى، زوروا الموقع 1945project.com.

مينورو موريوتشي (80 عامًا*) ناغازاكي   •   4.8 كيلومتر عن مركز الانفجار حين إلقاء القنبلة

يقول موريوتشي: "في صباح يوم 9 أغسطس 1945، كنت جالسًا على قمة شجرة الكاكي العملاقة في الفناء الخلفي لمنزلنا، ألتقطُ حشرات السيكادا.. ثم انفجرت الشمس".

ذاكرة تأبى النسيان

يكرم مشروع هذا المصور أولئك الذين تغيرت حياتهم إلى الأبد بسبب القنبلة الذرية.

عدسة: هاروكا ساكاغوشي

1 سبتمبر 2023 - تابع لعدد سبتمبر 2023

ألقت الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على اليابان في أغسطس 1945، فمزّقت أوصال الناس وأحرقتهم حرقًا.

نزل الحطام والرماد على شكل غبار إشعاعي يسمى المطر الأسود. أشعلت الحرارة الشديدة لتلك الانفجارات حرائق هائلة دفعت الناس إلى الفرار إلى الأنهار، حيث غرق كثيرٌ منهم. وعند متم ذلك العام، بلغ عدد القتلى من مدينتَي هيروشيما وناغازاكي أكثر من 200 ألف شخص. لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد. فكثيرٌ من الذين نجوا في البداية استسلموا لاحقًا لأمراض ناجمة عن الإشعاع؛ وفي بعض الأحيان، عانى أطفالهم أيضًا أمراضًا ذات صلة بذلك. و"هيباكوشا" هو المصطلح الياباني لِـ "الناجين من القنبلة الذرية"؛ ولكن نظرًا للأضرار الدائمة للتعرض للإشعاع، ربما من الأدق ترجمة المصطلح بِـ "مرضى القنبلة الذرية".

يومَ قُصفت هيروشيما، كان عُمر والدتي ستة أعوام وكانت بالمنزل، على بعد نحو كيلومتر واحد عن مركز الانفجار (أي الرقعة التي سقطت فيها القنبلة مباشرة).. أو كذلك اعتقدتُ. لم تخبرني قَط عن تجربتها، ولم أسألها عنها قَط، لأن فكرة مواجهة ضعفها كانت تخيفني. فلقد شهِدتُ معاناة أمي طوال حياتها: مرض "مِنْيير" في الثلاثينات من عمرها، وفقر الدم في الأربعينات من عمرها، وسرطانات عديدة في الخمسينات من عمرها. توفيت في عمر ناهز الـ 62 عامًا. وأخبرتني خالتي لاحقًا أن والدتي ربما كانت أقرب إلى مركز الانفجار، في مدرسة ابتدائية حيث لقي مئات الأطفال حتفهم. توفي جدي بمرض إشعاعٍ حاد؛ وجدتي بسرطان الرئة. وأصيبت ابنة عمي، التي كانت والدتها في هيروشيما ذلك اليوم، بمرض مناعة ذاتية أودى بحياتها عندما كانت  في الخمسينات من عمرها.

كنتُ ممتنة لبلوغي سن الخمسين. فلم أعتقد مطلقًا أنني سأعيش كل هذا العمر. وإذْ يُدرك كثيرٌ من الهيباكوشا أهوال القنابل الذرية، فإنهم صاروا دعاة سلام. وقد تحقق مسعاهم جزئيًا في 22 يناير 2019، عندما دخلت "معاهدة الأمم المتحدة لحظر الأسلحة النووية" حيز التنفيذ؛ لكن لم تصدق عليها الولايات المتحدة ولا اليابان.

أسردُ قصص الهيباكوشا في المحاضرات الجامعية التي ألقي وفي الرحلات التعليمية التي أقود في اليابان. سافرَت المصورة "هاروكا ساكاغوشي" إلى هناك في عام 2017 للبحث عن الهيباكوشا المستعدين لمشاركة تجاربهم، والتي احتفظَت بها في مشروعها التوثيقي "1945". وتحتفي ساكاغوشي، المستكشفة لدى ناشيونال جيوغرافيك، بهذه المجموعة البشرية الآخذة في التقلص من خلال صور وشهادات ورسائل للأجيال القادمة. وأنا ممتنة لعملها هذا الذي يخدم هدفنا المشترك: الحث على عدم نسيان ذلك العدوان ومعاناة هؤلاء الأشخاص المستمرة.

اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية" أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab

من النهر إلى البحر

من النهر إلى البحر

مصب نهر الأمازون ليس مجرد نهاية لأقوى أنهار العالم وأكثرها عنفوانًا، بل هو أيضًا بداية لعالم مدهش يصنعه الماء.

رمـوز، أساطير، محتالة.. وسارقة

رمـوز، أساطير، محتالة.. وسارقة

سواء أَرأينا الدلافين الوردية أشباحًا تُغيّر أشكالها أم لعنةً تؤْذي الصيادين، تبقى هذه الكائنات مهيمنة على مشهد الأمازون ومصباته. ولكن مع تغير المشهد البيئي للمنطقة، بات مستقبل أكبر دلافين المياه...

غابات تحت الماء

استكشاف

غابات تحت الماء

يراقب عالِمان ضغوط الفيضانات في غابات الأمازون المنخفضة.. ويسابقان الزمن لحمايتها ضد الظروف البيئية الشديدة التي ما فتئت تتزايد على مر السنوات.