استير نوكاكآك غرين، يوبيئك - دار نونابيتسينغاك مورافيا لرعاية الأطفال في ألاسكا بين عام 1948 تقريبًا

استير نوكاكآك غرين، يوبيئك - دار نونابيتسينغاك مورافيا لرعاية الأطفال في ألاسكا بين عام 1948 تقريبًا. تقول "غرين": "ذات يوم جاؤوا وأخذونا.. جاء هؤلاء الأشخاص وتحدثوا إلى والدتي بواسطة مترجم. لقد كان الأمر بمنزلة قنبلة انفجرت في كياني". تعهدت غرين بحماية شقيقها، لكنها لم تستطع. "في البداية، فصلونا عن أمنا، ثم فصلونا عن بعضنا بعضًا. لم يكن في مقدوري القيام بأي شيء. مرت أعوام وأعوام حتى رأيت [شقيقي] مرة أخرى".

استلاب بحدّ السيـف

تعرض أطفال السكان الأصليين في أميركا الشمالية، على مرّ قرون من الزمن، لِما يشبه السبي من عوائلهم، ليُوضعوا في مراكز البعثات التبشيرية والمدارس الداخلية. أما طلاب هذه المراكز والبعثات السابقون ممن يظهرون في هذه الصور، فلم يبدأ إدراكهم فداحة ما حدث لهم إلا اليوم.

قلم: سوزيت بروير

عدسة: دانييلا زالكمان

2 مايو 2023 - تابع لعدد مايو 2023

لا تتذكر "باتريشا وايتفوت" كل شيء عن الوقت الذي أمضته في "مركز البعثة المسيحية لهنود ياكيما الأصليين"، وهي مدرسة داخلية في "محمية ياكاما للهنود الأصليين" بولاية واشنطن. تقول وايتفوت، التي تظن أنها كانت في الخامسة أو السادسة من عمرها آنذاك: "أتذكر الفارّات. كنت أشاهد الفتيات الأكبر سنًا وهن يهربن؛ وكان علينا جميعًا أن نحافظ على سرية استعداد الفتيات للهروب من مركز البعثة. وقد فعلنا". كما تتذكر وايتفوت، وعمرها الآن 73 عامًا، المبشّرين الذين قدِموا إلى منزل جديها في المحمية. وبعد ذلك بفترة وجيزة، وجدت نفسها في عنبر سكن مع فتيات أخريات من سكان أميركا الأصليين. وخلال الأعوام القليلة التي تلت ذلك، كانت حياتها سلسلة من القواعد الصارمة، والأعمال الزراعية، مع قليل من المودة التي كان يُظهرها مسؤولو مركز البعثة من البالغين. ما لم تستطع وايتفوت نسيانه هو ذلك الشعور المهيمن بالاختلاف والخوف والتسلط الذي طغى على طفولتها.

"لقد نشأتُ مع جدّاي لأمي، وقد كانا في غاية المحبة والرعاية والرأفة"، تقول وايتفوت، وهي مواطنة من "أُمة ياكاما" مع أصول من قبائل "تيدنابام" و"كليكتات" و"سكيين" و"سبوكان" و"ديني" (نافاهو). وتُردف قائلةً: "لكنني بدأت أدرك أن هناك خطبًا ما". كان تنتاب جدتها "نوبات" غضب تُفزع وايتفوت وشقيقاتها. لم يفهمن مصدر كل ذلك الغضب. تقول وايتفوت: ".. ثم بدأت جدتي تحدثني عن الموضوع". أدركت باتريشا شيئًا فشيئًا أن جدتها كانت تعاني آثار صدمة شديدة تعرضت لها في الفترة التي أمضتها في "مدرسة فورت سيمكو الداخلية للهنود الأصليين" في وايت سوان بواشنطن. وككل المدارس المماثلة في أنحاء الولايات المتحدة وكندا، كان لدى تلك المدرسة مَهمة [تبشيرية]، وهي تعليم أطفال السكان الأصليين وتنصيرهم ليتماهوا تمامًا مع أسلوب حياة الثقافة السائدة. غير أن الأدلة التي تم جمعها على مرّ العقود القليلة الماضية كشفت عن أن مئات الآلاف من أطفال هنود أميركا الأصليين، وسكان ألاسكا الأصليين، والأمم الكندية الأولى، وأطفال هاواي الأصليين، قد أُجبروا على الالتحاق بهذه المدارس التي لا علاقة لها في الغالب الأعم بالتعليم أو بالمسيحية. ومن منظور هؤلاء السكان الأصليين، كانت هذه المدارس تجسيدًا مستمرًّا لكوابيس مروعة من ممارسات التحول الثقافي القسري وسوء المعاملة وعمالة الأطفال والتعذيب.. ممارسات ما تزال تخيم على العوائل والمجتمعات الأصلية حتى يومنا هذا.

منذ اللحظة التي ألقى "كولومبوس" فيها مرساة سفينته قبالة شواطئ جزر "البهاما" في أواخر القرن الخامس عشر، أصبح أطفال السكان الأصليين بيادق في معركة إخضاع نصف العالم الغربي والسيطرة عليه. وكان المبشرون الأوروبيون، الذين يعملون بموجب مراسيم باباوية تجيز "مذهب الاكتشاف"، قد طفقوا يُبعدون أطفال السكان الأصليين عن آبائهم من خلال إنشاء مدارس تبشيرية لم يَعْدُ الأطفال فيها أن يكونوا عمالًا غير مأجورين. في نظام البعثات التبشيرية، كانت كلمة "التعليم" ترمز إلى الإرغام على التحول إلى الكاثوليكية. كان أطفال أميركا الأصليون رهائن بحكم الأمر الواقع؛ إذ عانوا ممارسات العبودية، والسخرة، والعمل لسداد الديون، والعنف، والاعتداء الجنسي. "العبودية الكنسية" أو هكذا وصفها تاجر بريطاني بعد زيارة مراكز البعثات في ولاية كاليفورنيا. وقد استمرت هذه الانتهاكات الوحشية لحقوق الإنسان التي ارتكبتها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية على مرّ قرون. واصلت حكومة الولايات المتحدة استخدام "التعليم" أداةً لإخضاع شعوب أميركا الأصلية. وعمد "قانون صندوق حضارة الهنود الأصليين" لعام 1819 إلى ضخ الأموال الفدرالية نحو الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية لتأسيس مدارس داخلية "لتعريف [قبائل الهنود الأصليين] إلى عادات الحضارة وفنونها". أما عمليًا، فقد كان ذلك يعني الاستئصال الثقافي والإجبار على التحول الديني. وقد أدت هذه السياسة في النهاية إلى إنشاء مدارس داخلية تديرها الحكومة، بدءًا من عام 1879 بِـ "مدرسة كارلايل الصناعية للهنود الأصليين"، التي أسسها "ريتشارد برات"، ضابط الجيش الذي أصبحت تجاربه في ممارسات الإدماج على السجناء من السكان الأصليين مخططًا مؤسِّسًا لما عُرف باسم "تعليم الهنود الأصليين". وقد كانت مَهمة برات المعلنة هي: "اقتل الهندي الأصلي في داخله وأنقذ الإنسان".

قُبض عُنوةً على أطفال من السكان الأصليين لا تتجاوز أعمارهم أربعة أعوام. وسُجن آباؤهم الذين قاوموا، وحُرموا من حصصهم الغذائية التي تُوزع عليهم في محمياتهم، عقابًا لهم. وفي عام 1886، رفضت قبيلتا "ميسكاليرو أباتشي" و"جيكاريلا أباتشي" تسليم أطفالهما إلى "فليتشر كاوارت"، العميل الأميركي المعني بالهنود الأصليين. وقد ذكر كاوارت أن "شرطة الهنود الأصليين اضطرت لمطاردتهم والقبض عليهم وكأنهم طرائد من الأرانب البرية".

اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab

وحيـش يأبى الثبات

وحيـش يأبى الثبات

ترقُّبُ اكتشافات الديناصورات يعني أن وجهة النظر بشأنها لا تفتأ تتغير.

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

استكشاف

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

وُهِبنا في هذه الحياة، نحن البشر وسائر المخلوقات الأخرى، أشياء مجانية كثيرة؛ لعل من أبرزها ضوء الشمس. ولكن هل تساءل أحدٌ منّا يومًا عمّا سيحدث لو أن الشمس اختفت من حياتنا؟

لحظات مذهلة

لحظات مذهلة

يحكي مصورو ناشيونال جيوغرافيك، من خلال سلسلة وثائقية جديدة تستكشف عملهم، القصصَ التي كانت وراء صورهم الأكثر شهرة.