اللوالب، والخطوط، والتناظرات.. في كل أشكال الطبيعة، نرى أن الأنماط الشكلية تساعد الحيوانات على الاندماج في محيطها أو البروز فيه والتألق.
بعضها يُظهرها صارخة بشكل لافت للنظر، وبعضها الآخر يفضلها خافتة لطيفة؛ وبعضها يتباهى بها، وبعضها الآخر يتماهى بها.. إنها الأنماط والخطوط التي يشتهر بها بعضٌ من حيواناتنا المفضلة. إذْ ما قيمة البُـبُور أو الحمير الوحشية -مثالًا لا حصرًا- إن كانت بلا خطوط؟ وعندما يتعلق الأمر بالأنماط التي تجتمع فيها الألوان الزاهية، فلا شيء يتفوّق على الطيور. فطائر تناجر الفردوس، والتوراكو أحمر العُرف، والعصفور شمعي المنقار الأخضر، وطبعًا ببغاء المكاو الشهير.. جميعها يزدان بفيض من الألوان: درجات متفاوتة من الأحمر والأخضر والأزرق، جُعلت في أنماط منسقة تنبض بالحياة. ولكن ليست الألوان وحدَها على تلك الدرجة من الأهمية؛ إذ بمقدور الأسوَد والأبيض والرمادي أن توفّر تنوّعًا وفيرًا. على سبيل المثال، تندمج أفعى كريت مالاي شديدة السم مع محيطها بأشرطتها البيضاء والسوداء. ولطائر تمّ أميركا الجنوبية جسمٌ أبيض بياض الثلج يعلوه رأسٌ بلون أسود فاحم. أما سمكة السكّين المهرّجة فتبدو كأنها تزدان بنوافذ دائرية بيضاء وسوداء على طول جانبيها الفضّيين. وبينما تتبجح بعض الطيور بألوانها الزاهية، نجد أن ببغاء التيمنه وكوكاتو كارنابي الأسود يتسربلان بالرماديّ الفاتح. بالمقابل، هناك أنماط أخرى مستوحاة من البيئة المحيطة؛ وتلكَ استراتيجيات للاندماج والتماهي والتخفّي. ومن ذلك أنّ الرُّقَط الغبشاء لقرش السلسلة القطّي تحاكي تَراقص الأشكال التي يرسمها النور والظلال على قاع المحيط. أما السمك مشقوق الزعنفة فيلمع لمعانَ ضياء الشمس على سطح الماء. وتتزين صدفة سلحفاة الخشب بأشكال فسيفسائية تستمد ألوانها الترابية من أوراق الشجر الساقطة التي تزحف فيها. وتغطي فأر الأعشاب خطوطٌ ليتماهى مع بقايا الزرع المحصود التي يعيش فيها؛ وللجندب الأميركي عروقٌ لامعة كالأوراق التي تتساقط حوله؛ وتحمل حراشف الحية السوطيّة ألوانَ الغابة المطرية التي تسعى فيها. وكلٌّ من هذه الأنواع تظهر عليه أنماطٌ وخطوط من البيئات التي يعيش فيها.
وهكذا نرى أن مملكة الحيوان تموج بعدد لا يحصى من الأنماط والخطوط؛ نرى في بعضها غاية أو فائدة، وبعضها الآخر يبدو أشكالًا وألوانًا اعتباطية امتزجت بتوليفاتٍ لا حصر لها.. لتجسّد فنّ الطبيعة.
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز
بالإضافة إلى التحقيق في مفهوم العلامات المنفرة Aposematism، تعزز الدراسة الجديدة فكرة أن شخصيات الحيوانات من الفصيلة ذاتها تتفاوت ضمن مجموعاتها فعلى سبيل المثال، تم رش أحد ذئاب القيوط الذي يتسم...
هل تقول قطتك "أحبك " أم تقول "أريد الطعام"؟ هذا التطبيق الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي يتعهد بتفسير ما تقوله القطط
يدحض بحثٌ جديد الافتراض السائد منذ فترة طويلة بأن مزيج ألوان الظربان -الأبيض والأسود- هو ما يدفع الحيوانات ومن ضمنها القيوط للابتعاد عنها