لم تخلف الجائزة عادتها في الضرب بكل التوقعات عرض الحائط، وذهبت عكس التيار، لتصل إلى العالمين الأميركيين "ديفيد جوليوس" و"أردم باتابوتيان.
5 أكتوبر 2021
ليس جديدًا أن تأتي الأسماء الفائزة بجائزة نوبل في الطب على خلاف كل الترشيحات والتوقعات، فالتنبؤ بمن سيفوز أمر صعب للغاية، لأن القائمة المختصرة تكون سرية، وكذلك المرشحين، ولكن هذا العام كان الخبراء يميلون بشكل كبير إلى ترشيح فوز تقنية "الرنا مرسال" المستخدمة في انتاج أكثر من لقاح لـ "كوفيد -19 "، وكانوا يقولون إن التنبؤ وإن كان صعبًا، إلا أن تلك التقنية التي ساعدت في انقاذ حياة الآلاف، تملك حظوظًا واسعة.
ولم تخلف الجائزة عادتها في الضرب بكل التوقعات عرض الحائط، وذهبت عكس التيار، لتصل إلى العالمين الأميركيين "ديفيد جوليوس" و"أردم باتابوتيان"، لاكتشافاتهما حول كيفية إدراك جسم الإنسان لدرجة الحرارة واللمس، وهو الأمر الذي استغربه المجتمع العلمي، بل لم يصدقه الفائزان أنفسهما، حيث استقبلا خبر فوزهما بكثير من الدهشة وقليل من الصدمة، كما قال "توماس بيرلمان" الأمين العام لجائزة نوبل في بيان صحفي أصدرته إداره الجائزة صباح 4 أكتوبر 2021.
وتأتي دهشة العالمين من أن المجتمع العلمي كان ينتظر إعلان فوز عالمين ساعدا على تطوير تقنية "الرنا مرسال"، والتي استخدمت في لقاحات "كوفيد -19 "، و أنتجتها شركة موديرنا الأميركية، وفايزر الأميركية وشريكتها الألمانية بيونتك. وكان قد تم اكتشاف التقنية عام 1961، لكن الأمر استغرق عقودًا من العلماء لعلاج بعض مشاكلها مثل عدم الاستقرار والتسبب في حالات التهابية، وكانت بورصة التوقعات تذهب في اتجاه العالمين اللذين ساعدا على تطويرها وهما، "كاتالين كاريكو" المجرية المولد والأميركي "درو وايزمان"، غير أن المفاجأة جاءت في تجاوز هذا الإنجاز الذي ساعد على إنتاج سريع جدًا للقاحات. وتعتمد تلك التقنية على قيام الحمض النووي الريبي بحمل رسائل تطالب خلايا الجسم بتصنيع البروتين المهم لفيروس كورونا (بروتين سبايك) وذلك لتحفيز جهاز المناعة للتعرف على الفيروس عند إصابة الشخص به.
وبينما يستغرق تطوير اللقاحات التقليدية التي تُدخل فيروسًا ضعيفًا أو ميتًا لتحفيز جهاز المناعة في الجسم، مزيدًامن الوقت، أنتجت شركة "موديرنا" أول حقنة لقاح قائم على تقنية (الرنا مرسال) بعد 63 يومًا، وهو ما ساعد بعض الدول الغنية على إنتاج عدد كبير من الجرعات ساعدت على عودة الحياة إلى طبيعتها. وفي الوقت الذي يعيش فيه العالم بقلب أزمة جائحة "كوفيد -19" والتي كانت ترجح كفة هذا الإنجاز، كانت الجائزة من نصيب اكتشاف آخر يتعلق بكيفية إدراك جسم الإنسان لدرجة الحرارة واللمس. وحدد العالمان "ديفيد جوليوس" و"أردم باتابوتيان" الفائزين بالجائزة بشكل منفصل مستقبلات في الجلد تستجيب للحرارة والضغط، ويعمل الباحثون على عقاقير لاستهدافها. ويأمل البعض أن تؤدي هذه الاكتشافات في النهاية إلى علاجات للألم تقلل من الاعتماد على المواد الأفيونية التي تسبب الإدمان.
وقالت لجنة نوبل إن "جوليوس" من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو استخدم مادة الكابسيسين، المكون النشط في الفلفل الحار، للمساعدة في تحديد مستشعرات الأعصاب التي تستجيب للحرارة، ووجد "باتابوتيان"، من معهد سكريبس للأبحاث بكاليفورنيا، مستشعرات حساسة للضغط في الخلايا التي تستجيب للتحفيز الميكانيكي. وقال توماس بيرلمان، الأمين العام للجنة، في إعلانه عن الفائزين: "إن هذا يكشف حقًا أحد أسرار الطبيعة، إنه في الواقع شيء مهم لبقائنا، لذا فهو اكتشاف مهم للغاية وعميق."
وأوضحت اللجنة أن عملهما ساهم في فهم كيف يمكن للحرارة والبرودة والقوة الميكانيكية أن تبدأ النبضات العصبية التي تسمح لنا بإدراك العالم من حولنا والتكيف معه، ويتم استخدام هذه المعرفة لتطوير علاجات لمجموعة واسعة من الحالات المرضية، بما في ذلك الآلام المزمنة.
ورغم عدم إعلان فوز تقنية "الرنا مرسال"، إلا أن بعض العلماء الذين لم ينخرطوا في التفاؤل الزائد بشأن منحها الجائزة، لسابق خبرتهم مع جوائز نوبل التي تخالف دومًا التوقعات، قالوا في تقرير نشرته وكالة "رويترز" قبل أيام من إعلان الجائزة إن فوز هذه التقنية "مجرد مسألة وقت"، وإذا لم يتم الاعتراف بالعمل الذي تم القيام به في تطوير اللقاحات عند الإعلان عن جائزة هذا العام في 4 أكتوبر 2021، فستفوز بالجائزة في السنوات القادمة. وقال "علي ميرازامي"، الأستاذ بقسم الطب المخبري في معهد كارولينسكا في السويد: "ستحصل هذه التقنية على الجائزة عاجلاً أم آجلاً ، وأنا متأكد من ذلك.. السؤال هو متى".وأضاف متهكمًا: قد يكون العالمان اللذان طورا التقنية صغارًا جدًا، وعادة ما تنتظر لجنة (نوبل) حتى يبلغ الحاصلون على جائزة نوبل الثمانينيات من العمر".
وذهب "ديفيد بندلبري" كبير محللي الاستشهادات المرجعية في " معهد كلاريفيفيت للمعلومات العلمية"، والذي يقوم بتنبؤات نوبل من خلال النظر في عدد المرات التي يتم فيها الاستشهاد بأوراق العلماء الرئيسية من قبل أقرانه إلى أنه من السابق لأوانه منح العلماء وراء لقاحات (كوفيد -19) تقدير نوبل. وقال:" إن لجنة نوبل محافظة بالفطرة وتنتظر عادة ما لا يقل عن عقد من الزمان، إن لم يكن عدة عقود، قبل منح العضوية لناديها الحصري".
بإعلان فوز "ديفيد جوليوس" و"أردم باتابوتيان" تكون أميركا قد حافظت على سيطرتها على جائزة نوبل في الطب، حيث لم تغب عنها سوى عامين فقط، وفيما يلي قائمة جوائز نوبل في الطب خلال العشر سنوات الأخيرة:
2020: الأميركيان هارفي ألتر وتشارلز رايس، مع البريطاني مايكل هوتون، لاكتشاف فيروس التهاب الكبد الوبائي سي، ما أدى إلى تطوير اختبارات الدم الحساسة والأدوية المضادة للفيروسات.
2019: وليام كايلين وجريج سيمينزا من الولايات المتحدة والبريطاني بيتر راتكليف لوضع أساس فهمنا لكيفية تفاعل الخلايا مع مستويات الأوكسجين المختلفة والتكيف معها.
2018: عالما المناعة جيمس أليسون من الولايات المتحدة وتاسوكو هونجو من اليابان، لاكتشاف كيفية تحرير مكابح الجهاز المناعي للسماح له بمهاجمة الخلايا السرطانية بشكل أكثر كفاءة.
2017: علماء الوراثة جيفري هول ومايكل روسباش ومايكل يونغ لاكتشافاتهم حول الساعة البيولوجية الداخلية التي تحكم دورات اليقظة والنوم لمعظم الكائنات الحية.
2016: يوشينوري أوسومي من اليابان لعمله على الالتهام الذاتي - وهي عملية تأكل فيها الخلايا نفسها - والتي عندما تتعطل يمكن أن تسبب مرض باركنسون ومرض السكري.
2015: وليام كامبل، أميركي ولد في أيرلندا، وساتوشي أومورا من اليابان وتو يويو من الصين لأبحاثهم التي ساعدت في علاج الملاريا والدودة المستديرة.
2014: البريطاني المولد جون أوكيفي وإدوارد إي موسر وماي بريت موسر من النرويج لاكتشافهم كيف يتنقل الدماغ باستخدام "نظام تحديد المواقع الداخلي".
2013: توماس سي سودهوف، أميركي ولد في ألمانيا، وجيمس إي روثمان وراندي دبليو شيكمان من الولايات المتحدة للعمل على كيفية تنظيم الخلية لنظام النقل الخاص بها.
2012: الياباني شينيا ياماناكا والبريطاني جون بي جوردون لاكتشافات توضح كيفية تحويل الخلايا البالغة مرة أخرى إلى خلايا جذعية.
2011: بروس بوتلر من الولايات المتحدة، وجول هوفمان، وهو مواطن فرنسي ولد في لوكسمبورغ، ورالف شتاينمان من كندا للعمل على جهاز المناعة في الجسم.
قارنت دراسة حجم منطقة ما تحت المهاد لدى أشخاص من مختلف الأوزان ووجدت أنها "تزداد بشكل ملحوظ" في المشاركين الذين يعانون من السمنة.
قال باحثون إن دراستهم تشير إلى أن مكملات فيتامين [د] قد تقلل من حدوث الأمراض القلبية الوعائية الرئيسة، وخاصة احتشاء عضلة القلب، وانسداد الأوعية التاجية.
لم تعد هذه التعليمات الجينية القديمة قادرة على إحياء فيروسات كاملة، ولكنها يمكن أن تخلق أجزاء من الفيروسات تكفي لجهاز المناعة لاكتشاف التهديد الفيروسي