في المجر، البلد المحصور معدوم المنافذ البحرية، يعد قضاء إجازة على شاطئ بديل -في أكبر بحيرة بوسط أوروبا- تقليدًا راسخًا لدى مرتادي "البحر المجري".
تسعى مصورة فوتوغرافية إلى التقاط ما يقترن بجوهر فصل الصيف بين ألوان المياه الضحلة الفيروزية لبحيرة "بالاتون" المجرية.
كانت "زوفيا بالي" تُمضي فصل الصيف خلال طفولتها رفقة عائلتها في بحيرة "بالاتون" بغرب المجر. لم يكن العديد من المجريين في ذلك الوقت يستطيعون -على حد قولها- تحمّل تكاليف السفر إلى بلدان أخرى؛ لذا كانت البحيرة ملاذا لهم يحمل سمات الغرائبية. أما لدى فئة أخرى فكانت البحيرة فرصة لالتقاط الأنفاس والاسترخاء. فخلال الفترة الممتدة من ستينيات القرن الماضي إلى ثمانينياته، كانت العائلات الألمانية التي فصل بينها "جدار برلين" تجتمع على شواطئها لقضاء إجازتها. وكان يُطلق عليها اسم "البحر المجري".
ولايزال المجريون إلى اليوم يقضون إجازاتهم عند البحيرة؛ فيما تعود المصورة بالي إلى التقاط جانب مميز فيها، وهو ضحالة مياهها؛ إذ لا يزيد عمقها على بضعة أمتار عند طرفها الجنوبي. وذلك ما يجعلها مكانًا مناسبًا للعائلات والأطفال، كما تقول بالي، ولمن يخجلون من الكاميرا كذلك: إذ يتيح عمق البحيرة للناس تحديد مقدار ما يودون إظهاره من أجسامهم وما يودّون إخفاءه منها تحت المياه.
لكن شكل البحيرة الطويل والنحيل أيضًا يستدعي اللجوء إلى بعض الحيل الفوتوغرافية. فبالي تُوجه كاميرتها دائمًا إلى الأفق من جهة الشمال؛ ومع اقتصار الخلفية على الماء، يعطي الشاطئُ الانطباعَ بتحقق أمر مستحيل في المجر: شاطئ إلى جوار محيط. كما أنها تستخدم كاميرا "هاسلبلاد 500"، التي تعود إلى حقبة الخمسينيات، لتضفي على عملها جمالية الزمن العتيق.. لأن الماضي يكون أحيانًا أجمل عدسة يمكن أن ننظر من خلالها إلى الحاضر.
في أعالي جبال "الكاربات" في رومانيا، بدأت خططٌ طموح لاستعادة النُّظم البيئية القديمة تترسخ وتؤتي أكلها، ليبدأ معها انتعاش جديد لقطعان الذئاب والوشق وثيران البيسون والدببة. ولكن ما وقْع هذا...
قبل أكثر من 5000 سنة، شرع الصناع الحِرَفيون في جزر "سيكلادس" اليونانية في نحت تماثيل رخامية صغيرة لنساء عاريات بأذرع مطوية وشعر مجعد وعيون محدقة واسعة.