الشعر النيجيري.. دلال ودلالات

تسعى المصورة والفنانة "ميدينا سيغ داغر"، من خلال مشروعها "كروما" (Chroma)، إلى تكريم عمل "جي دي أوكاي أوجيكيري" (1930-2014)، وهو مصور اشتهر بصوره باللونين الأبيض والأسود لتصفيفات الشعر المتشابكة لدى النساء النيجيريات. وقد استُشيرت "وونيكا موكان" بشأن هذا المشروع.

الشعر النيجيري.. دلال ودلالات

تهدف "داغر" من مشروع "كروما" إلى الاحتفاء بمشاعر الفخر بالهوية النيجيرية من خلال الشَّعر. فقد اعتمدت مصففة الشعر "إيجوما كريستوفر" على تقنيات التضفير التقليدية بالإضافة إلى الأساليب الحديثة والمستقبلية، حتى تخالف تيار التنميط.

الشعر النيجيري.. دلال ودلالات

تشمل الأنماط التعبيرية للمرأة النيجيرية الملابس والإكسسوارات المبهرجة "ويُضاف إلى ذلك -لاسيما في أوساط فئة أصغر سنًا وأكثر جرأة- تصفيف الشعر بطريقة مثيرة تغلب عليها الألوان"، كما يقول الكاتب "أيوديجي روتينوا".

الشعر النيجيري.. دلال ودلالات

لجأت تصفيفات الشعر المبتكَرة للعارضات المشاركات في مشروع "كروما" إلى استخدام الصوف الملون، والمنسوجات، وبخاخات الشعر، وأصداف الودع المطلية.. بل حتى العصي الخشبية الرفيعة المستخدمة في طهي الكباب؛ وذلك لإضفاء شكل بنيوي عليها.

الشعر النيجيري.. دلال ودلالات

التقط "أوجيكيري" صورًا لتصفيفات الشعر المميزة بأنماطها (يمين) أو بما ترمز إليه. ويحيل نمط تصفيف الشعر المسمى "أونيلي غوغورو" (onile gogoro) (يسار) على ناطحات السحاب التي شُيِّدت في نيجيريا خلال مرحلة ما بعد الاستقلال.

الشعر النيجيري.. دلال ودلالات

كانت "داغر" تدرك أنها تنظر إلى مشروع "كروما" "بعين الأجانب البِيض"؛ لذا حرصت على إشراك النيجيريين -ومنهم مصففو ومصففات الشعر والعارضات المشاركون في المشروع- في عمليات اتخاذ القرار والابتكار.

الشعر النيجيري.. دلال ودلالات

تتوارى خلف جمال تصفيفات الشعر النيجيرية دلالات ثقافية، كما يبدو من أعمال مصورَين من عصرين مختلفين.

قلم: أيوديجي روتينوا

عدسة: ميدينا سيغ داغر

1 July 2021 - تابع لعدد يوليو 2021

مصوران يحتفيان بثقافة وتاريخين ينسابان من بين جدائل الشعر النيجيرية المتشابكة.

يبدو الشَّعر في عمل "جاي. دي. أوكاي أوجيكيري" (1930-2014) كأنه سرد للوقائع المواكبة لِما يحدث في نيجيريا من تغير ثقافي. فقد وثَّق هذا المصور الشهير، منذ زُهاء نصف قرن، للآلاف من تصفيفات الشعر المتشابكة التي تعطي الانطباع بأنها تتحدى قوانين الجاذبية، وكانت تشكل أحدث صيحات الموضة السائدة في موطنه نيجيريا بعد نيل الاستقلال عن الإمبراطورية البريطانية عام 1960.
وكانت تصفيفات الشعر قبل ذلك الزمن علامات اجتماعية ترمز إلى الوضع العائلي والأصول العرقية والطبقة الاجتماعية والاقتصادية. لكنها اتخذت مع استقلال نيجيريا دلالة سياسية أيضًا. 
ويبدو أن أوجيكيري كان يخدم من خلال عمله غرَضًا ثلاثي الأبعاد. فقد واكب اتجاه إحياء تصفيفات الشعر الأصلية التي تراجعت شعبيتها في ظل حكم القوى الاستعمارية. ووثق لِما حملته تسريحات الشعر من تجديد وابتكار مع توجه المواطنين نحو إعادة تأكيد هويتهم الثقافية. وبعد مرور زمن على ذلك، أصبح نهجه أكثر ميلًا إلى الأرشفة بسعيه إلى الحفاظ على ذاكرة أنماط التصفيف في مواجهة العولمة. 
أما المصورة "ميدينا سيغ داغر"، التي وُلدت في كاليفورنيا وتستقر في لاغوس، فقد أطلقت مشروعها في عام 2017، أي بعد زُهاء 50 عامًا على بدء عمل أوجيكيري. ومشروع داغر المسمى "كروما" (Chroma) هو بمنزلة تكريم لأعمال أوجيكيري ومحاولة للبناء على موروثه. فهو يَمتح بقدر كبير من رؤية أوجيكيري بمعزل عن ألوانه؛ إذ اقتصرت صوره على اللونين الأبيض والأسود، فيما تنبض صورها بالألوان.
واليوم، رسخت العولمة جذورها رسوخًا تامًّا في المدن النيجيرية. فقد أصبحت تصفيفات الشعر أكثر ميلا إلى الزينة وأقل تشبثًا بالمدلول الاجتماعي والسياسي؛ على أنها لا تزال تُبرز توجهات سياسية. ومع ما تتسم به المواقف في الغالب من تقلب بين التوجهين الليبرالي والمحافظ (مع غلبة التوجه الأخير)، يمكن القول إن تصفيفات الشعر الجريئة والغريبة الذي تُظهرها داغر -على أنها تظل اختيارًا فرديًا لنمط الموضة- تشكل تحديًا للنُّظم والأعراف. إذ تقول: "من الجميل أن نجتمع ونتوحد" وأن "يكون بإمكاننا الاحتفاء بالاختلافات والماضي".
في بدايات أوجيكيري، كانت صوره تمثل توجهًا رائدًا في التصوير؛ أما اليوم، فيمكننا أن نصف عمله بالتقليدي وعمل داغر بالحديث. ومع ذلك، فإن هذه الأخيرة تواصل بمشروعها الجديد المتعلق بتصفيفات الشعر، السيرَ على نهج التقاليد من خلال التوثيق للثقافة كما فعل أوجيكيري. ويستمر سرد القصص.   — أيوديجي روتينوا

وحيـش يأبى الثبات

وحيـش يأبى الثبات

ترقُّبُ اكتشافات الديناصورات يعني أن وجهة النظر بشأنها لا تفتأ تتغير.

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

استكشاف

مــاذا لــو اختفــت الشمس.. الآن

وُهِبنا في هذه الحياة، نحن البشر وسائر المخلوقات الأخرى، أشياء مجانية كثيرة؛ لعل من أبرزها ضوء الشمس. ولكن هل تساءل أحدٌ منّا يومًا عمّا سيحدث لو أن الشمس اختفت من حياتنا؟

لحظات مذهلة

لحظات مذهلة

يحكي مصورو ناشيونال جيوغرافيك، من خلال سلسلة وثائقية جديدة تستكشف عملهم، القصصَ التي كانت وراء صورهم الأكثر شهرة.