:عدسة بقلم: سيث مايدنز
19 أغسطس 2014
بقلم: سيث مايدنز
عدسة: جايمس ناشتوي
إلى حاضرة متطاولة البنيان، تتنافس فيها مراكز التسوق مع المعابد البوذية على مساحات البناء، فيما نزح القرويون نحو المدينة الكبيرة بحثاً عن فرصة عمل، ما تسبب في تمزيق الهياكل الأسرية التقليدية وفتح الباب أمام الناس لرؤية العالم من منظور مختلف.
يعيش حوالى 10 بالمئة من سكان تايلاند البالغ تعدادهم 67 مليون نسمة في بانكوك، وهي نسبة سترتفع بالتأكيد إذا أضفنا ملايين العمال المهاجرين القادمين من المناطق القروية المجاورة. ومع توفر الطرق المعبدة، والكهرباء، والدراجات النارية، وأجهزة التلفزيون، أصبح القرويون التايلانديون من بين "أغنى" فقراء العالم، مستحقين بذلك التسمية الأكاديمية التي أطلقت عليهم: "الفلاحون متوسطو الدخل".
لكن، وعلى الرغم من شيوع حالة "زيادة الرفاه" هذه، إلا أن شعوراً من التململ وعدم الرضا يسود قطاعات كبيرة من سواد الشعب نظراً إلى الفروقات الطبقية الهائلة بين الأغنياء والفقراء. ونتيجة ذلك، يعيش المجتمع التايلاندي مرحلة "إعادة ترتيب تاريخية"، حيث تسعى الطبقات الأكثر فقرا -مدفوعة بتشجيع من سياسيين طموحين- إلى الحصول على نصيبها من الثروة والنفوذ اللذان لطالما كانا في غير متناولها. لكن تحالفاً قوامه المؤسسات السياسية التايلاندية القديمة -والتي يشكل القصر والإدارة والقضاء والجيش عمودها الفقري- يقاوم هذا التيار، ويحاول الدفاع عن الامتيازات التي يوفرها نظام هرمي وسلطوي يتحكم في كافة مرافق الحياة العامة والخاصة.
وقد أدى هذا الحراك السياسي المستجد، إلى نشوء موقف شديد التعقيد يوم 22 مايو الماضي، إذ نفذ الجيش التايلاندي انقلاباً استحوذ بموجبه على السلطة في أعقاب سبعة أشهر من التوتر المتواصل، وفرض الحكام العسكريون الجدد إثر ذلك حظر تجول ليلي، وقيدوا بشدة حرية التعبير والصحافة. وكان مصير قادة الحكومة الذين تمت الإطاحة بهم إما الاعتقال أو الاختباء، وكان من بين قادة الحكومة المعتقلين، شاتورون شيسانغ وزير التربية، الذي صرّح قبيل اقتياده من قبل جنود مدججين بالسلاح: "إن من يعتقد أن الانقلاب سوف يضع حدا للنزاع والاضطراب أو العنف هو شخص واهم". أما الصحافـيـون والسياسيون والأكاديميون المعروفون بآرائهم الصريحة فقد أُمروا بالتزام الهدوء وعدم إثارة القلاقل. وبالنظر إلى أن السطور الأخيرة من هذا التحقيق كُتبت بعد أيام معدودات فقط من وقوع الانقلاب، فإن من المستحيل توقع الاتجاه الذي ستأخذه تايلاند أو حتى كيف سيكون الوضع عندما تكون هذه المجلة قيد الطبع.
يقول كريس بيكر، وهو مؤرخ بريطاني يقيم في تايلاند: "إن المؤسسات القديمة تدعم في الجوهر مطالب توزيع الثروة والسلطة. لكنها ترى أن على هذه العملية أن تحصل بشكل هادئ ومتدرج، وليس بشكل فوضوي وسريع".
التتمة في النسخة الورقية