11 مايو 2016
أبوظبي في 9 مايو / وام /
كشفت هيئة البيئة - أبوظبي عن نجاح طائر العقاب المنقط الكبير - الذي تتابعه الهيئة منذ مغادرته محمية بحيرة الوثبة للأراضي الرطبة بأبوظبي - في الوصول إلى روسيا الجنوبية في 24 أبريل الماضي وذلك خلال رحلة هجرته لمناطق تكاثره في روسيا وكازاخستان.
تأتي هذه الرحلة ضمن الهجرة السنوية للطيور المهاجرة التي تحط في دولة الإمارات خلال فصل الخريف لتعود بعدها في منتصف شهر مارس إلى مناطق تكاثرها. يشار إلى أنه وفي إطار برنامجها المستمر لتتبع ومراقبة الطيور المهاجرة قامت الهيئة في فبراير الماضي بتثبيت جهاز تتبع فضائي على طائر العقاب المنقط الكبير لمتابعة ورصد تحركاته ورصد المخاطر التي تهدده.
ويعتبر العقاب المنقط كغيره من الأنواع الأخرى من الطيور المهاجرة التي تصل إلى الدولة بأعداد كبيرة لتقضي فترة الشتاء في المواقع الرئيسية والهامة في مختلف أنحاء الدولة والتي تنطلق في رحلة العودة إلى مناطق تكاثرها في فصلي الربيع والصيف إلى مناطق تكاثرها في الشمال. وتضم هذه الطيور أنواعا مختلفة من الطيور المائية والطيور البرية والتي تتراوح بين الطيور الصغيرة والطيور الجارحة الكبيرة والتي تسلك مسارات هجرة متشابه.
ومن بين أكثر من 460 نوعاً من الطيور المسجلة في الدولة هناك 75 بالمئة منها من أنواع الطيور المهاجرة وهناك نوعان من الطيور المهاجرة ..الأول هو الذي يأتي إلى حد كبير خلال أشهر الشتاء من أوروبا وآسيا الوسطى لقضاء فصل الشتاء أو يتوقف في طريقه إلى مناطق إشتائه في أفريقيا والنوع الآخر هو عبارة عن مجموعة من الطيور المتكاثرة التي تزور الدولة في فصل الصيف وبشكل رئيسي الطيور البحرية والتي تأتي من المحيط الهندي للتكاثر ونظرا لهذا التنوع تستمر هجرة الطيور من وإلى الدولة على مدار العام.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بهيئة البيئة "تقوم الهيئة بشكل مستمر بمراقبة الطيور المهاجرة والمقيمة في المواقع الرئيسية الهامة في الإمارة" ..مشيرة إلى أهمية هذا البرنامج في توثيق أعداد الطيور وأنماط هجرتها وكذلك رصد حالة المواقع الرئيسية في حين أن مراقبة هذه الطيور داخل المناطق المحمية يساعدنا على تحسين خطتنا الإدارية وفقا لاحتياجات الطيور المهاجرة ورصد مناطق أخرى قد تكون من المواقع الهامة التي تحتاج للحماية في المستقبل. وأوضحت انه وللأسف تواجه الطيور المهاجرة العديد من التحديات التي تتراوح بين فقدان الموائل والصيد والقتل غير القانوني أو الأسر والتسمم والصعق بالكهرباء كما أن التغير السريع في المساحات الخضراء الطبيعية والتوسع العمراني والصناعي وخاصة في المناطق الساحلية تجعل ليس فقط الطيور المهاجرة ولكن أيضا الطيور المقيمة معرضة للخطر بشكل كبير. وأكدت الدكتورة الظاهري أن رصد الطيور المهاجرة وحماية موائلها ومنع أعمال القتل غير القانونية واتخاذ بعض الإجراءات العاجلة لحمايتها وحماية مواقعها في جميع أنحاء الإمارات لتوفير ملاذ آمن للطيور المهاجرة ليس خيارا بل ضرورة ملحة ونحن بحاجة إلى العمل معا والدخول بشراكات مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدني لتعزيز جهودنا المشتركة.
من جهته أشار الدكتور سالم جاويد مدير إدارة التنوع البيولوجي البرى بالإنابة "تقوم هيئة البيئة أيضا برصد أنواع الطيور المهاجرة الهامة لمسافات طويلة باستخدام الأقمار الصناعية لفهم أنماط تحركاتها ومسارات هجرتها مشيرا إلى أنه منذ انطلاق البرنامج في عام 2005 تقوم الهيئة بتتبع 12 نوعاً مختلفاً من الطيور المائية والطيور الجارحة المهاجرة". وأكد الدكتور سالم أن برنامج تتبع الطيور المهاجرة عبر الأقمار الصناعية وإجراء الدراسات الميدانية وفر معلومات علمية لا تقدر بثمن حول هجرة بعض الأنواع الرئيسية المهاجرة وحتى يتسنى لنا المحافظة على الطيور المهاجرة وموائلها نحن بحاجة لاستخدام أفضل ما توصل إليه العلم وتأكيد التزامنا بحمايتها وليس فقط على المستوى المحلي ولكن أيضا على الصعيد الإقليمي.
- هدى -
وام/هدى/مصط