أحدث إعصار ساندي عام 2012 ثلاث فجوات في الجزر الحاجزة قبالة الساحل الجنوبي لجزيرة لونغ آيلند. وقد رَدَم سلاح المهندسين التابع للجيش الأميركي فجوتين اثنتين في الحين، لكن الثالثة تطلبت فترة انتظار قبل أن تزحف إليها الجرافات؛ ذلك أنها تقع ضمن منطقة برية فدرالية محمية، وتحديداً على جزيرة فاير آيلند قُبالة بلدة بيلبورت بالخليج الجنوبي الكبير.
ومع أن بعض الأهالي ممّن يخشون على منازلهم من الفيضان طالبوا بالإغلاق الفوري لتلك الفجوة، لاحظ آخرون حدوث أمرٍ أقرب إلى المعجزة: فلقد باتت مياه الخليج الملوثة أكثر صفاءً إذ تُضَخ مرتين في اليوم في المحيط. وفي صيف عام 2013 لاحظ ملتقطو المحار في المنطقة -التي كانت فيما مضى مصدر جُلّ المحار في الولايات المتحدة- وجود حلقات نمو جديدة واسعة في مقالعهم. كما لم تعد رؤية الفقمات الرمادية أمرا غير معتاد؛ فقبل تشكّل تلك الفجوة، لم تكن المنطقة تأوي حياة بحرية زاخرة. "إنه نظام بيئي مختلف تماماً في الوقت الراهن" كما يقول كريس غوبلر، وهو عالم بيئة من جامعة ستوني بروك. ولم يكن فيضان الشتاء الماضي بجزيرة لونغ آيلند مختلفا عمّا عرفته أماكن أخرى على الساحل الشرقي، مما ينفي عن فجوة جزيرة فاير آيلند تهمة تفاقم الفيضان.
ولا يزال المصير النهائي لتلك الفجوة ينتظر نتائج دراسةٍ لتقييم الأثر البيئي.. كما لا يزال قانون متقادم لولاية نيويورك -ساري التنفيذ حتى اليوم- يقضي بإغلاق الفجوات التي تحدثها الأعاصير في الجزر الحاجزة، دون أية استثناءات. وحتى لو سُمح ببقاء الفجوة مفتوحة دون ردم أو خضعت للتحكم في مداها (وهما خياران قيد الدراسة)، فإنها لا تستطيع وحدها وقف تلوث المياه بالنيتروجين الناجم عن الصرف الصحي. ومع ذلك، فإن الفجوة تُذَكّرنا بما كان عليه حال الخليج في الماضي وما يمكن أن يصير عليه من جديد. -جيمي شريف
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز