رصدٌ لأضرار الإعصار من كل الزوايا
أنتون سيمون اختصاصي في علوم الغلاف الجوي
في يوم 31 مايو 2013، لم يكن يفصل "أنتون سيمون" عن الإعصار الأوسع نطاقاً في تاريخ وسط أوكلاهوما، والذي أودى بحياة 22 شخصاً، سوى خمسةُ كيلومترات تقريباً. وقد قضى العديد من زملائه في الإعصار، ومنهم مستكشف ناشيونال جيوغرافيك، "تيم ساماراس"، الذي طوَّح الإعصار بسيارته مسافة تقارب 1.5 كيلومتر بفعل سرعة الرياح التي تجاوزت 280 كيلومتراً في الساعة.
عندما توقفت الرياح عن الهبوب، لم يتبق لسيمون سوى مشاعر الأسى.. والكثير من الأسئلة مع القليل من الأجوبة؛ ومن أبرزها: لمَ خلّف هذا الإعصار كل هذا الدمار؟ فقد كان يرغب في إعادة ترتيب مجريات الأحداث التي جعلت الإعصار يدمر كل ما يجد في طريقه، بما في ذلك سيارة ساماراس. ثم بدأ في تحصيل مقاطع الفيديو التي صُوِّرت خلال ذلك اليوم، آملاً بأن تشكل مجتمِعةً بورتريهاً مفصلا لذلك الإعصار.
وبعد تجميع أكثر من 125 مقطع فيديو، جرَت عملية مزامنة المشاهد المصورة، فبيَّنت وقائع الإعصار من كل الزوايا تقريباً. عادةً ما يركز التقدم الحاصل في علم الأعاصير على المسائل المتعلقة بتشكّل الإعصار: كيف يمكن للبشر توقع قوة الإعصار ومساره؟ أما المعلومات القيّمة التي نشرها سيمون على شبكة الإنترنت بعنوان "Tornado Environment Display" (عرض بيئة الإعصار)، فيمكنها أن تشكل نموذجاً يحتذى في تلمس إجابة عن سؤال مختلف: كيف تَحدث الأضرار بفعل جزيئات الهواء الفائقة السرعة؟
ويأمل سيمون بأن يُلهم الجوابُ -الذي كُشف عن تفاصيله في مقاطع الفيديو- جملة من الابتكارات في عالم الهندسة، ولاسيما البناء في المناطق المعرضة لخطر الأعاصير. فمن شأن دراسة الطريقة التي يُقتلع بها سقف عربة مقطورة بفعل قوة الإعصار (بتقنية العرض البطيء) أن تساعد البنائين على تعلم طريقة تشييد أسقف أكثر أماناً. ويمكن أن تكتسب الأبنية التي تتعرض لضربات الأعاصير بصورة متكررة درجة عالية من الأمان عند مستوى الأرض، إذ يقول سيمون: "لم يكن لأي أحد أن يموت من جراء الإعصار في ذلك اليوم وفي ذلك العمر". تشير التوقعات إلى تزايد وتيرة الأعاصير الشديدة وقوتها بفعل تغير المناخ في المستقبل، إلا أننا "نمتلك القدرة على معرفة الطريقة التي نضمن بها الأمان للناس"، على حد قول سيمون. -Daniel Stone
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز