صور مجهرية معززة الألوان لجزيئات فيروس “كورونا”. الصور: المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، بالولايات المتحدة.

بقيت تحذيرات الخبراء بشأن الجوائح الصحية محل تجاهل العالم طيلة عقود. وربما يكون تفشي "كوفيد-19" بدايةً لاعتماد نهج استباقي أكثر حزما وجدية.خلال الأسابيع الأولى لتفشي جائحة "كورونا"، كنت لا أطيق متابعة التقارير الإخبارية التي انتقدت الأخطاء التي ارتكبها...

 اقتصر انتشار “سارس” في عام 2003 على دول آسيا إلى حد كبير؛ فيما ظهر “ميرس” عام 2012 في دول الشرق الأوسط واندثر فيها؛ أما “إيبولا” (المبيَّن في الصورة) فانحصر انتشاره عام 2014 في دول غرب إفريقيا تقريبًا. ولمّا كنا بعيدين عن مصدر الخطر المميت، كان من...

اقتصر انتشار “سارس” في عام 2003 على دول آسيا إلى حد كبير؛ فيما ظهر “ميرس” عام 2012 في دول الشرق الأوسط واندثر فيها؛ أما “إيبولا” (المبيَّن في الصورة) فانحصر انتشاره عام 2014 في دول غرب إفريقيا تقريبًا. ولمّا كنا بعيدين عن مصدر الخطر المميت، كان من السهل علينا أن نعزو أسباب تفشي تلك الأوبئة إلى أنماط سلوك مجتمعية ليست في مجتمعاتنا.

لماذا باغتنا الفيروس؟

بقيت تحذيرات الخبراء بشأن الجوائح الصحية محل تجاهل العالم طيلة عقود. وربما يكون تفشي "كوفيد-19" بدايةً لاعتماد نهج استباقي أكثر حزما وجدية.خلال الأسابيع الأولى لتفشي جائحة "كورونا"، كنت لا أطيق متابعة التقارير الإخبارية التي انتقدت الأخطاء التي ارتكبها...

1 July 2020 - تابع لعدد يوليو 2020

بقيت تحذيرات الخبراء بشأن الجوائح الصحية محل تجاهل العالم طيلة عقود. وربما يكون تفشي "كوفيد-19" بدايةً لاعتماد نهج استباقي أكثر حزما وجدية.

خلال الأسابيع الأولى لتفشي جائحة "كورونا"، كنت لا أطيق متابعة التقارير الإخبارية التي انتقدت الأخطاء التي ارتكبها المجتمع الدولي في بدايات تعامله مع هذه الجائحة، ليس فقط لأنه لا جدوى الآن من توجيه النقد والتقريع؛ إذ ما فائدة أن نعرف أنه قد كان بمقدورنا تجنب هذا الواقع الكئيب الذي نعيشه اليوم؟ ولكن لأن الأمر بالنسبة إلي كان ذا شجون عميق. تذكرت مع كل موضوع قرأته عن تجاهل التحذيرات بشأن احتمالات تفشي فيروس فتاك، أن هذا الأمر تحديدًا كان هاجس العلماء منذ عقود، وقد ظل بعض الصحافيين المتخصصين بالشأن العلمي يكتب عن تلك التحذيرات؛ وكنت واحدة منهم. يومَ بدأتُ البحث في هذا الموضوع عام 1990، كان مصطلح "فيروس ناشئ" قد نُحِتَ للتو من قبل عالم فيروسات شاب اسمه "ستيفن مورس". وقد جعلتُ هذا العالِم الشخصيةَ المحورية في كتابي "A Dancing Matrix" (مصفوفة راقصة)، الذي صدر في عام 1994. قدمته في الكتاب بصفة أستاذ مساعد يضـع نظـارات طبيـة ويتميـز بتفانيـه في عمـله وشغــفه التـام بعوالم الفكر والتأملات.
وكان مورس وعلماء آخرون يحصرون جملةً من الظروف التي من شأنها أن تفضي إلى ظهور سلالات جراثيم غير مسبوقة وفتاكة للبشر على نحو غير مألوف؛ ومن تلك الظروف: التغير المناخي، وهيمنة المشروعات الحضرية، وقرب البشر من حيوانات المزارع أو الغابات التي تُعدّ حاضنات لأنواع شتى من الفيروسات. كانوا يحذرون من سهولة انتشار مسببات الأمراض الخطيرة هذه في جميع أنحاء العالم، بفعل العولمة المتزايدة للاقتصاد، وسهولة السفر والتنقل جوًا بين دول العالم، وحركة اللاجئين بسبب المجاعات والحروب. أليس هذا الكلام شائعًا اليوم؟ في مقدمة كتابي، نقلت عن "جوشوا ليدربيرغ" -عالم البيولوجيا الجزيئية الحائز "جائزة نوبل" عن أبحاثه في البكتيريا- مقولتَه إن "الفيروس هو أكبر تهديد لاستمرار هيمنة الإنسان على هذا الكوكب". اعتقدت في ذلك الوقت أن ليدربيرغ بالغ في الأمر إلى حد التهويل، ولكنني اليوم أجد أن كلامه ذاك كان بحقّ توقعًا مرعبًا وسابقًا لزمانه.
لم يكن إجمالي عدد وفيات "كوفيد19-" في الولايات المتحدة قد بلغ عتبة الألف بعدُ، وكانت ثلاثة أيام قد مرت على مكوث أهالي نيويورك -وأنا منهم- في منازلهم بسبب تفشي الفيروس، حين هاتفتُ مورس للاطلاع على أحواله خلال هذه الأزمة. وهو أستاذ علم الأوبئة لدى "جامعة كولومبيا"، وقد أضحى اليوم ضمن الشريحة العمرية الأشد عرضة لمضاعفات فيروس "كورونا"؛ وكذلك أنا. وقد أخضع نفسه وزوجته لحجر منزلي اختياري في شقتهما الكائنة على بعد كيلومترات قليلة عن منزلي. قال لي مورس: "أشعر بإحباط كبير بسبب أننا لسنا على استعداد تام، مع كل هذا التقدم العلمي؛ بل إننا ما زلنا منغمسين في التجاهل". ثم ساق لي إجابةَ "بيتر دراكر"، خبير شهير في علم الإدارة، عن هذا السؤال: "ما أسوأ خطأ يمكن لإنسا


استكشاف

بحر آرال: من رابع أكبر بحيرة في العالم إلى صحراء قاحلة

بحر آرال: من رابع أكبر بحيرة في العالم إلى صحراء قاحلة

بدأت مياه بحر آرال بالجفاف قبل 60 سنة مخلفةً وراءها صحراء مُجدِبة. ما الدروس المستفادة من هذه الكارثة البيئية، وكيف نتجنب وقوعها في أجزاء أخرى من العالم؟

فوتوغرافيا

استكشاف

فوتوغرافيا

بعدسات ناشيونال جيوغرافيك

هل يجد الزوار مدينةَ إنكا ضائعةً؟

استكشاف

هل يجد الزوار مدينةَ إنكا ضائعةً؟

في مرتفعات البيرو المكتنَفة بالغيوم، تبقى أطلال "تشوكيكيراو" -صعبة الوصول- بمنأى عن حشود الزوار المتدفقين إلى "ماتشو بيتشو". لكن ذلك قد يتغير قريبًا.