تُعد سورية نموذجًا نسائيًا ملهمًا تتجلى فيه القوة والإصرار على كسب رهانات تحديات الحياة.
سورية مسعود
46 عامًا
بعد أن فرت من بلدها سورية نتيجة الدمار والحرب المندلعة منذ عام 2011، لم تجد هذه المرأة سوى الأراضي اللبنانية للجوء إليها؛ إذ تعمل اليوم بإحدى المزارع القريبة من المأوى الذي احتضنها وعائلتَها. لم يبقَ لها معيل لأطفالها الثلاثة بعد أن مات زوجها.
تواجه سورية تحديات كبيرة وتعاني ظروف عيش قاسية، إلا أنها ما زالت تكافح وتكدّ من أجل كسب قوت عائلتها. تقول: "غايتي القصوى أنْ يحصل أطفالي على كل ما يحتاجون إليه. لا أريد شيئًا لنفسي؛ فكل ما أقوم به هو لأجلهم ولأجل تربيتهم تربية حسنة". عندما طُلب إليها التحدث عن نفسها، أجابت: "أنا امرأة قوية.. أنا امرأة قوية.. أنا امرأة قوية". كيف لا وهي تعمل في مجال شاق عادةً ما يحتكره الرجال.
تتمتع سورية بشخصية قوية وبمهارات في التواصل، ما أهّلها لأن تصبح "قائدة مجتمعية" مسؤولة عن إيصال صوت جيرانها اللاجئين إلى منظمات الإغاثة والجهات المعنية. وبفضل لطافتها وسماحتها، تمكنت من نسج علاقات اجتماعية متينة بين اللاجئين والوسط المحيط بهم.
وتُعد سورية نموذجًا نسائيًا ملهمًا تتجلى فيه القوة والإصرار على كسب رهانات تحديات الحياة. وهي مصدر قوة للنساء في مجتمع اللاجئين، إذ إنها تؤدي دورًا مهمًا في تشجيع النساء من حولها للعمل في حقول الزراعة والمهن الأخرى؛ حتى يتمكنّ من دعم عائلاتهن.
خديجة محمد
22 عامًا
لم يَدُر في خلد خديجة أن الدولة التي اختارتها والدتها للفرار من النزاع المسلح في بلدها الصومال، ستكون على الحال نفسها. إذ فرت مع عائلتها إلى سورية حينما كان عمرها 13 عاما، بحثًا عن الأمان.
ورغم الظروف الصعبة التي تواجهها اليوم، إلا أنها أبت أن تبقى مكتوفة اليدين؛ فهي متطوعة لدى مركز اجتماعي تدعمه "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" داخل أراضي سورية بهدف مساعدة الأطفال اللاجئين وتأهيلهم نفسيًا.
تقول خديجة: "وُلدت في بلد مزقته الحرب، ولذا أعرف جيدا معنى العيش في هذه الظروف القاسية". تحاول هذه الفتاة مساعدة جميع اللاجئين على قدر استطاعتها؛ إذ إنها لا تريد أن ترى أطفالًا يعانون مثلما عانت هي في طفولتها. تقول: "تمنحني الابتسامة على وجوه الأطفال طاقة وقدرةً على الاستمرار في بذل جهد أكبر فأكبر من أجلهم".
عواطف محي الدين
39 عامًا
لم تكن مَهمة عواطف بالسهلة، إلا أن شغفها وإرادتها كانا دافعين وراء النجاح في مبادرتها البيئية. إذ تجوب هذه السيدة السورية، اللاجئة مع زوجها وبناتها الأربع، بيوت مدينة "زحلة" في لبنان للتوعية بمخاطر النفايات الصلبة على حياة الأفراد والبيئة. تقول عواطف: "يشعر الناس بالدهشة حينما يفتحون باب منزلهم فيجدون امرأة لاجئة تقدم لهم معلومات عن كيفية الحد من النفايات وسبل إعادة تدويرها".
تأبى عواطف أن تكون فردا عاديا ينتظر المساعدة، رغم صعوبة ظروفها المعيشية وحالة زوجها الصحية السيئة؛ بل إنها تتكفل بعائلتها وتبحث أيضًا عن الوقت المناسب للتطوع وخدمة الآخرين. ويتجسد كل ذلك في هذه النصيحة التي تُسديها لكل امرأة: "هناك دائمًا شيء ما يمكنكِ القيام به لتمكين نفسكِ وعائلتكِ، مهما كانت الظروف". وهي تُذكّر بناتها باستمرار بأنه "يمكن أن نكون أي شيء، ونفعل أي شيء في الحياة.. إننا بحاجة فقط إلى الثقة بالنفس".. لبلوغ المراد.
أسماء عباس
28 عامًا
لم يجد اليأس طريقه إلى أسماء رغم كل الصعاب التي واجهتها، بل أصرت على أن تكون رقما مهما في المجتمع. فبعد فرارها من بلدها الصومال عام 2007 نتيجة الحرب والأوضاع غير المستقرة، وجدت ضالتها في مصر حيث الأمن والأمان.
هناك واصلت أسماء مساراها الأكاديمي حتى حصلت على شهادة جامعية في التمريض. اختارت أن تكون قريبة من الضحايا الهاربين من ويلات الحرب، إذ تعمل متطوعةً مع فريق "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين"، حيث تساعد طالبي اللجوء -وتحديدا الصوماليين- وتقدم إليهم الاستشارات الضرورية خلال مراحل التسجيل ومقابلات تحديد أوضاع اللجوء.
تحاول أسماء أن تنخرط في كل عمل تطوعي، فهي ناشطة بيئية تشارك في المبادرات والحملات المجتمعية، التي كان أَحدثها "Verynile" الهادفة إلى تنظيف مياه نهر النيل من النفايات، بشعار: "ساعدنا نحافظ على النيل".
بدأت مياه بحر آرال بالجفاف قبل 60 سنة مخلفةً وراءها صحراء مُجدِبة. ما الدروس المستفادة من هذه الكارثة البيئية، وكيف نتجنب وقوعها في أجزاء أخرى من العالم؟
في مرتفعات البيرو المكتنَفة بالغيوم، تبقى أطلال "تشوكيكيراو" -صعبة الوصول- بمنأى عن حشود الزوار المتدفقين إلى "ماتشو بيتشو". لكن ذلك قد يتغير قريبًا.