"هل يحلم الإنسان الآلي بخرافٍ كهربائية؟".. سؤالٌ سبق أن طرحه كاتب روايات الخيال العلمي، "فيليب كيه. دِك". أما في الواقع فقد ظل الجدل مشتعلا منذ زمن طويل بشأن الهدف من الأحلام ومعانيها. واليوم يعتقد العلماء أنهم أصبحوا أقرب إلى فك رموز ما يراه البشر أثناء نومهم؛ وكذا معرفة كيف يمكن لإنسان آلي أن يحاكي ذلك.
في عام 2013، جعل عالم الأعصاب الياباني "يوكيْياسو كاميتاني"، أشخاصاً خاضعين للاختبار يغفون لوقت قصير مئات المرات داخل جهاز للتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، موقظاً إياهم على نحوٍ متكرّر كي يصفوا له أحلامهم. وكان كاميتاني قد حدّد سلفاً الأنماط الدماغية الفريدة التي تمثل بعض الأشياء الحقيقية التي كان قد أراها للأشخاص المختبَرين وهم مستيقظون. وأُجري مسحٌ لأدمغتهم بحثاً عن تلك الأنماط (الإشارات) أثناء نومهم، فحوّل برنامجٌ حاسوبي العناصرَ الأساسية لأحلامهم تلقائياً إلى مقاطع فيديو قصيرة. وأظهرت الدراسة أن دقة تلك المقاطع بلغت 70 بالمئة، مقارنة بما استطاع الأشخاص المختبَرون تذكّره من أحلامهم الحقيقية.
وبعد مُضي عامين على ذلك، التقط مهندسو شركة "غوغل" كذلك صوراً شبيهة بالأحلام، أنجزها الحاسوب. فقد أدخلوا ملايين الصور إلى خوارزمية حاسوبية مستوحاة من الأدمغة البشرية، لدراسة كيف تتعلّم تلك الخوارزمية تمييز الأشياء. ومن ثم وضعوا الخوارزمية في برنامج يدعى "ديب دريم" (DeepDream)، وهو برنامج يمكّن الشبكة من إيجاد عالم أحلامها الخاصّ الذي تغذّيه الخوارزمية بصورة تشويشٍ بصري عشوائي، كالتشويش الذي يظهر على شاشات التلفزيون القديمة. وقد ولّد الحاسوب مشهداً شبيهاً بهلوسات متعاطي المخدرات انطلاقاً من المعرفة التي اكتسبتها الآلة. وكما هو الحال في حلم بشري، فقد أعيدت صياغة صور شُوهدَت سابقاً على شكل أنماط جديدة.
ولن يُتَاحَ إنتاج تسجيل دقيق للأحلام البشرية، إلى أن يكتشف العلماء كيف تتولّد الأحلام في الدماغ، حسب قول "جاك غالانت"، أستاذ علم النفس لدى "جامعة كاليفورنيا" في مدينة بيركلي؛ أو إلى أن يتمكنوا من تأليف موسوعة للنشاط الدماغي تشمل كل فكرة. ويشبّه هذا العالِم المسألةَ بإنشاء برنامج لترجمة اللغات، إذ يقول: "لدينا لغة، ولكن ليس لدينا ما تشير إليه".
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز