ما من فاكهة أو خُضرة إلا وتتنفس؛ فحتى لو قُطفت ثمرة من شجرة أو نبتةٍ، فإنها تستمر في التنفس، ثم تشيخ رويداً رويداً، إلى أن تبدأ في التحلل. عندها، تغزوها الكائنات المجهرية فتفسدها تماماً. ينجح التبريد في إبطاء تلك العملية، ولكن لفترة محدودة.
يعتقد العلماء اليوم أنه صار بمقدورهم مضاعفة فترة صلاحية ثمار الموز والأفوكادو وغيرها من الفواكه والخضراوات الطازجة، من خلال إبطاء دورة تلَفها. ولقد ابتكرت شركة "أبيل" (Apeel) الناشئة في ولاية كاليفورنيا، وسيلة لاستخلاص الدهون من محاصيل غذائية رائجة وتحويل كل نوع من هذه الدهون إلى مسحوق. يُذاب المسحوق في الماء ثم يُرشّ على الفاكهة أو الخضراوات، فيُشكّل حاجزاً -صالحاً للأكل- يستبقي الرطوبة بالداخل، ويمنع دخول الكائنات المجهرية.
ويمكن للمزارعين استخدام ذلك المحلول في حقولهم، وكذلك الموزعين في خطوط التجميع والتعبئة؛ ما يطيل أمَد تخزين الفاكهة أياماً أو حتى أسابيع إضافية. وقد أقرت "إدارة الغذاء والدواء الأميركية" سلامة تلك العملية، واعتُمد استخدامها على المحاصيل العضوية في مطلع عام 2017.
على أن إطالة أمد الغذاء الطازج ليست الغاية الوحيدة لشركة "أبيل"؛ فهي تسعى إلى مكافحة هدر الأطعمة، وتقليص عدد السفن والشاحنات المبرّدة التي لا تنفك تتنقل بين الحقول والمتاجر لتصل المنتجات إلى المستهلكين طازجة. وتتيح تلك التقنية (المحلول) أيضاً نقل مزيد من المحاصيل إلى مزيد من المواقع الأبعد من أماكن إنتاجها؛ ولنا أن "نتخيل عالماً غير مقيَّد بمواسم للمحاصيل الطازجة"، كما يقول "جيمس روجرز"، خبير علم المواد والرئيس التنفيذي للشركة.
فمن ذا الذي لا يودّ التلذذ بفاكهته المفضلة بضعة أيام إضافية، قبل أن تفقد طراوتها داخل الثلاجة؟
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز